| عزيزتـي الجزيرة
أتابع بكل فخر ما يخطه يراع صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز فمواضيعه تنبع من الواقع الذي نعيشه وسلسة بدون تعقيد وبلغة راقية واضحة كل الوضوح وقد أثلج صدري وصدر كل حرة تحب وطنها وأهلها وأمتها وواقعها ما كتبه وذلك في العدد 10558 من يوم السبت 6 جمادى الآخرة وكان بعنوان جميل ويرفع رأس كل أم وبنت وزوجة وأخت وكل فتاة تنتسب إلى هذا الوطن الطاهر ودينها الإسلام الذي تعتز به وتتمسك به أيما تمسك. فشكراً له على موضوعه وعلى كل كلمة وردت فيه وهي موجهة للمخلصين الذين سعدوا بما كتبه ولغير المخلصين الذين يخوضون في قضايا بعيدة كل البعد عن إدراكهم وفهمهم وجاء كاتبنا وفارس الكلمة لا شلّت يداه ليضع النقاط على الحروف. والأمير ممدوح الذي يرأس مركزاً مهماً في هذا العصر لم يتطرق إلي هذا الموضوع بهذه الروية والحنكة لولا أنه عرف أهميته خاصة في هذا العصر الذي تحتاج فيه كثير من القضايا إلى توضيح لمن التبست عليهم، ليوضح دور المرأة ومن هي المرأة وكيف نحافظ على المرأة التي هي في المقام الأول الأم والزوجة والأخت والبنت والعمة والخالة والجارة التي كان عنترة الجاهلي يغض الطرف إذا رآها خارجة من بيتها وهو جاهلي ويدافع عنها ويحميها ولا يرضى أن يراها مزاحمة الرجال في أمور ليست من اختصاصها، فتحية من الأم والأخت والزوجة والعمة والخالة ـ ومني شخصيا ـ لهذا الأمير على موضوعه القيم وطرحه الذي جاء في وقته كما يقولون.. ووالله لا أخاله إلا موضوعاً مسكتاً لمن انتفضت أقلامهم يدورون ويحورون حول المرأة وحرية المرأة والدفاع عنها وكأنها مضطهدة ومحرومة ومطرودة من رحمة الله ولو لا هؤلاء لاصبحت في خبر كان. ان المرأة الفاضلة هي التي تنجب الابطال وتربيهم تربية حسنة وفي مدرستها يتعلمون ويتربون على كل فضيلة، فهل هناك أعظم من هذه المسؤولية؟ ومن قال عنها انها معطلة وهي بهذه المسؤولية العظيمة؟ يقول الشاعر أحمد شوقي «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق». لقد دأبت فئة من الكتاب وفي الآونة الأخيرة على تناول قضايا هم ابتدعوها عن المرأة وما يجب أن تقوم به المرأة وكلما شاهدوا شيئا قريبا أو بعيدا في دولة مجاورة أو بعيدة أو في الغرب طالبوا به دون أن يكون لديهم إلمام بمثل هذه الأمور. وراحوا يخوضون في قضايا لا تقدم بل تؤخر وهي أساس البلبلة والمشاكل. ونحن بنات هذا الوطن الذي نعتز به وبقادته، ندرك من منطلق عقيدتنا وفهمنا وبصيرتنا أن بعض القضايا لها أهل وناس وخبراء يعرفون بواطن الأمور وهذا الذي لم يدركه هؤلاء وأنّى لهم ذلك. فالكل يبحث عن الشهرة وأقرب طريق لها هوالحديث عن المرأة، ولولا ذلك ما عرفنا «السعداوي» ولا تفاهة حديثها وكتبها ولا أشك في أنها مكروهة وممقوتة من كل إمرأة تربت على الفضائل كما أشار الأمير. إنني كفتاة أدرك وأفهم أن الرجل السوي هو الذي يصونني ويحفظنني ويحميني.. لا الذي يريد مني أن أخرج من بيتي وأزاحمه في كل زاوية وكل شارع وكل مكتب وأفعل كما تفعل نساء الغرب وكأن خروجهن هو الذي صنع الصاروخ والقنبلة والطائرة وقاد مسيرة التطور. فهل يرعوي هؤلاء ويتعلمون من هذا الأمير ويتركون المرأة لمن هـــم أعلم بها منهم. فقد حفظت دولتنـــا الرشيدة المرأة وكرمــتها وحفـــظت لها حقوقها.
فتحية لهذا الأمير الكريم النبيل صاحب الخلق الرفيع وقمة التواضع حسبما سمعت عنه كثيرا من المقربين منه، وهو أهل لذلك ونتمنى ألا يتوقف عن الكتابة تحت أي ظرف كان فنحن بحاجة لمثله خاصة في هذا الوقت الذي كثر فيه اختلاط الحابل والنابل من طالبي الشهرة وعلى حساب المرأة كفاها الله شر الحاقدين والحاسدين.
نورة عبدالله الجربوع العصيمي
جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|