| المجتمـع
* تحقيق : فهد المطرفي
من منا لا يحب أن يصبح مديراً مطاعا يملك صلاحيات واسعة وأوامره نافذة وسلطته قوية وشاملة.. الوحيد الذي لا يستمتع بهذا المنصب ولا يفرح به كثيراً نظرا لهمومه ومنغصاته المتعددة هو مدير المدرسة خاصة إذا كانت حكومية وجميع أمورها تحت اشراف وزارة المعارف.. مدير المدرسة بالاضافة إلى أنه يشرف على حوالي 500 طالب أو أكثر ويواجه هموم تسجيلهم وهموم احتجاجات بعض أولياء أمورهم وايضا هموم معلميهم بالاضافة إلى ذلك فهو يواجه أمورا أخرى تتعلق بالمدرسة ومتطلباتها.
أكثر من مدير تحدث لنا عن واقعه المهموم ولكنه اشترط عدم ذكر الاسم .. حتى لا يقع في حرج مما سيذكر:
* * ع.ز.ر.. مدير مدرسة ابتدائية تحدث لنا بقلب مهموم وفكر شارد مؤكداً بأن منصب المدير يقبل في كل دائرة ويفرح به كل موظف خارج نطاق التعليم إلا مدير المدرسة فهو منصب كما يقول غير مقبول ولا يرتاح له الكثيرون لعدة أسباب منها ابتعاد المدير عن دوره الحقيقي المناط به وتفرغه لأمور أخرى تتعلق في المقام الأول بصيانة المدرسة وتأمين متطلباتها ومستلزماتها.. فإذا تعطل المكيف فعلى المدير اصلاحه فوراً.. وإذا انتظر موظفو الصيانة بإدارة التعليم فإن الأمر يتطلب عدة أيام لذا يبادر المدير باصلاحه من جيبه الخاص حتى تنتظم الدراسة في الفصل.
ويواصل المدير المغلوب على أمره حديثه قائلاً نعاني الأمرين من تعطل برادات المياه فليس من المعقول أن نسقي الطلاب ماء حاراً.. كما أننا نعاني من شح المياه فنضطر في بعض الأحايين إلى جلب وايتات لتسير الأمور وجعل الحياة طبيعية في المدرسة.
* * ع.م.م.. مدير آخر تحدث عن جانب آخر من المعاناة.. حيث قال: المدير دائماً الواجهة أمام أولياء الأمور فهو المقصر وهو المسؤول عن تأمين كتب للطلاب.. وهذه الكتب تأتي بعض الأحيان ناقصة من الوزارة.. وعلى المدير أن يتحول إلى معقب وشحاذ يستجدي المسؤولين في إدارة التعليم حتى يصرفوا الكتب الناقصة ويرتاح من احتجاجات أولياء الأمور الذين يريدون أمور أولادهم جاهزة ويحملون المدير مسؤولية التقصير إن حدث.
* * ويؤكد مدير مدرسة متوسطة «خ ف ط».. بأن المديرين في قطاع التعليم يفضلون المدارس الأهلية فهم مرتاحو البال خلالها ولا يتحملون أي أعباء مالية.. فالمدرسة تتحمل كل شيء وتوفر كل شيء المدير عليه فقط أن يقوم بتسيير العملية التعليمية في المدرسة ويؤدي واجباته الأساسية بكل اتقان وينجح في ذلك لأنه صافي الذهن وغير مشغول بأمور ثانوية تنسيه مهمته الأصلية.
ويواصل المدير حديثه قائلاً.. إن إدارة المدرسة تحتاج لقدرات خاصة من المدير وتحتاج قبل هذا وذاك أن تكون له علاقة مميزة بالمسؤولين في مستودعات إدارة التعليم وبقسم الصيانة حتى تسير أمور مدرسته بالشكل المطلوب ولا يعاني مثلما يعاني مديرو المدارس الآخرون.
وتمنى في ختام حديثه أن تجد طلبات المديرين آذانا صاغية من المسؤولين وأن يساعدوهم في تأدية مهامهم التي عينوا من أجلها على أكمل وجه.
من جانبه يرى مدير مدرسة ثانوية «ع.ظ.ب» ان مدير المدرسة الثانوية يختلف وضعه عن اي مدير ويقول بهذا الصدد: ان مدير الثانوية يشرف على نوعية من الطلاب مشاكلها كثيرة وهي في سن المراهقة.. الاسرة تنزعج اذا كان لديها ولد واحد في سن المراهقة.. فما بالك بمدير المدرسة الثانوية الذي لديه اكثر من ثلاثمائة طالب مراهق يمارسون انواعاً من الاعمال المزعجة والخطرة التي تضيف لهموم المدير واعبائه هموماً اخرى تنسيه واجباته الاساسية ويتفرغ فقط لحل المشاكل الكبيرة والصعبة التي تعترض طلاب المدرسة.. فيحدث كما يقول المدير ان يقوم طالب بضرب مدرس.. ويحدث ان يتشابك الطلاب بعضهم مع البعض الآخر في مشادة حامية تتطلب من المدير الحكمة في هذا الموقف وتحدث امور اخرى لايستطيع المدير حلها بنفسه مالم تتدخل الجهات الامنية المختصة ويصبح بذلك المدير مشغول البال وموزعا جهده ومشتتة افكاره.
ويواصل مدير الثانوية حديثه قائلاً: طلاب المرحلتين المتوسطة والابتدائية قد يشتكون من التقصير ومن الممكن ان يسيطر المدير على الوضع عند تأزم اي مشكلة ولكن طلاب الثانوي يختلفون بطلباتهم الملحة وازعاجاتهم المتكررة فعادة ماتكون المشاكل بين المدرس والطالب وهذه النوعية من المشاكل لانشاهدها الا في المرحلة الثانوية بحيث يقل الاحترام والخوف وتضيع هيبة المدرس بحكم سلوك الطلاب العدواني في هذه المرحلة السنية التي تشهد من الطالب احتجاجاً على كل شيء.. حتى ان الكراسي والطاولات لاتسلم من عبثهم فيضطر المدير الى طلب كراسي وطاولات جديدة من اجل تعويض التالف منها فليس من المعقول ان يجلس الطلبة على الارض.
|
|
|
|
|