| العالم اليوم
الذين يعتصمون عند مقر الأمم المتحدة في دمشق والمضربون عن الطعام للتذكير بمأساة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأشرس حملة يشهدها التاريخ الانساني، والذين تظاهروا في ميدان التحرير في قاهرة المعز، وقبل ذلك في عمان عاصمة الهاشميين، إنما يعبرون عن نبض الشارع العربي من أقصاه في السواحل العربية على المحيط حتى أدناه في سواحل الخليج، فالمشاهد أن المواطن العربي في كل البلدان العربية يتعذب ويريد أن يعبر عن غضبه تجاه العدوان الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي الحامي له في حين لا تزال الحكومات العربية رهينة الاجراءات الدبلوماسية وحبيسة المجاملات التي لا تنفع مع قوم تجاوزوا كل القيم الانسانية، ففي الوقت الذي قنع فيه العرب والمسلمون بالابتسامات والانحناءات في مؤتمر مكافحة العنصرية في دوربان في جنوب افريقيا وقبلوا بالتنازل عن الحق الفلسطيني، واصل اليهود في إسرائيل العدوان العسكري ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
الإسرائيليون يستمرون في قتل الفلسطينيين والعرب يقبلون بابتسامات وكلمات غامضة لا تحمل معنى وإن حملت معاني فهي قابلة لتفاسير عدة..!!
وفي الوقت الذي تحدد فيه واشنطن شروطها لقبول رئيسها مقابلة عرفات، يحجم العرب حتى عن ذكر اسم الولايات المتحدة الأمريكية وتحميلها تواصل العدوان الإسرائيلي وذبح الفلسطينيين من قبل اليهود بأسلحة أمريكية.
وهكذا يظهر التناقض بين الشارع العربي في القاهرة وفي عمان وفي دمشق وفي فلسطين وبين ما تشهده الاجتماعات العربية الرسمية كالتي شهدتها القاهرة في اليومين الأخيرين الماضيين.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|