| عزيزتـي الجزيرة
تتجدد الأيام، ونحن نسير بها عبر دروب الزمن العابر الذي يحملنا كل صباح إلى نهارات أخرى جديدة، تسكب في أعماقنا ألقها وشذاها وعناء دروبها.
وتحفزنا دائماً إلى أن نعيش لحظاتها، ونستشرف مابعدها من أيام عمرنا المتبقي في ساعات الزمن.
واليوم، هانحن نعود إلى أيام جديدة من العمل والكفاح في هذه الحياة.
نعود إلى حيث يمكن أن نخلق من أنفسنا أدوات تدق بكل إصرار على أجراس الحياة معلنة بدء عام دراسي جديد. وموحية لنا بالعزيمة والطموح والتجديد.
نعم.. إن الإنسان الأول عندما عرف هذه الأرض، وبسط نفوذه عليها واجه أمامه التحدي الكبير من كيفية الحياة والمعيشة عليها بمكوناتها الصعبة وتنوع مخلوقاتها.
ولم يكن يعرف كيف يتجاوز هذا التحدي الكبير سوى بالإصرار والعزيمة والعقل الذي وهبه الله إياه لينير له دياجي الظلم.
واليوم بلاشك نحن نمثل الإنسان الحاضر على هذه الأرض. نسير بها عبر طرقاتها المتشعبة. وكل منا يواجه حتماً تحديات كبيرة. نعيشها كما عاشها الإنسان الأول ولكن يبقى مدى العزيمة والإصرار والحكمة في كل إنسان هي التي تقيس استمرارية الحياة وتجددها بل واستشرافها لحياة الإنسان القادم الذي سيحل بعدنا على هذه البسيطة إن شاء الله تعالى.
فأهلاً بك أيها العام الدراسي الجديد تعود إلينا مشرقا جميلا كشذا ورد وكابتسامة طفل تنشر فينا الأمل والتفاؤل والحياة.
وها نحن نعود إلى ميدان العمل ملؤنا العزيمة والإصرار والتحدي، لنشق طريق حياتنا رغم ضخامة الصعوبات التي نواجهها، إلا أن الحلم الذي يسكن في نفوسنا يجبرنا ائماً على أن نتجاوز المستحيل من أجل ان نعيش واقعاً أكثر نجاحا وأماناً لنا ولأوطاننا.
وها نحن نعود.. لنبني كل يوم لبنات النجاح العظيم التي تحقق لنا ولبلادنا الغالية النمو والازدهار والفوز الذي تصنعه سواعد الأبطال في سباق الزمن.
وها نحن نعود.. لنمسح عن أمتنا أرق تعبها وجراحها وآلامها ونزرع في جفاف حقولها بذور الكفاح الصامد الذي تواصل به مشوارها الطويل نحو غاياتها وأهدافها.
وها نحن نعود لننشر في طريقنا أريج الأمنيات فنمضي يداً واحدة في دروب الزمن المتعثر والمتخالف في تعايشه ورؤاه.
فنكفكف به دمعة طفل بائس، ونواسي قلب مظلوم ونضمد بكل العطف والحنان جرح مكلوم.
ونستمع لصرخة شاك تعثرت خطاه في مسالك زمن غادر.
وها نحن نعود.. إليك مدارسنا الحبيبة.. وكلنا شوق إلى حجرات العمل والتعاون المفيد، رافعين إليك أيادي الحب الغامر في قلوبنا والذي يسوقنا نحوك..
وبعشق كبير يضج في أعماقنا.. ويدوي صداه في طرقات أمسنا ويومنا وغدنا..
من أجلكِ أنتِ....
ومن أجل أن نشعر بحب العمل المثمر، وبكفاح الإنسان من أجل تحقيق حياة أفضل وأفضل.
عبدالله زبن البدراني
محافظة الرس
|
|
|
|
|