| الثقافية
** لكل إنسان في هذه الحياة قضية رئيسة تشغل باله وتستحوذ علي تفكيره فهي قضية (موت أو حياة) بحيث أنه لا يجوز التفريط بها أو التنازل عنها.. أو حتى مجرد نسيانها في أي لحظة من اللحظات.. وبالإضافة إلى ذلك هناك قضايا ثانوية تشكل إهتمام الانسان سواء على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو حتى على المستوى السياسي.. هذه مقدمة بسيطة لأطرح عليكم نموذجين من رموز (أو هكذا يفترض) ثقافتنا العربية اللذين استوقفتني أحاديثهما الأخيرة حول القضية الفلسطينية التي تشكل بالنسبة لنا كمسلمين وعرب قضية (رئيسة) لا يمكن بأي حال من الأحوال الجدال حول أهميتها... ففي خبر صحفي نشر في جريدة الشرق الأوسط (28/8/2001م) يقول: (وينصح الشاعر الفلسطيني محمود درويش العضو السابق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الاجيال الجديدة من الشعراء بالابتعاد قدر الإمكان من القضايا الوطنية وبالكتابة من أجل الشعر لا للتعبير عن رفض الاحتلال فحسب وألا يجعلوا من فلسطين موضوعاً أو شعاراً).
وفي حوار آخر أجراه من طنجة أحمد نجيم مع الشاعر أدونيس ونشر في موقع (إيلاف) الالكتروني بتاريخ (25/5/2001م) النص التالي: (تثير شخصية أدونيس الكثير من الاسئلة خاصة عن مواقفه من قضايا عربية كالقضية الفلسطينية وقد أُتهم الشاعر بعدم المواجهة وعدم الانخراط في الدفاع عن مثل هذه القضايا، أدونيس أعتبر أن هذا إجحافاً وقدّم في هذا الاطار معلومة تاريخية: لقد كتبت عن القضية الفلسطينية عن اللاجئين بصفة خاصة عندما كنت في سن السادسة عشرة وكان ذلك عام 1947م، بعد ذلك كتبت عن القضية الفلسطينية وذلك حاضر في كتاباتي النقدية والنثرية الكثيرة. ولذلك انني أريد من كل من ينتقدني في هذه النقطة أن يطلع عما كتبته. من الناحية العميقة، لقد تغيرت التجربة الانسانية، لم يعد الشاعر يتناول القضية معزولة. فالشعراء المعاصرون سواء تبنوا القضية أو لم يتبنوها، تعاطفوا معها كقضية إنسانية، حاضرة في تأملاتهم وفي اشعارهم، لم يعد ضرورياً كما يفعل الشعراء القدامى والنظر إلى القضايا المنفصلة، حين أتكلم عن زهرة يمكن أن أتكلم عن فلسطين، إن الفن لا يسمي الاشياء بأسمائها فهذا موقف سياسي لا موقف فني، فهل يمكن إعتبار الشاعر الذي لا يكتب عن البطولة والوطن إنه ليس غير وطني، فالشاعر يخلق رؤية عن الحب وعن العلاقة مع الآخر، وقد يكون أكثر وطنية من الشاعر الذي لا يتحدث إلاّ عن البطولات، إن جميع القصائد التي كتبت عن الشهيد محمد الدرة كانت دون مستوى الحدث، هذا الحدث شعرياً هو حدث رمزي، ولا يجب أن ينظر إليه من الجانب الشخصي، فالاتجاه الشعري الحديث تغيرت فيه المقاربة).
أرأيتم حديثاً أكثر جرأة (وتمييعاً) من هذا لقضية مصيرية كالقضية الفلسطينية؟! لا أعتقد ان هذين الشاعرين من الغباء بحيث أنهما لايضعان في حسبانهما إعتبار الشعب العربي المسلم..
ولكن: ما الذي يجعلهما يتجاهلان (فلسطين) كرمز إسلامي وكقضية مهمة لا يتحمل الجدال حولها وخصوصاً الشاعر محمود درويش الذي ينتمي (اسماً) لأرض فلسطين؟!
لن أقول كما قال نزار قباني: (متى يعلنون وفاة العرب)!!
... ولكنني سأقول: (متى يعلنون وفاة الرموز الثقافية (الملمّعة) وبقية الاسماء (المتخاذلة) في ثقافتنا العربية البائسة؟!)
* ردود:
الأخت: شمس المغيب:
تسألين: ماذا قدم (تركي الكاتب) للقراء؟ وماذا قدم (تركي الانسان) لعامة الناس من فئات الخواطر المكسورة والقلوب الجريحة المصدومة بواقعنا المرير؟!
وأقول: ان هذه الاسئلة صدمتني، لأنني بكل تواضع لا أعرف إن كان ما قد كتبته وما قدمته يستحق أن يضعني على قدر المسؤولية للإجابة عن هذه الأسئلة!!
وشاكراً لك ماجاء في رسالتك من ثناء وتقدير.. أما بالنسبة لطلبك فأبعثي ما لديك عبر الفاكس وسنرى إن كان هناك ما أستطيع فعله لتقديم المساعدة المطلوبة..
وياهلا.
emale:turki7777@hotmail.com
|
|
|
|
|