| القوى العاملة
كان يشعر بغير قليل من الإجهاد آثار الأرق والتعب مرسومة على مساحات وجهه القائم!!.. سأله زميله عما به فكان الجواب قلة النوم فهو لم ينم من ليلة الأمس!..
صاحبنا هذا أو صديق الأرق والسهاد الدائم أردف معللاً ذلك والكلام لزميله إنني أغبط أولئك الذين يضعون رؤوسهم على فراش النوم فلا تكاد تمضي دقائق حتى يغطو في سبات عميق، ورغم أنني أحاول ذلك جاهداً مثنى وثلاث ورباع ولا فائدة!! جميع المحاولات باءت بالفشل نصحني أحدهم بالقراءة فقرأت ولم أنم على الرغم أنني كنت أشعر بالنعاس عند فتح أول صفحة في المقرر عندما كانت طالباً، ونصحني أحدهم بأخذ حمام دافىء قبل النوم فكانت النتيجة إصابتي بهذا الفيروس اللعين المسمى «الأنفلونزا» في هذا المناخ المتقلب!!
ويضيف قائلاً: نصحني أحدهم بأن أغمض عيني عندما أحاول أن أنام وآخر أن أفتح عيناً وأقفل عيناً، وآخر أن أطفئ النور وأحدهم أن أفتح الإذاعة فتابعتها حتى أقفلت وبحثت عن إذاعت أخرى!!
ورغم أن تلك النصائح لم تعط نتائجها ولم يتغير برنامج نومي اليومي إلا أنني كنت أنام بمعدل ست ساعات يومياً نسبة لابأس بها إلا أن آخر نصيحة أسديت لي «لا أعادها الله» كانت سبب تعبي هذا اليوم!
القصة تبدأ عندما نصحني ليلة البارحة أحدهم بعد أن عرضت عليه معاناتي فنصحني قبل النوم أن أنسى كل شيء ولا أفكر بأي شيء وأن أغمض عيني كما هو يفعل عندما ينام وطلب مني أن أتخيل أن هناك مائة من الخرفان وما علي إلا أن أعدها خروفاً خروفاً، وكل خروف لابد أن يقفز جداراً صغيراً فلا أراه ويأتي الآخر، وهكذا وقبل نهاية عدي لتلك الخرفان فقط فإنني لن أشعر بنفسي إلا في صباح الغد وطبقت النصيحة« الخرفانية» هذه وكان ما كان.. تصور بدأت أعد كل خروف وهو يقفز ذلك الجدار الصغير، وواصلت عد الخراف إلى الخروف الخمسين ليقفز ذلك الجدار ولكنه لم يقفز وهرب إلى جهة أخرى وهرولت خلفه من شارع إلى شارع ونسجت قصصاً من الخيالات مع صاحبنا الخروف الشقي الذي انعدمت لديه روح الجماعة ولا زلت أبحث عنه حتى سمعت أصوات أطفالي وهم يستعدون للذهاب إلى المدرسة قفزت من فراشي وتركت ذلك الخروف «لا بارك الله فيه» فأوصلت أبنائي المدرسة وجئت إلى العمل.
فقال زميله بسيطة، لدي نصيحة تساعدك على النوم هذه الليلة..
فصرخ قائلاً رحم الله والديك لاتقل عد مائة عصفور ولو فعلت ذلك لما نمت إلا في الشهر القادم!!
amralmadhy@hotmailcom
|
|
|
|
|