| الاتصالات و التقنية
لقاء: ظافر الدوسري
لانظمة براءات الاختراع أهمية كبيرة كأداة للتنمية التقنية والاقتصادية ويعتبر الاختراع هو الفكرة الجديدة التي يتوصل اليها المخترع وتسمح عمليا لحل مشكلة تقنية معينة.
ولقد أدركت العديد من المراكز «الصناعية» اهمية براءات الاختراع منذ زمن بعيد وبدأ اهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي بأهمية هذا الموضوع وذلك لدفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والزراعة ومجالات اخرى في نشوة تزايد المخترعات الحديثة والعالمية مع اختلافها وتنوعها وفي اطار التعاون السائد بين دول المجلس ضمن الاتفاقية الاقتصادية الموحدة حيث انشأت الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي مكتب براءات الاختراع لضمان حقوق المخترعين الخليجيين والمقيمين حتى لا تنساق في منحدر التآكل ويستفيد منه المجتمع الخليجي خاصة والعالم عامة.
الجزيرة تستكمل حوارها مع الاستاذ محمد العلي الرشيد مدير مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لتسليط المزيد من الضوء على جهود هذا المكتب حيث اكد سعادته بأنه بالرغم من حداثة عهد المكتب الذي بدأ العمل فيه في اواخر عام 1998م الا انه خلال هذه الفترة القصيرة أثبتت مصداقيته من خلال الانتهاء من الاجراءات الطويلة لقبول وفحص الطلبات وبدأ في منح البراءات لبعض الطلبات المسجلة لديه، كما اكد سعادته على ان المكتب يقدم العديد من الخدمات منها توفير الحماية القانونية للحقوق المعنوية والمادية ويعمل على النهوض بالقدرات الابتكارية ونشر نتائجها في المجتمع وتحفيز النشاط الابتكاري والابداعي.
فإلى بقية الحوار:
* هل هناك تعاون بينكم وبين وزارة المعارف لاجتذاب الموهوبين وتطوير اختراعاتهم البسيطة؟
- كما سبق الاشارة اليه بأن الدور الرئيس لأي مكتب براءات اختراع يقتصر على الدور النظامي لحماية الاختراعات التي تم ابتكارها من خلال منح وثائق البراءات للطلبات التي تجتاز شروط المنح، اما الجهات المعنية باجتذاب ورعاية الموهوبين بدول المجلس ومساعدتهم في تطوير وتنمية ما يتوصل اليه هؤلاء الموهوبون من افكار فهي المؤسسات التعليمية والنوادي العلمية التي بدأت بالاهتمام بهؤلاء الموهوبين ورعايتهم من خلال تقديم الدعم المعنوي والاخذ بيد المخترع وارشاده وآمل ان توفق في جهودها لتحقيق الهدف المرجو من ذلك، واود الاشارة الى نقطة مهمة بأنه ليس بالضرورة ان يكون جميع المتفوقين دراسيا موهوبين في مجال الاختراعات او العكس، بل ان الكثير من المخترعين الذين لم يستطيعوا مواصلة دراساتهم نجحوا في تقديم اختراعات مهمة للمجتمع، لذا فانه من الضروري الاهتمام بجميع فئات الموهوبين والمبدعين وليس المتفوقين دراسيا فقط، والمسؤولون عن التعليم بدول المجلس ولله الحمد مدركون اهمية تطوير المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم وزيادة تأهيل المدرسين لمواكبة الاحتياجات التقنية الحالية للمجتمع، كما ان المكتب بدوره يساهم بالمشاركة في اللقاءات التي تقيمها الجهات التعليمية والمؤسسات والمنظمات المهتمة بهذا الموضوع للتعريف بالمكتب وشرح فوائد براءات الاختراع واهمية الاسراع في تقديم الطلبات للمحافظة على حقوقهم كمخترعين.
* ماهي ابرز خططكم المستقبلية لتطوير المكتب؟
- كما تعرف ان المكتب ذو طبيعة فنية خاصة ويتطلب عمله كفاءات بشرية عالية التأهيل، والكفاءات الجاهزة المطلوبة في مجال عمل المكتب لا تتوفر في سوق العمل الخليجي والعربي بالشكل المطلوب نظرا لأن هذا المجال لم يكن موجودا في كثير من الدول العربية الا في وقت متأخر، كما ان العناية بالبحث والتطوير كما اشرت سابقا لم يتم التركيز عليها فيما مضى في دولنا العربية مما تطلب من المكتب التفكير في ايجاد خطة لتوفير القوى البشرية اللازمة لعمله عن طريق التدريب لفترات زمنية طويلة تصل الى اكثر من ثلاث سنوات، حيث يتم اختيار الفاحصين الجدد من العاملين في المجال الصناعي وخصوصا في مجال البحث والتطوير ولديهم خبرات تزيد عن خمس سنوات ويتم اعداد برنامج تدريبي لهم لمدة ثلاث سنوات لكي يصبحوا فاحصين مؤهلين، وهذا ماهو جار العمل عليه في اغلب مكاتب براءات الاختراع بالدول الصناعية.
هذه ابرز خطط المكتب، وعلى الرغم من ذلك فإننا نواجه صعوبات في تحقيق ذلك ومنها تردد مكاتب براءات الاختراع في الدول الصناعية في تقديم برامج تأهيلية طويلة لاتاحة الفرصة لفاحصينا للتدريب، بالاضافة الى ارتفاع تكاليف التدريب في هذا المجال الا انني متفائل بأن المكتب بعد توفيق الله سوف ينجح في التغلب على هذه الصعوبات، وبصفة عامة فانني على ثقة تامة بأن المسؤولين في دول مجلس التعاون على اختلاف مستوياتهم ومسؤولياتهم لديهم القناعة التامة بأهمية تدريب شبابنا وعلى اعطاء موضوع التدريب الاولوية في الوقت الحاضر لانهم هم الاستثمار المجدي لتطوير بلداننا وتحقيق اهداف قادتنا حفظهم الله في التنمية الاقتصادية وتوفير سبل العمل والدخول المجزية لمواطنيهم، وفق الله الجميع لتحقيق هذه الطموحات.
* كلمة أخيرة؟
- اشكر جريدة الجزيرة على هذا اللقاء واتاحتها الفرصة لمكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون للمساهمة في تسليط الضوء على هذا الجانب العلمي المهم المتمثل في براءات الاختراع، متمنيا ان يجد فيه المهتمون من قرائكم الكرام الفائدة المرجوة ان شاء الله، وأنتهز هذه المناسبة لأدعو كل من لديه فكرة او اختراع بأن يبادر الى تسجيل اختراعه في احد مكاتب البراءات لضمان احقيته في اختراعاته وحصوله على الاولوية كما احث المهتمين من المخترعين ورجال الاعمال على متابعة ما ينشر في نشرة المكتب عن البراءات الممنوحة والمرفوضة والطلبات الساقطة للاستفادة من المعلومات المتوفرة حسبما تقتضيه مصالحهم.
|
|
|
|
|