أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th September,2001 العدد:10574الطبعةالاولـي الأثنين 22 ,جمادى الآخرة 1422

الطبية

الخوف من المجهول المحرك الأول للقلق
قال تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».
كثيراً ما نسمع هذه الأيام عبارة: أنا قلق، أنا متوتر. ونلاحظ أيضاً أشخاصاً عصبيين ومتوتري المزاج.
فما هو القلق؟
القلق هو عبارة عن الخوف من المجهول او من المستقبل الخوف من ان هناك مرضاً او مصيبة او كارثة سوف تحل بالشخص.
وهذا الخوف ليس له مبرر، ويختلف الشعور به من انسان الى آخر فقد يأتي في فترات متقطعة وقد يكون هذا الشعور مزمناً.
والقلق يبدأ الشعور به منذ الطفولة وبالتحديد بعد الشهر السادس من العمر فهنا يبدأ ما يعرف بالخوف من الغرباء «Stranger Anxiety» فهناك الخوف من الحيوانات، من الازعاج، من الظلام، من العزلة والخوف من الاطباء والمستشفيات.
وهذا الخوف عادة ينتج من خوفهم بأن يؤذيهم احد ويكون الاذى جسدياً بحتاً، ولكن حينما يكبر الطفل وتتوسع مداركه يبدأ القلق على والديه ثم على منزله ثم اصدقائه.
بعد ذلك وفي سن السادسة يبدأ القلق مع بدء الدراسة والانفصال عن الوالدين ولو لفترة محدودة ويبدأ الخوف من الرسوب.
أما بالنسبة للمراهقين فهناك الخوف من التحدث أمام مجموعة من الناس والخوف من الفشل ومن المستقبل.
فكلما تقدم الانسان في العمر زادت مخاوفه وبالطبع تختلف هذه المخاوف من عمر لآخر فالخوف من الشيخوخة والامراض المزمنة والموت هي من المخاوف المعروفة ولكنها تختلف من شخص لآخر فقد تكون طبيعية عند شخص ومرضية عند آخر.
والقلق قد يرتبط بأمراض نفسية اخرى كالرهاب، والخوف الاجتماعي، الوسواس القهري والخوف من الاماكن المغلقة او المرتفعة او امراض جسمية كالسكر او الضغط نحن نعلم ان المريض يعترف بهذه المخاوف ولكنه لا يعرف ما هي اسبابها.
وقد يعترف بأنها مخاوف سخيفة ولا قيمة لها. ولكنها تسيطر عليه وقد تؤثر على حياته وعلى عمله وقد تشغل باله في معظم الاوقات وقد تؤثر على سلوكه وتعاملاته مع الآخرين.
واعراض هذا المرض قد تكون نفسية او جسمية. فالاعراض النفسية مثل :قلة التركيز، عدم القدرة على الاسترخاء، قلة النوم، الصعوبة في البدء في النوم، الشد العصبي، سرعة الغضب، الهواجيس.
اما الاعراض الجسمية فقد تكون مثل آلام العضلات، الصداع، آلام الرقبة والكتف وآلام الظهر والبطن، الخفقان، التعرق، الاسهال، كثرة التبول، ضيقة الصدر.
وهكذا نرى أن المريض قد يشتكي من أعراض في الظاهر تبدو أنها جسدية المنشأ كالام الظهر والصداع ولكن اذا اخبر الطبيب بتفاصيل ادق من المريض سوف تتضح الاسباب الحقيقية لهذه الاعراض.
اما العلاج فهناك العلاج النفسي والعلاج بالادوية وغالبا ما يكون العلاجان مهمين معاً.
والعلاج النفسي يعتمد على المريض ومدى تجاوبه مثل العلاج بالاسترخاء والعلاج الادراكي والعلاج السلوكي.
اما العلاج بالادوية فهناك عدة مركبات مثل «Diazepam» و«Betablockors» ومضادات الاكتئاب قد يكون لها أثر كبير في معالجة هذا المرض.
وأخيراً لا ننسى أن الإيمان بالله والإكثار من ذكر الله له دور كبير في علاج هذا المرض او منعه من الحدوث.
د. أحمد غرم الله الغامدي
طب الأسرة والمجتمع

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved