الصحافة كواحدة من وسائل الإعلام لا يمكن الاستغناء عنها في العصر الحديث، أو الحطّ من شأنها.
والمتتبع للصحافة يعرف قدر اسهامها في نشر الوعي الديني، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، وبخاصة بعض الصحف التي جعلت من هذه المجالات مجال اهتمامها، فاستقطبت لهذا الشأن الكوادر من صفوة المجتمع، وسخرت لهم الامكانات، وأتاحت لهم حرية التعبير.
ولايمكن بأي حال من أن يتجاهل دور الصحافة المحلية في المشاركة بالنهوض في أداء المؤسسات الحكومية والأهلية عن طريق ممارسة النقد الهادف الباني، الباحث عن الحقيقة، والملتمس لجوانب القصور، الكاشف عن أسبابها بأمانة وصدق.
هذه باعتقادي رسالة الصحافة، وهذا هوما يمكث في الأرض، وما سواه فهو الغثاء.
ذلك الغثاء مبعثه فيما أعتقد ما قد يعتري الصحفي من زهو وغرور، وهو يمارس هذه المهنة، وافتقاده الصدق والأمانة في النقل والطرح والمتابعة.
من المؤسف أن يحاول بعض أصحاب هذه المهنة استغلال الصحافة كوسيلة ضغط على بعض الجهات لتحقيق مآربه وحاجاته الشخصية، حتى ولو كان في ذلك إضرار بالمصالح العامة، أو اصطدام بالثوابت والقيم.
لقد فات على بعض هذه الفئات مع قلتها في صحافتنا ان الإعلام على أهميته لا يمكن أن يسيّر الأعمال، أو أن يغير ما يقتضيه النظام دون إعمال نظر وتمحيص ودراسة وتوثيق. وما من دائرة سبق إعلامها أعمالها إلا كان ذلك أمارة من أمارات إخفاقها.
من وحي المناسبة
في مطلع القرن العشرين للميلاد، حملت بعض الصحف المصرية على الشيخ «محمد عبده» ورسمت له صورة بين الخلائق أزرت بقدره، فما كان من الشاعر حافظ إبراهيم إلا أن قال مدافعا: