من حين لآخر يتم نقاش قصيدة او قصة معينة تم تدوينها من قبل في كتب التراث، وتتبنى بعض الصحف هذا النقاش، من ناحية صحتها، او دقتها، او من هو قائلها، وقرأنا ذلك أكثر من مرة على صفحتي تراث الجزيرة.. ولكن ماذا بعد؟ تُنشر الآراء والردود وتستمر فترة زمنية معينة حتى تتفلتر بعد مقارعة حميدة بين القراء، غالباً ماتخلص لنتيجة مرضية، او على الأقل تكشف بعض الملابسات حول موضوع النقاش، وتوضح اخطاء المؤلفين ـ مقصود وغير مقصود ـ ولكن يعود السؤال مرة اخرى، وماذا بعد؟! تقذف هذه الآراء وهذا النقاش الذي شارك به اكثر من شريحة ـ بحكم تداول الجريدة اكثر من الكتاب ـ في سلة المهملات!!
إذن «كأنك يابو زيد ماغزيت».
وقد يتساءل أحدهم فيقول وما المطلوب؟!
المطلوب هو ايضاح الحقيقة في نفس الكتب التي حجبتها، بعد ان تم ايضاحها في هذه الصفحة او تلك، وتدارك الخطأ والإشارة للمصدر، لأن تجاهل التعديل يضع المؤلف امام اتهامين:
الأول: ان يكون وضع هذه ا لقصصيدة او تلك القصة بهذا الشكل لأهداف واغراض شخصية، وعندها كأنه لم يسمع ولم يقرأ!!
الثاني: أن يكون مقتنعا بما كتب ويملك ادلة اكثر اقناعا مما تناوله القراء، هنا لا بد من الايضاح!!
*******
مما لاشك فيه بأن الجريدة وسيلة اعلامية سريعة الانتشار وسهلة التداول اكثر من الكتاب ولكنها مع ذلك سريعة الزوال، اما الكتاب فمن مزاياه طول البقاء مقارنة بالجريدة ويخاطب اكثر من جيل، من هنا نبعت اهمية تعديل الاخطاء، لأنها تمس اشخاصا آخرين وتغير الكثير من الوقائع!!
عزيزي المؤلف سيعتبر سكوتك حجة لك او عليك، فإما ان تكون قد اقتنعت وستتلافى ماوقعت فيه من اخطاء «وان غداً لناظره لقريب»، او تواصل اصرارك على ذلك الخطأ بلا حجة او برهان ـ وهذا المتوقع ـ عندها سنضعك في دائرة الاتهام، ولن يسكت عنك صاحب الحق بعد بيانه!!
*******
إفاضة