| محليــات
* * دعوني أتحدث مرة أخرى عن أزواج من صنف آخر.. وهم الأزواج المقيمون في الاستراحات إقامة شبه دائمة.
* * تتصل على البيت فيقول لك الطفل الصغير «بابا في الاستراحة».. وليت الاستراحة له حتى تظن أنه خرج «بالمعَزْبهْ» وبعض الأولاد.. أو حتى خرج يتفقد الاستراحة ويسقي الزرع.. بل ان الاستراحة لمجموعة «من أمثاله» يجتمعون فيها منذ العصر وحتى بعد منتصف الليل «وسط الأسبوع».
* * أما نهاية الأسبوع.. فالرجل يقيم فيها إقامة دائمة..
* * وليت هؤلاء المقيمون في الاستراحات شياباً أو كباراً في السن من المتقاعدين والعقاريين وغيرهم.. بل شباب ورجال في ريعان النشاط.. ويطلب منهم دور رئيسي داخل المنزل.
* * مطلوب منهم.. أن يكونوا قريبين من أبنائهم..
* * يتابعون احتياجاتهم ومطلباتهم..
* * مطلوب منهم دور مهم داخل المنزل..
* * أما الشياب.. فأصغر أولادهم عادة.. يكون خريج الجامعة قبل سنتين او ثلاث أو خمس.. وهؤلاء الشياب ربما كان بُعدهم عن المنزل فيه خير كثير.. لأنهم كثيرو «الونونه» كثيرو الشكوى.. كثيرو الصراخ.. كثيرو الملاحظات.
* * لا يعجبهم شيء.. ولا يرضيهم شيء.. ولا يريدون باباً يُغلق بقوة أو يفتح بسرعة.
* * ولا يريدون نافذة تُلمس.. أو باب ثلاجة يُفتح أو مكيفاً أو لمبة كبيرة تضاء.
* * يتدخلون في كل شيء.. في كل صغيرة وكبيرة.. لا يريدون من أحفادهم أي حركة أو تكسير.. أو حتى تحركاً كثيراً أو ربما لا يريدون منهم «أكلاً كثيراً».
* * هؤلاء الشياب.. «قلقون غاضبون زعلانون» دوماً مقطب الحاجبين.. كل كلامه داخل المنزل «صك اللمبة.. قصِّر على التلفزيون.. صك باب الثلاجة.. طف المكيف.. من ها اللّي يصيح»!.
وهكذا..
* * نعود لموضوعنا ونقول ان بعض الأزواج صار شغله الشاغل.. الاستراحات..
* * لا هم له سوى التسدح فيها على حساب زوجته وأولاده وبيته.. وعلى حساب التربية والتوجيه والمتابعة لشؤونه المنزلية.
* * نعم بعض الأزواج بمجرد اتصالك على منزله.. يرد عليك طفل صغير.. أو ترد الخادمة «بابا استراحة».
* * فمثل هذا الزوج المهمل المتلاعب المستهتر هل هو كفؤ لزوجة وأولاد؟!.
* * والمسكينة المظلومة.. المتضررة في هذا كله.. هي الزوجة.. التي تكابد البيت والأولاد والمشاكل والزوج «رابض» في الاستراحة.
* * إن الزوجية والأبوة مسؤولية كبيرة.. والتزام وشعور بالواجب والمسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه..
* * ان الزواج ليس مجرد عقد وزوجة وأولاد يضافون في دفتر العائلة.. بل هو مسؤولية كبيرة أمام الله.
* * ان كل شيء يهمل.. يضيع.. و«الغنم اللِّي ما لها راعٍ.. يأكلها الذئب».
* * واسألوا دور الرعاية الاجتماعية ودور الملاحظة الاجتماعية وأقسام الشرطة.. عن الشباب الضائعين.
* * واسألوا رجال الهيئة أيضاً.. عن الأب الذي يضيِّع بيته.. ماذا يصير؟!!.
|
|
|
|
|