| مقـالات
(1)
** بعضُ الأنامِ يرى الحقيقةَ مُرّةً
فيفرّ منها مُطبقاً عنها الفما
أحمد الصافي النجفي
* * *
** لم يكن لدينا مرآةٌ في الدار لأن لا أحد منا يريد أن يرى وجهه فيها.
محمد شكري
* * *
** كيف تبكي وهل هناك دموعُ
ذهب الصحبُ والهوى والربيعُ
أبو سلمى
* * *
(2)
** في ارتحال «الأزمنه»..
وانتصارِ «السدنه»..
يصبحُ «اللونُ» بلا أطيافِه
ويَميد «الكونَُ» من أرجائه..
ويسودُ الكهنه...!
* * *
** قولُنا إن شئتَ ما قالتْ
وإن لمْ فهو ما شاءتْ..
وإن لمْ فهو ما أوحتْ..
وإن لمْ فهو ما أوكتْ
وإن لمْ فهو ما دكّتْهُ
سودُ الأحصنه
في مساءٍ من سِنه..
غابت الشمسُ..
وما مّرت سَنه..!
* * *
(3)
** على المدى..
لم تأخذْ «قضيَّة» ثقافية حظها من «الحوار» مثلما أخذت قضيَّة «التقليد» و«التجديد» بكلِّ أطيافِ «مصطلحاتها» المعرفية والفكرية، ليبقى الحديثُ حولها «مُتاحاً»، وإن لم يكن دائماً «مباحاً»، وليتواصلَ «الجدلُ» فلا ينتهي، وليظلَّ «مجدِّدو» الأمس «تقليديي» اليوم، ويتحول من حملوا لواءَ «التطوير» قبلاً إلى سدنةِ «الجمود» الآن، ويغيب جيل، ويظهر جيل، ويقود المركب في كل مرحلة «تيِّاران» يصطرعان وتتبادل «المقدمة» مع «المؤخرة»،
** وتختلط «الأدوار»..
** ثم يستمر «التصنيف» برغمِ كُلِّ ذلك..!
* * *
(4/1)
** للتجربة تأثيرُها، ويبدو كذلك أن للعمر دورَه، وإذا كان جيل «السبعينيات» ثائراً وقتها على قِيم «المحافظة» الثقافيَّة في «مختلف» دروب «الكلمة» ومواقف المتكلمين، فإنهم أمام الجيل «الألفي» اليوم «متخلِّفون» آن زمنُ ابتعادهم أو إبعادهم، وأولئك في نظر «أولاءِ» عقبة التقدم كما كان سالفوهم من الأربعينيين والخمسينيين عند مَنْ تلاهم.. وهكذا..
(4/2)
** فهي «الحياة» إذنْ دُول.. وهم «الأحياءُ» متداولون.. وما كان «مرفوضاً» أصبح «مفروضاً». ومن كانوا في «الطليعة» أضحوا أعداءها، وما افترض «امتداداً» بدا «ارتداداً»..!
** أصبح المجدِّدون مقلِّدين، وربما أتاح الزمن «لمقلِّدي» الأمس أن يصبحوا مغيِّري الغد... ويتحول مقلِّدو اليوم إلى مغيِّري بعد غد.. «فالفكر» لا يعرفُ «الثبات»، والمفكرون هُمْ صانعو «الوثبات»..!!
** ويظلُّ التغيير سُنَّة الحياة..!
* * *
(5/1)
** لا يزالُ دارسو «النحو العربي» تلاميذَ على «ابن مالك» في «ألفَيّته» الشهيرة التي اختصر بها قواعدَ القولِ، وليظلّ تنافسُ «شُرَّاحها»، و«محققي» شروحِها سمةً بارزةً في الدرسِ النحويِّ، ولتبقى «الألفيّة» من القرن «السابع» وعلى مدى القرون مثارَ الجدل في رؤية ، ومدار الاهتمام في رؤية ، ومسار «النحاة» في رؤية ثالثة..!
** وقد وعى جيلنا ومَنْ قبلنا وبعض من بعدنا تأكيداً على «فاعليّة» الألفيَّة في خلقِ المقدرة النحويَّة، وتنافس «المبّرزون» على حفظها، وتنافس «الحافظون»، على فهمها، وتنافس «الفاهمون» على الوقوف دونها، والاكتفاءِ بترديدها...!
** شاءَ «ابن مالك»أن يُلخِّص القواعد المعروفةَ حتى زمنِه، وشاء مقلِّدوه أن يقف الزمنُ عنده، وظل «ألفُ بيت» يحكمُ ويتحكَّمُ طيلة «ألفِ عام»...!
(5/2)
** كان من المتوقع مثلاً أن يخلف ابن مالك «القرن السابع» مَنْ يُضيف إلى ألفيته، وكان من «الطبعيّ» أن يأتي من يُعارضه «نظماً أو نثراً» لمناقشة الأبعاد «الفلسفيَّة» في بناء النحوِ «الإعرابي» تحديداً ، ولكن الواقع يُؤكد أن «الحال» لم يتبدل، والفرقُ لم يتجاوزْ «شارحاً» يبسط القول و«آخر» يختصره...!
** ومنذ «قال محمد: هو ابن مالك» بقي النحوُ العربيُّ في مسارٍ محدّد تُوقفه إشاراتُ «المناطقة»، وتبارى الباحثون في «التفتيش» عن عوامل الإعراب «الظاهرة» و«المقدَّرة»، «اللفظية» و«المعنوية»، «المحذوفة» و«المستترة»، وأصبحَتْ ملاحقةُ «السبب» أهمّ من إدراك «النتيجة»!
* * *
(6)
** رائعٌ دون ريب أن تجد نفسك في حوار «مونولوغي» أو «ديالوغي» لمعرفة «رافعِ» المبتدأ و«خافض» المضاف إليه وصاحب الحال.
** ولا جدل أن «النحو» العربي قيمةٌ ذهنيةٌ وثقافيةٌ كبيرة، ويلمح «المنصفُ» اختلافاً يصلُ إلى درجة «التميُّز» لدى «المشتغلين» في النحو و«العارفين» به كذلكُ، ونظلُّ نستمعُ أو نقرأُ لمن نشاء بمتعة حتى إذا سقط في اللحن سقط معه اهتمامنا به، واستدعينا «الأعرابي» الذي عجب مِمّن يلحن ويربح، و«البيروقراطي الراشدي» الذي قُنّع للحنِه سوطاً..!
* * *
(7)
** لا يمكن السيرُ مع «المزايدين» الذين رأوا أن «الألفية» كانت «المسمار» الأخير في «نعشِ» التطور النحوي، كما لا يمكنُ إغفالُ تضاؤلِ تأثيرها في إيجاد قاعدةٍ «شعبيَّة» تستطيعُ تطبيق «معطياتِها».. ولأن «النجاحُ يلد النجاح» فإن المؤشراتَ تعطي ابن مالك ريادة «الانتشار» ولكنها كما منعتْه من ريادة «التفرُّد» أو «السبق» فإنها تَضِنُّ عليه وعلى شُرّاحه كذلك بفضيلة «التأثير» كما «التغيير»..!
* * *
(8)
** لم يكن الحديثُ مقصوداً عن «النحو العربي» لذاتِه، ولكنه مثلٌ بارز في صراعِ التجديد مع التقليد لم يستطعْ خلق نقطةِ التقاء بين الفريقين وكان «الجمهورُ» هو «الضحيَّة»...!
** وإذا استفتيت ثُلّةً من «المتخصصين» في النحو، وُثَّلةً من «محّبيه» فإنك ستجدُ في أقسام اللغة العربية في كل الجامعات، ومن أساتذتها المعروفين، بل ومن محافظي المحافظين فيهم مَنْ يتعثرُ في نطقِه فلا يكاد يقيم البسيط من قواعدِ النحو، ودعْ سؤاله عن «إعراب»، أو مساءلته عن «عامل»، أو محاورته في مسألة، فأدنى حظّه من «النحو» فاعل ظاهر لفعلٍ بارز...!
** أما فاعل ابن مالك
«الذي كمرفوعي أتى زيدٌ منيراً وجههُ نعم الفتى»..
فحظُّه منه كحظِّه من فهمِ «المهبراته» بلغتها «السنسكريتيه»..!
** وإذا كان هذا هو حال هؤلاء فمنْ لجيل «الملخصات» و«الخصوصيات» ومجانيّة الدرجات»...؟!!
* * *
(9)
** النموذج «النحوي» هو «المقدّمة»، وثمة نماذجُ أخرى تمثِّلها مدارس «النقد» و«الشعر» و«التاريخ» و«الاجتماع» و«الأصول» وغيرها، فلا يكاد واحدٌ فيها يخلو من «ضديّة» تقطع جميع سُبل التعايش الفكري بين المتعارضين..!
** وهذه النماذج في مجموعها تؤلِّفُ مُشكلةَ «الجُمود» الذي أوقف النحو المعرفي العربي وأسهم في تكريس حالةِ «العداء» بين المذاهب والأفكار والاتجاهات تتجاوزُ الأُطُر المنُظِّمة للخلافات الثقافية والسياسية والاجتماعية عند الشعوب المتطلعة..!
** نتقهقر ويتقدم سوانا، وإذ نبحثُ عن الخلل فإننا ننسى مشكلتنا الداخلية في تفرغنا لإثارة الغبار في وجه بعضنا، وربما تحول «الغبار» إلى عواصف و«العواصفُ» إلى قواصف، و«القواصفُ» إلى قواصم، وكبّر من فرِح أربعاً فقد انتهى العرب..!
* الحياةُ لا تعبأُ بالموتى...!
Ibrturkia@hotmail.com
|
|
|
|
|