| فنون مسرحية
* القاهرة مكتب الجزيرة عمر محمد:
تختتم اليوم «الثلاثاء فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بحضور وزير الثقافة الفنان فاروق حسني ورئيس المهرجان د. فوزي فهمي وحشد من المسرحيين المصريين والعرب والأجانب.
في حفل يقام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ويشمل اعلان جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان، التي يشارك في المنافسة عليها العرض السعودي «الزاوية المظلمة» اخراج وليد الدبس وتأليف عبدالله الباروت، كما يتضمن تقديم جوائز التكريم لتسعة مسرحيين هم.. الفنان محمود ياسين مصر، الناقد عبدالرحمن زيدان المغرب، الممثل دوباك لوكيانوفيتش روسيا، المخرج فايرتيوكريزا قوللي ايطاليا، المخرج مارتين كوزي النمسا، الكاتب ماك ويلمان أمريكا، المخرج ميشيل مارتن فرنسا، المخرج يان انجليزن بولندا، والمخرج يوجينو باربا الدنمارك، بينما يتم تقديم العرض الفائز بجائزة أفضل عرض في الجزء الثاني من الحفل.
وكان المهرجان بدأ فعالياته قبل أحد عشر يوماً بافتتاح اتسم بالبساطة على خلاف عادة افتتاحات الدورات السابقة التي شابها الغموض أو سيطرة نمط مسرحي واحد هو المسرح الراقص، فأتى افتتاح هذه الدورة بسيطاً جميلاً من خلال افتتاحية «سيمفونية الخنشبة» التي قدم من خلالها المخرج الشاب خالد جلال «دقيليه» عدداً كبيراً من الشخصيات المسرحية من النصوص الكلاسيكية الشهيرة التي قدمت بدورها لجنة التحكيم الدولية، ثم جاء عرض الافتتاح المجري «روميو وجوليت» اخراج آدم هورجاس.. مقدماً رؤية عصرية مكثفة لكلاسيكية شكسبير الشهيرة بدرجة عالية من الابهار والمتعة البصرية، وبيما استخدم المخرج تقنيات حديثة منها مادة مطاطية تتيح امكانات أكبر للتعبير، امتاز أيضاً بالتحكم الدقيق في الاضاءة الفنية، فجاء العرض يمزج بين التعبير بالأداء الصامت «المايم» والكلمة المنطوقة والاختيارات الموسيقية المميزة في انسجام تام.
بعد جدل طويل حول التمثيل المصري استقرت لجنة المشاهدة على اختيار عرضين ليمثلا مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان.. وهما قيدرا سيدة الأسرار» تأليف محمد أبو السعود واخراج هاني المتناوي من انتاج مسرح الهناجر، و«سترة النجاة تحت المقعد» لدار الأوبرا وهو من تأليف واخراج مصمم الرقصات اللبناني المخرج وليد عوني وهو عرض مفتوح للتطوير، قدمه وليد ثلاث مرات مسابقة بتطويرات متعالية، والعرض ذاته تطوير واعادة قراءة مسرحية لعروض فرقة الرقص المسرحي الحديث التي أسسها وليد عوني في دار الأوبرا المصرية، وقدمت سلسلة عروض تعتمد على الرقص المسرحي الحديث من بينها الثلاثية المصرية التي تناولت أعمال كل من «الروائي الكبير نجيب محفوظ، التشكيلية تحية حليم، والسينمائي الراحل شادي عبدالسلام.. اضافة إلى عروض أخرى كان آخرها «أسرار سمرقند».
تميز العرض السعودي
تنوعت انشغالات العروض العربية في هذه الدورة ما بين الهموم الانسانية العامة التي مثلها بجدارة العرض السعودي «الزاوية المظلمة» تأليف عبدالله الباروت واخراج «وليد الدبس» الذي عبر عن معاناة انسان مقهور من داخله، عاجز عن انقاذ نفسه من هواجسها، وكذلك العرض الأردني «فلنتاين» لفرقة وزارة الثقافة الذي شغلته غربة الانسان، فمن خلال مفردة التليفون السحرية «ألو» وهي الكلمة المنطوقة الوحيدة خلال العرض عبر عن ضياع الاتصال بين الثنائي الأزلي «الرجل/ المرأة».
مصير الانسان كان أيضاً شاغل العرض التونسي «نواصي» الذي قدمته فرقة المسرح العضوي، من خلال بحث ست شخصيات عن هويتها فتغوص في جراحها مشرحة شروخ مجتمعها.
فلسطين في التجريبي
في المقابل سيطرت أحداث الانتفاضة الفلسطينية على جانب كبير من انشغالات العروض العربية، من خلال عرضين لفلسطين هما.. «قصص تحت الاحتلال» لمسرح القصبة برام الله، وهو مجموعة منولوجات مسرحية قدمت على خشبة مسرح القصبة منذ بداية الانتفاضة، تقدم سرداً مسرحياً لكيفية تحول الفلسطيني إلى مجرد خبر في وسائل الإعلام متغافلة وجود حياة انسانية عادية لفلسطيني يفرح ويحزن ويحيا ويقاوم ويموت من أجل حياة عادية خالية من الاحتلال، أما العرض الثاني «وبعدين» لفرقة مركز عناد للمسرح والفنون، فيعرض باسلوب درامي جوانب من المعاناة اليومية للفلسطيني في ظل الحرمان من احتياجاته الأساسية في ظروف القمع والتنكيل الراهنة والمستمرة منذ شهور طويلة.
الهم الفلسطيني كان أيضاً شاغل العرض الإماراتي
«كوكتيل» لفرقة مسرح الشارقة الوطني.. الذي ربط بين ضياع القيم والمبادئ وضياع الأراضي والوطن.. معتمداً على حركة الممثلين والتنويع في التعبير بأصواتهم مع جمل حوار قليلة جداً، استطاع من خلالها أن يجسد بمرارة ساخرة ضياع القضية العربية، ففي نقد ساخر يرصد تحولات ما بعد ظهور النفط واتجاه الأنظار نحو المنطقة التي تحولت إلى سوق كبير صار فيه الانسان سلعة بينما سخر من الامكانيات العاجزة والمعطلة عند العرب ضاعت في ظلها فلسطين وسط الصمت والعجز التام.
الكلاسيكيات كان لها مكان أيضاً في العروض العربية.. فقد بدأ العرض العراقي «سيدرا» أسطورة من التراث السومري، بينما قدمت فرقة نقابة الفنانين الأردنيين رؤية معاصرة لمسرحية «كاليجولا» لألبير كامي في عرضها «كوميديا تحت الموت».. وقدمت فرقة المسرح الكويتي رؤية للمشهد الرابع من مسرحية شكسبير «هاملت».
هموم يومية
الهموم العصرية جداً واليومية للانسان العربي شغلت عروضاً أخرى بينها مونودراما «يوميات مجنون» لفرقة المسرح القومي السوري، و«المنشار الحائر» لمسرح فو التونسي.. الذي يعرض لهموم فنان سينمائي متعدد المواهب كاتبا وممثلا ومخرجا في واقع يعيشه يزدحم بالتفاصيل اليومية.
مفاجأة
ومن العروض الأجنبية كانت مفاجأة المهرجان الدول الصغيرة، حيث قدمت مولدوفيا في عرضها «ميديا المجرية» رؤية مميزة للأسطورة الأغريقية الشهيرة وهو ما حدث أيضاً في العرض الأوكراني «الرقص على الدماء» الذي استوحى أوبرا كارمن.
هوامش:
* العرض المصري «قيدرا سيدة الأسرار» الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية عرض ثلاث مرات في ليلة واحدة بسبب التزاحم على مشاهدته، خاصة ان المخرج الغى صالة مسرح الهناجر مكتفياً بالخشبة التي يعرض عليها ليشارك ممثليه «80» متفرجاً فقط فوقها.
* المخرجة الدنماركية «جوليا فاليري» التي تشارك في المهرجان بعرضها «قلعة هولستبرو» ستقدم ورشة لتدريب الممثل في المعهد العالي للفنون المسرحية بعد انتهاء المهرجان.
* الفرقة الصينية كونجزنج للدراما التي تشارك للمرة الأولى في المهرجان بعرض «وداعاً خليلتي» أحضرت معها معدات مسرحها كاملة لتستخدمها في عرضها واضطرت لشحنها بحرياً في أكثر من حاوية.
* ألغيت مشاركة باكستان لتخلف فرقتها عن الحضور في ميعادها.
* تجربة جديدة قدمها مسرح الطليعة المصري بعرض «الطريق إلى أي حتة» الذي يشارك الجمهور ممثليه داخل أتوبيس ينطلق بهم في جولة في جزيرة الزمالك هي زمن العرض المسرحي.
|
|
|
|
|