| منوعـات
* قد يكون الإنفاق على التعليم أقل من المطلوب، ومع ذلك فإن العائد الذي نشهده أقل بكثير من المتوقع، وهذا الخلل ناتج عن التركيبة التعليمية، التي ينبغي أن تعالج بفاعلية وحرص.. وكان ينبغي أن يتم ذلك قبل ثلاثة أو أربعة عقود.!
* نعم: إن عندنا ثماني جامعات، ونرى دولا أخرى، أقل منا سكانا، وأقل ثراء، وأقل إمكانات، ومع ذلك، فعندها ضعف ما عندنا من الجامعات.! أليس ذلك خللا في سياسة التعليم!؟
* أبناؤنا يذهبون إلى تلك البلاد محدودة الدخول والإمكانات ليتعلموا فيها، وينفق عليهم آباؤهم وأمهاتهم، إلى حد أنهم يقترون على أنفسهم، ليتعلم أبناؤهم.. ونحن في بلد عريض، شبه قارة، والإطراد السكاني ينمو سريعا.. وهذه الأمور لها حسابات في خطة التنمية.. ورب سائل يسأل، هل الخلل في خطط التنمية التي تتم كل خمس سنين، أم الخلل في التنفيذ، أم الخلل في الاثنين معا!؟
* نعم، كان ينبغي أن تكون خطة تعليمية على أعلى مستوى، عرفه العالم المتقدم والمتطور على وجه الأرض.. وهذا المطلب، هو ترجمة لما تعلنه الدولة، من أن ثروة البلاد إنسانها .. وما دام الأمر كذلك، فما هي الحصيلة التعليمية، بعد أو خلال نصف قرن، خمسين سنة!؟
* أنا لا أتحدث عن الكم، ذلك أنه أمامي، وهو كم لا أقلل من حجمه.. غير أن الأمم والشعوب، في جانب التعليم بالذات، لا تشغل بالها بالكمّ، وإنما هي في حساباتها الدقيقة، تنظر إلى الناتج، تنظر إلى القيمة، لأنها هي المعطى والمقياس، تطورا أم جمودا.
* وأتساءل، وأمامي ثلاثة كيانات: وزارة المعارف، وزارة التعليم العالي، الرئاسة العامة لتعليم البنات .. ما هي حصيلة دراساتها وتقييمها، أو تقويمها للمؤدى التعليمي، خلال أربعة عقود، وقد تجاوز افتتاح أول جامعة، وقيام الرئاسة العامة لتعليم البنات، كل منهما الأربعين سنة.!؟
* إن القناعة ليست في إحصائية أرقام، فذلك لا يجدي، وإنما العبرة بالمستوى التعليمي، إذا قيس بمستوى أي أمة، قطعت شوطا في حياتها التعليمية، بلغت مائة سنة، منذ البدء، ونصف قرن، منذ ظهور أول وزارة للمعارف!؟
* لعل المشكلة التي تحكم مسيرتنا التعليمية، هي الاعتماد على الأرقام وحدها.. وذلك لا يفضي إلى ناتج مرضٍ، وإنما المحصلة تتركز على انعكاس التعليم على المجتمع.. وأذكر أن الدكتور: بكر عبد الله بكر، مدير جامعة البترول والمعادن سابقا، حين استضافه الأستاذ عبد المقصود خوجة، وخلال الحوار معه.. رد على بعض الأسئلة في دهشة، فقال: إنني أعجب من مقولة.. إن في البلاد بطالة ، وفيها أكثر من ستة ملايين أجنبي، يعملون في حقول شتى.!
* إن هذا الاستغراب، وهذا التساؤل، يقودان إلى أن هناك خللا في السياسة التعليمية.. وهذا الخلل مع الأسف، لم يعالج إلى اليوم، والأمم حولنا تتسابق نحو الرقي التعليمي، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا .. ونحن، حيث نحن. ومع ذلك نتساءل عن إصلاح التعليم متى وكيف!؟ وأردد قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: لا قول إلا بعمل .
«والحديث موصول»
|
|
|
|
|