| القوى العاملة
من المتفق عليه ان الانتماء من أهم الحاجات الاجتماعية لدى الانسان فيكفينا ان نعلم ان كل ما يقوم به الفرد من اعمال يومية ومناشط مختلفة مرده إشباع حاجة الانتماء واكثر من ذلك فحتى الأهداف والطموحات والانفعالات «الفرح، الحزن.. الخ» بل والطاقة الحركية والحسية للإنسان.. كل ذلك مرهون بمدى إشباع تلك الحاجة هذا وتجدر الاشارة إلى ان أسمى أنواع الانتماء هو الانتماء للوطن فمن دونه لا يمكن تأمين الاستقرار النفسي والاجتماعي بل لا اجازف إذا قلت انه في حال غياب الانتماء للوطن لا يمكن تحقيق اي من الانتماءات الأخرى.. واستطراداً هناك الانتماء الأسري والانتماء للعمل والانتماء للاصدقاء.. الخ ومن المفيد التذكير في هذا الوارد ان إشباع الحاجة للانتماء لا تعني الحيز المكاني بقدر ما هو وجوب توفر التفاعل المعنوي «الوجداني» وبكلمة أخرى ليس كل من تواجد في مكان العمل بالضرورة أنه حقق اشباعا فالمقصود هو مدى تأثره وتأثيره بالعمل. مؤدى القول ان من يمضي مدة طويلة بالعمل لا بد انه حقق قدرا من الإشباع من هنا نصل لمحور موضوعنا... بدهي القول ان التقاعد بمثابة نقلة مرحلية في حياة الموظف ليس لمغادرته للعمل بمفهومه المادي بل لا نقطاع حبل الانتماء للعمل وأسمح لنفسي بتشبيه تلك اللحظة «بالفطام» لما يتبعها من تغيرات نفسية وفسيولوجية والمؤكد ان تلك التبعات لها انعكاساتها على حياته الأسرية والاجتماعية بشكل عام ويتجلى ذلك من خلال إجراء لا شعوري يقوم به المتقاعد «بتجيير» انتمائه للعمل لانتماء آخر يعول عليه لتعويضه ما فقده من إشباع وهو من غير شك إجراء طبيعي لابل صحي للمحافظة على الاتزان النفسي ولتحقيق الذات إلى ذلك قد تبرز بعض التساؤلات.. على من يعول المتقاعد لتعويضه عن ما فقده من إشباع؟ وماهي الاساليب والتدابير لا حتواء تداعيات سلوك المتقاعد؟ والاجابة على تلك التساؤلات في ثنايا المقال لكن ليس قبل ان نستعرض بعض أهم الاعراض التي تصاحب المتقاعد وإن كانت تختلف في درجتها من شخص لآخر تبعا لبعض المتغيرات كدرجة انتمائه وتعلقه بالعمل من جهة ومدى نجاحه في إشباع الانتماءات الأخرى من جهة ثانية مطلق الاحوال فهي لا تخرج عن الشعور بالاحباط وسرعة الانفعال والتحسس من ابسط الامور «كأن يختلف مع احد افراد الأسرة لاتفه الاسباب» والملفت ان المتقاعد كثيرا ما يلجأ للتحدث عن نفسه ومواقفه وذلك لجذب الانظار فضلا عن تدخله في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الأسرة فهو لا يجب ان تفوته لا شاردة ولاواردة إلا ولديه علم بها هذا بالاضافة إلى قيامه ببعض الاعمال المنزلية كإصلاح الاعطال وما إلى ذلك من امور يريد من ورائها اثبات قوته وبأنه لا يزال قادرا على العطاء. مجمل القول انه من الطبيعي والمعتاد ان المتقاعد أول ما يعول عليهم «وبشكل لا ارادي» هم أفراد اسرته وذلك بطبيعة الحال يستدعي جملة من السلوكيات التي يتعين على أفراد الأسرة الاضطلاع بها للتعامل الإيجابي مع تلك المرحلة ولعلي أختزلها بركيزتين.
1 بادئ ذي بدء يجب الاعتراف بتلك المرحلة وما يصاحبها من افرازات نفسية واجتماعية وتقبلها على أنها متغير طبيعي فذلك يوفر جوا من الاستعداد يسهل تعامل الطرفين.
2 يجب ان تقتنع أولا.. وتاليا نقنع المتقاعد أن التقاعد ما هو إلا مرحلة جديدة من العطاء «وهي كذلك بالفعل» وليست نهاية المطاف مترجمين ذلك إلى أفعال ليس أقلها إشراكه في كل ما يتعلق بأمور الأسرة وربما غيرها من الامور الحياتية والاخذ بمشورته والأهم من هذا وذاك ان نشعره بدوره كشخص عاصر معترك الحياة وان لديه مخزوناً من الخبرات والأفكار بالامكان الاستفادة منها كما لا يمكننا ان نغفل مدى اهمية اكتشاف مالديه من هوايات أو استحضارها ان صح القول وننفض عنها غبار الزمن من خلال الممارسة ولا يفوتني في هذا المقام الاشارة إلى مركز الأمير سلمان الاجتماعي والذي يعتبر صرحا حضاريا لما ينظمه من أنشطة وبرامج ثقافية ورياضية وترفيهية لهذه الفئة العمرية تحديداً.
والله من وراء القصد
ما دور الجهة التي يعمل بها الموظف وما دور وزارة الخدمة المدنية في عملية الترقية؟!
|
|
|
|
|