| العالم اليوم
* رام الله نائل نخلة:
عيونها مغرورقتان بالدموع، والحزن والأسى، ووجه وجسد شوهتهما قنبلة اسرائيلية حارقة القتها على منزلها في قرية بيت عور التحتا جنوب غرب رام الله دورية اسرائيلية فاصابت الطفلة سجى، التي لم تتجاوز ربيع عامها الثالث بعد وتسببت في حروق وتشوهات في وجهها ويديها ورجليها، تجلس على سرير الشفاءفي مستشفى الشيخ زايد في رام الله، تنظر الى من حولها من الصحفيين والمصورين بنظرات فيها الدهشة والغرابة لما يدور حولها.
سجى ملاكا فلسطينيا، صامتا، جريحا، يدل على جرائم الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية المعذبة، طفلة في عمر الزهور وبراءة الطيور، رغم صغر سنها تستطيع ان تلخص لك معاناتها مع جنود الاحتلال بمجرد ان تراها وتصل بنفسك الى نهاية الحكاية دون أن تهمس هي بأي كلمة سجى عماد صالح لم تكن في ساحة المواجهات بل كانت في ساحة منزلها تجلس على قدمي جدتها وبجوارها شقيقتها وابنة عمها يتناولن طعام العشاء اغرورقت عينا الجدة بالدموع قبل ان تحدثنا عن ذلك اليوم المشؤوم وهي تنظر الى سجى المثقلة بجراحها في المستشفى قالت: «كنا نجلس في ساحة المنزل نتناول طعام العشاء وكانت الساعة قرابة التاسعة مساء فإذا بشيء أصاب رأسي وبتلقائية ودون وعي حركته بيدي ليسقط على سجى التي كانت تجلس على قدمي واشتعلت النار في ملابسها وثوبي «وذكرت أنها حاولت إطفاء النار المشتعلة في ثوبها حتى لا تصل الى سجى مع انها كانت تتألم بسبب قنبلة الصوت التي ضربت برأسها ولكن الحريق نال من الجسد الصغير الذي حتى لا يحتمل وخزة دبوس».
أما عم سجى والذي أصيبت طفلته هديل ابنة الثلاثة أعوام بحروق طفيفة في شعرها ويديها وحواجبها أكد ان سجى أصيبت بحروق بالغة في أنحاء عديدة من جسمها خاصة في الرجلين والبطن واطلق جنود الاحتلال قنبلة الصوت التي استهدفت براءة الطفولة من بناية كانوا قد احتلوها مع نهاية الشهر الماضي ولم يكتف جنود الاحتلال بذلك فقط فقد أعاقوا عملية إسعاف الطفلة في ظل الحصار المشدد على القرية حيث ذكر جدها انه طلب سيارة اسعاف من جنود الاحتلال إلا انهم قالوا له ان جميعها مشغولة ولا توجد سيارات اسعاف، وعلى الرغم من ذلك لم ييأس الجد العجوز وحاول هو وجار له ان يجدا حلا للمشكلة حيث اتصلا بالارتباط العسكري الذي قام بدوره بالتنسيق مع الجهات الاسرائيلية للسماح للطفلة وجديها بالاستعانة بسيارة إسعاف التي اوصلتهم بدورها الى المستشفى.
جدتها التي التزمت الصمت وتضع يدها على وجهها وهي تحدق بحفيدتها التي تتألم وتبكي من شدة الالم، لتبكي كل من حولها، كسرت صمتها بجملة عفوية قالت فيها: «الله يحرقهم مثل ما حرقوا البنت، وينتقم للفلسطينيين من شرهم ، ويخلصنا منهم عن قريب».
|
|
|
|
|