أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th September,2001 العدد:10576الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

وطني
حصاد الإجازة
د. عبدالرحمن المهنا أبا الخيل
تقوم سلوكيات الأفراد والمجتمعات على بُعد أيديولوجي مصادره تكمن في الديانات والمعارف الثقافية التي يمتلكها ذلك المجتمع أو يتحلى بها ذلك الفرد.
وقد ينشأ السلوك من تعامل الإنسان مع بيئته المحيطة به ونقصد بالبيئة أنها مجموعة العوامل الاجتماعية و الإحيائية ومكونات المكان والزمان الذي يعيش فيه الفرد. ولو تجرأنا وطبقنا هذا المفهوم على إنسان المجتمع السعودي لوجدنا أن سلوكه يجب أن يكون منسجماً مع ما يملكه من دين وثقافة وتعامل مع معطيات الحضارة السعودية الحديثة ومن استقراء ما يحمله المجتمع السعودي من أصالة وثقافة وحضارة، فإننا لا نتوقع من أي فرد يمثِّل هذا المجتمع حدوث سلوك مشين بدرجة متطرفة.
وهانحن وقد انتهت الإجازة الصيفية وما تحمله من معان للسفر والسياحة، واتجاه العديد منا إلى قضاء جزء من أو كل زمانها داخل أو خارج الوطن. وبما أن ذلك يتكرر كل عام فإن الفرد منا اصبح رسولاً وسفيراً لبلاده ومجتمعه حيث يقصد من أرجاء العالم. الآن وقد عاد الجميع إلى قواعدهم «سالمين إن شاء الله» كما تعود الطيور إلى أعشاشها بعد يوم تنقل وبحث وطلب للغذاء والظل والماء. عادت غانمة مطمئنة وبطاناً، ولكن بماذا ذهب ورجع البعض منا؟!!
نسمع ونرى ونقرأ في وسائل الإعلام المختلفة أحداثاً ومشاهد وقصصاً مؤثرة ومزعجة وعندما تطّلع على ما يرويه هؤلاء عن حكاياتهم ومغامراتهم وأوقاتهم التي قضوها هناك تتمنى لو وضعوا في قائمة الممنوعين من السفر بسبب تشويه سمعة الوطن والمواطن.
ولكن لاتعميم!! لأن هناك من يحمل صورة مشرفة ومشرقة وتراه كأنه معرض متنقل حيثما حل وارتحل إلى مواقع مختلفة في أرجاء الأرض، انه مرآة حقيقية صادقة في أبعادها تجسد ما يحويه في بلاده من دين ودنيا، سلوك وأخلاقيات عربية أصيلة، حضارة ونهضة. فهل وعينا مسؤولية التمثيل وهل أعدنا النظر فيما ينتج منا من سلوكيات وتصرفات قد لا تمثل بأي درجة من معاني التمثيل لذلك المجتمع المتحضر،... مجتمعنا السعودي.
ولعلي هنا أعقب على مانشره الأخ صالح العزاز في مقاله «في غرفة الإنعاش.. رحلة العودة إلى الحياة» في صحيفة الشرق الأوسط العدد 8306، حين تعرض لوضع صحي في مدينة لآس فيقاس بالولايات المتحدة الأمريكية، وما وجده من استجابة سريعة دون طلب من لدن كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز و صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز.. أسماء لمعت في سماء المجد أظهرت في عالم يحرص على الماديات أن حياة الإنسان السعودي اثمن والاستجابة لنجدتها أسرع رغم بُعد المكان وقصر الزمان المتاح. أتمنى للأخ العزاز الشفاء العاجل.
وهذا يؤكد ما ذهبت إليه من أن هناك من يكون مرآة صادقة لا مزيفة عن هذا الوطن الكريم بكل أبعاده الجميلة المشرقة.
qsc@ksu.edu.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved