أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th September,2001 العدد:10576الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

رفقاً بالقوارير
عبدالله العبدالعزيز القنيعير
بعض شؤون المرأة السعودية تخضع لمعايير نقدية تحكمها الاهواء الشخصية.. والمزاجية الذاتية.. فما ان تتاح الفرصة للبعض للحديث عن المرأة السعودية الا وتنهال عليها اتهامات تنال من مكانتها وسجلاتها الحافلة بالعطاء.
* وعلى الرغم من ان نسبة كبيرة من السعوديات يشغلن مراكز مرموقة ويضطلعن بمسؤوليات كبيرة ويتكئن على مخزون ثقافي وعلمي جيد.. يعملن بجد واجتهاد لخدمة الوطن.. وتحقيق الذات الا ان الامر لا يخلو من سلوكيات سلبية افرزتها مستجدات العصر. اقول قولي هذا تعليقا على خبر كتبته الزميلة الناشطة حنان الزير نشرته «الشرق الاوسط» في 6/6/1422ه الموافق 22/8/2001م ذكرت على لسان السيدة ليلى الغامدي مدير مكتب للاستشارات الاقتصادية معلومات لا تقنع طفلا.
* جاء في الخبر «ان السعوديات انفقن خلال موسم الصيف الحالي اكثر من 400 مليون ريال على شراء ملابس السهرات.. وارتياد محلات التجميل بمناسبة الزيجات منها 200 مليون ريال انفقنها على الفساتين و«الاكسسوات» واتهمت بعض السعوديات بالمبالغة في الاهتمام بجمالهن من خلال اجراء عمليات التجميل من اجل حضور حفلات الزواج مشيرة الى انهن «صرفن 50 مليون ريال على هذه العمليات»!! وتضمن الخبر قول احدهم ان زوجته حضرت منذ بداية موسم الافراح الاخير اكثر من مائة حفلة!! ارتدت خلالها ما يقارب 500 فستان وانه اكتفى بدور المراقب لانها تعمل وتتولى مسؤولية الانفاق على نفسها والا كان مصيرها الطلاق «من اول حفل زواج حضرته بعد زواجنا»!
* علق على الخبر كاتب «يومي» بسخرية لا ترتقي الى مستوى النقد الموضوعي.. وتناول احدهم الموضوع لانه «اثار شهيته للكتابة مؤكدا صحة الخبر في رأيه التربوي استثمار انفاق 400 مليون ريال «خواء في خواء».. وكان الاجدى في رأيه التربوي استثمار هذا المبلغ في تأسيس شركة نسائية لصناعة اثواب المرأة.. و«الاكسسوارات»!
* ان ما يثير العجب.. ويدعو للدهشة ان تصدر هذه الارقام من مسؤولية مكتب للدراسات الاقتصادية يفترض فيه التعامل بلغة الارقام بدقة متناهية مع الاشارة الى مصادرها وكيف تم حصرها في اطار ال400 مليون ريال.. نصفها صرف على الفساتين وتوابعها.. وخمسون مليون منها انفقت على عمليات التجميل.. وفوق ذلك الزعم ان اجراء عمليات التجميل «مثل شد البطن.. والوجه.. والجبهة.. وغيرها من اجل حضور هذه الحفلات» متجاهلة اسبابا اخرى اكثر وجاهة واهمية صحية.. وعائلية.. ونفسية!! ومتناسية ان الجمال.. والانوثة يشكلان هاجسا هاما وحيويا عند المرأة.. والسعودية ليست استثناء.
* اعرف ان من بين سيدات المجتمع السعودي من هن محدودات.. الافق.. يستمتن في ممارسة الشكليات الباذخة.. وهواية استعراض الوجاهة.. والثراء «والفشخرة» الكاذبة الخاطئة.. اهتماماتهن لا تتجاوز صرعات الموضة.. ومبتكرات التجميل.. واطباق «الكريم شانتييه» في تعارض صارخ مع قيم واخلاقيات الاسلام وهي سلوكيات مرفوضة من المجتمع لكنهن من فضل الله قلة لا يعتد بها قياسا بالاعداد الغفيرة منهن اللاتي يضربن المثل في الاهلية.. والعطاء.. والتضحية.. كعاملات مسؤولات.. منتجات.. مبدعات.. يؤدين ادوارا ايجابية في الحياة.. ولا يرتضين في رحاب العلم.. والمعرفة.. والعطاء بانصاف الحلول.. ومن علامات الخير المتأصلة في المرأة السعودية ان نصحها وتذكيرها.. وتخويفها من الله تكفي لتثوب الى رشدها.. وتتراجع عن تجاوزاتها.
* واجزم ان ما ذكره الزوج.. كلام غير دقيق.. ومبالغ فيه.. اذ كيف يتسنى لزوجة وموظفة تقوم بمهام عائلية تضطلع بها.. واعباء عمل موكولة اليها.. ان تلبي تسعين دعوة على فرض ان الموسم ثلاثة شهور لافراح.. وليال ملاح؟ اما تبريره هذا الاهتمام المحموم بحفلات الزواج كون الزوجة تنفق من دخلها الشخصي اذا صح ايضا فيدل على افتقاد هذا الزوج لابسط مفردات الرجولة!! او انه وصل الى مرحلة التكلس «لا يهش.. ولا ينش» استكان.. واذعن للحرم المصون التي استعذبت هذا الوضع الغريب!!
* اما صاحبنا الذي اثار الخبر «شهيته للكتابة» فاني اتعجب لتحيزه الاعمى.. وزعمه ان الخبر صحيح.. وغير مبالغ فيه دون اثبات.. ودعوته لانشاء شركة ومصنع وهو التربوي على حد تعبيره على حساب التواصل.. والتراحم بين الناس!! واقول له ولامثاله: لقد ولى الزمن والى غير رجعة الذي كانت تكال على المرأة السعودية فيه التهم الخرساء بالدونية.. والقصور.. ولت ايام الترويض.. والتدجين.. و«التفنيش.. والتطفيش».. وعلى من يعاني من نقص ضدها رجلا كان او امرأة ان يستوعب هذه الحقيقة.. ويتذكر ان عقارب الساعة لا تعود الى الوراء .. ابدا!!
algnaieer@yhoo.com
ص.ب 3434 الرياض 11471 فاكس 478533901


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved