أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th September,2001 العدد:10576الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

المعنى
أيَّام وأيَّام!!
محمد العثيم
عندما كان ناصر مديرا كان يلمِّع نفسه بطرق كثيرة منها الكتابة وادعاء ابتكارات موظفيه لنفسه، والتأكد من لبس المشلح (البشت أو العباءة) بطريقة خاصة، وكان يزود مكتبه بعدد من الكتَّاب لتدبيج المقالات والخطب له، وحتى القصص والروايات.. فما أن تأتي الأخبار عن شيء إلا ويسارع إلى التلفون، ويتصل من فوره بكتبته المميزين لتدبيج مقال أو مقالين حول المناسبة يكتب عليها اسمه وينشرها في أكثر من جريدة.
تعلَّم هذا التزييف من ورش الصحفيين الكبار المحترفين الذين يلقون بالفكرة أو حولها إلى واحد من محرري المقال ليعيد (الفورمة) المعتادة من مقالاتهم التي قد تصدر في اليوم مرتين أو ثلاثاً لكل طبعات الجريدة وعرف الطريق ليكون كاتبا كبيرا.
كان اسمه يبرق في كل الصحف حتى أثار السؤال ماذا يريد وهو يعتلي صهوة إدارة لا يحلم بها الحالمون؟ ومتى يجد الوقت ليكتب أو حتى يصدر الأمر لكل هذا وهو المشغول حتى ساعة متأخرة حسب زعمه وهي مشاغل مسائية يدغدغها التليفون المناسب للمساء؟!.
وكان يجير إبداعات موظفيه إليه فكان يأخذ أوراق المقترحات والابتكارات ويتزين بها أمام المسؤولين دون أي ذكر لأصحابها أو من أفنوا الليل مع النهار في عملها ويعتقد أنه حقه المشروع بل كان متخصصا بحجب الفرص وإخفاء الدعوات للموظفين المميزين حتى لا يضيء أحد بجوار نوره الرمادي، أنفه مرفوع وبشته منفوش والتفاتته محددة وخطوته موزونة إذا هو المدير.
كان الموظفون المنتمون في البداية يتذمرون من تصرفه الذي لا يعير جهودهم أو حقوقهم أي اهتمام بل وأكثر من ذلك ينسبها لنفسه، لكنهم في الأخير أحجموا عن الإبداع في العمل مما جعله يستعين بأفكار مستشارين من خارج المؤسسة ولم يكن يدفع لهم كما يجب فكان في كل شهر له مستشارون جدد يعيدون الحكاية من أولها ويجربون حظهم معه وكانوا في الغالب من أساتذة الجامعات العاثري الحظ أو من لا يجدون غيره.
اليوم الجميع يتحدثون عنه باسم الأفّاق الذي عاش كاذبا وتقاعد في السبعين ملوما مدحورا لا يزوره أحد ولا يحبه أحد لأنه عاش في عالم من الحقد حتى أحفاده لم يعرفوه في المنزل.
آل إلى نهاية سيئة غرق في الحياة إلى أذنيه ليجد نفسه لا يملك العمر ولا الجاه والمنصب الذي ظنه يجدد شبابه فيه عبر الهاتف الناعم فلا أحد اليوم يتصل بالمدير!!.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved