| الطبية
إن هذه الشكوى تعد من ضمن الشكاوي التي تتكرر كثيرا لدى طبيب العائلة أو طبيب الأطفال وهي تسبب انزعاجا كبيرا لدى الوالدين وتصيب الذكور والاناث من الأطفال على حد سواء.
وتعد هذه المشكلة منتشرة لدرجة أن أكثر من 42% من الآباء أوضحوا أنهم مهتمون بل قلقون حيال عادات أبنائهم «ذوي الأربع سنوات» الغذائية وذلك في دراسة أجريت في الغرب.
ولعل الحال لا يختلف لدينا كثيرا فهي شكوى تعاني منها الكثير من الأسر حيث تقوم الأم أو الوالدان بعرض هذه المشكلة على طبيب العائلة لطلب المشورة والمساعدة.
إن من الأهمية بمكان أن يعرض الطفل أو الطفلة لدى طبيبه المعالج حتى يتنسى للطبيب أخذ المعلومات اللازمة واجراء الفحص الطبي من أجل اكتشاف أي سبب مرضي لهذه الشكوى «كفقر الدم مثلا» فعند اكتشاف أي سبب مرضي فسيقوم الطبيب بمعالجته حالا، أما إذا أبدى الطبيب المعالج ارتياحه لنتيجة الفحص ونمو الطفل والتأكد من عدم وجود أي سبب مرضي لهذه الشكوى.
فإليك أيها الأب/ ايتها الأم هذه الحقائق العلمية:
1 إن لكل طفل عاداته وأسلوبه في الأكل من حيث كمية الطعام التي يأكلها ونوعية الطعام الذي يفضله ويجب علينا كآباء أن ندرك هذه الحقيقة وألا نرغم طفلنا ليكون نسخة مطابقة تماما لطفل بعينه أو لآخر.
02 إن رفض الطفل للطعام يعد ظاهرة فطرية إذا ما أرغم على تناوله وهي ما تسمى بظاهرة «العصيان» الفطري» ولكن الوقت ذاته تأكد تماما أن الطفل لن يحتمل الجوع أبدا.
3 إن سرعة النمو لدى الأطفال تقل بشكل ملحوظ بعد السنة الثانية من النمو لذا فإن احتياجاته الغذائية تقل كذلك، ولا يحتاج لأكل كميات غذائية مساوية لما اعتاد عليه قبل تلك السن.
4 كثير من الآباء والأمهات يعتبرون رفض أبنائهم بمثابة عصيان وتمرد على أوامرهم وعدم استجابة لها، بل ويعتبرونه من سوء الأدب من قبل أبنائهم. فينبغي على الآباء عدم تناول الموضوع من هذا الجانب واعتبار هذا التصرف بأنه غريزة لدى الأطفال وحبهم للمخالفة. أما ما يتعلق بالتربية وتعلم الأدب فيفضل أن يتم في غير موعد الطعام.
عزيزي الأب/ عزيزتي الأم وبعد معرفة الحقائق اليك بعض الارشادات لمساعدتك في حل هذه المشكلة:
حاولي تنظيم وقت الوجبات الرئيسية الثلاث في أوقات محددة معروفة لطفلك مسبقا.
امنعي طفلك من شرب السوائل بكميات كبيرة قبل الأكل.
امنعي طفلك عن أكل الحلوى أو المرطبات قبل الأكل بفترة مناسبة.
عند تناول الطعام يجب الا ينشغل الطفل بشيء آخر مثل مشاهدة التلفاز، قراءة كتاب أو متابعة شيء مثير.
اعطي طفلك كمية الطعام التي تناسب عمره ولا ترغميه على أكل أكثر مما يرغب أكله ولا ترغميه على انهاء الطعام المخصص له إذا رفض ذلك.
قدر الامكان اجعلي منظر الطعام جذابا وطعمه شهيا واجعليه يتناول الأكل بمشاركة العائلة وليس بمفرده.
لا تضربيه إذا رفض الأكل وتأكدي تماما أنه لن يبقى جائعا طويلا.
اتمنى للجميع الصحة والعافية.
د. علي إبراهيم الحقوي
استشاري طب العائلة بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|