| مقـالات
لافت للنظر ذلك الكاريكاتور الذي نشرته صحيفة عربية وفيه يؤكد لنا الرسام دور القنوات الفضائية في مسخ الشخصية الإسلامية في المواطن الخليجي وتشكليه ككائن هلامي يعطي شكلاً للقالب الذي وضع فيه.
الكاريكاتور صور لنا مواطنا ًخليجياً وهو منصهر أمام قناة فضائية تبث برنامجا يقدمه شخصية إسرائيلية مارست خطة تذويب الشخصية العربية الإسلامية كفكر، وثقافة، وكيان، ومعتقد، في شخص ذلك الرجل المتصلب أمام التلفاز.. لدرجة أن إشعاعات مغناطيسية أرسلت من عيني الرجل مقدم البرنامج لتخترق الشاشة باتجاه عيني الخليجي القابع أمامه.. ليصل إلى مرحلة التنويم المغناطيسي المتقن فيتحقق بذلك التطبيع الإعلامي المرتجى.. بعد أن سبقه التطبيع الثقافي.. والفكري.. وسبقهم بسنوات وسنوات التطبيع الاقتصادي.. وشركة هيلتون خير برهان!!
الدكتور حسن الهويمل.. أوجز مفهوم التطبيع في عبارة مختصرة عندما قال« متى طبعت علاقتها يعني إسرائيل وأزالت من النفوس كرهها ضمنت بقاءها وسيطرتها».
ثم برر سبب رفض المجتمع العربي الإسلامي للتطبيع في كونه خيانة للأمانة، وإضراراً بالمصلحة العربية، وضرباً موجعاً للقضية الفلسطينية.
وعندما نتأمل رغبة إسرائيل الفولاذية، وحرصها المستميت على ترجمة الكتب العربية إلى اللغة العبرية نصل إلى أنها تسعى للتعرف على حركة المجتمعات العربية، وتطورها الروحي، والفكري عبر النتاج الإبداعي الذي يقدمه كتّابها وشعراؤها ونقادها فتقوم بعملية ترجمة واسعة ومنظمة لهم النتاج الفكري والثقافي ليصبح عندها مادة للتحليل والدرس من علماء النفس والاجتماع بحثاً عن موقف العرب منها، وبحثاً أيضاً عن الثغرات التي يدخلون منها إلى أهم البوابات الحارسة لتراث هذه الأمة وحاضرها.
إذاً فهي أطلقت سهام التطبيع باتجاهات متفرقة.. ونوايا مبطنة.. لأقف طارحة سؤالاً فضفاضاً، قابلاً للتمدد.. مرناً.. حيادياً.. يقول: طالما أن هذا هو هدف إسرائيل من التطبيع ومن ترجمة النتاج العربي إلى اللغة العبرية.. فما الذي يرتجيه العرب من ترجمة النتاج الإسرائيلي إلى اللغة العربية.
أكرر ما الذي نرتجيه نحن..؟ لا ما الذي ترتجيه هي لأن ذلك مفروغ منه.
ص.ب 10919 الدمام 31443
فاكس/ 843534403
|
|
|
|
|