| الاقتصادية
* الرياض عبدالعزيز القراري:
اشتكت الولايات المتحدة الامريكية من اغراق الاسواق بالمنتجات السعودية علماً بأن نسبة الصادرات السعودية الى امريكا بسيطة جداً مقارنة بدول صناعية اخرى واتضح ان هناك تجاراً يعرفون بتجار الشنطة في الامارات العربية المتحدة واغلبهم من الهنود والبنغاليين حصلوا على شهادات منشأ سعودية وقاموا بتصدير بضائع ومنتجات اماراتية على انها سعودية المنشأ وقد قامت الولايات المتحدة بارسال لجنة للوقوف على هذه المصانع وقبل وصول هذه اللجنة قامت المملكة من جانبها بتشكيل لجنة متابعة للوقوف على هذه المصانع اتضح ان بعضها لايزال تحت الانشاء والبعض الآخر لم يحصل الا على تراخيص صناعية ويشار الى ان هولاء التجار السعوديين يحصلون على نسبة بسيطة من تجار الشنطة مقابل الحصول على شهادة المنشأ،
الجدير بالذكر بأن أمريكا تضع لكل دولة مصدرة إليها سقفاً محدداً حتى لا يحدث إغراق وبما أن دولة الامارات المتحدة قد بلغت السقف المحدد لها كان التجار في الامارات يستغلون عدم بلوغ السعودية السقف المحدد لها بالاضافة الى جودة المنتجات السعودية ومطابقتها المواصفات القياسية فإنهم يقومون بتصدير سلعهم تحت مسمى المنشأ السعودي،
وتعتبر المملكة من اكبر الاسواق اهمية للشركات الامريكية على مستوى الشرق الاوسط والسوق السعودية هما الاكبر على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبالنسبة لمجموعة الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن الاقتصاد السعودي يعتبر واحداً من اقواها اذ بلغ اجمالي الناتج القومي السعودي ما يفوق 120 بليون دولار في عام 1994م، اما من حيث القوة الشرائية للفرد، فإن المملكة تتفوق على جميع دول امريكا اللاتينية وافريقيا ودول جنوب شرق آسيا باستثناء اليابان وسنغافورة وهونج كونج،
لقد نجحت الشركات الامريكية في ان تحوز على حصة مهمة في السوق السعودية، حيث بلغت الصادرات الامريكية للمملكة ما يربو على 6 بلايين دولار في عام 1994م، وهذا الرقم يزيد اجمالي الصادرات الامريكية لجميع دول شرق اوروبا ومجموعة الدول المستقلة لما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، وفي عام 1994م كانت واردات المملكة من الولايات المتحدة هي الاكبر بالمقارنة بالدول الاخرى إذ تجاوزت نسبة 20% من اجمالي الواردات، وتشير احصائيات التجارة الاولية لهذا العام ان الصادرات الامريكية قد زادت بمعدل 13% اي 800 مليون دولار، وعلى مستوى العالم العربي، فان المملكة هي اكبر سوق للصادرات الامريكية ممثلة نحو 50% من اجمالي التجارة العربية الامريكية المنظورة،
ان عدد الشركات الامريكية العاملة بالمملكة الآن تفوق 250 شركة، وفي تصريح اخير للسفير الامريكي بالمملكة السيد/ ريموند مابوس عن اهمية الدور السعودي في الاقتصاد الامريكي، قال سعادته: «ان الاقتصاد السعودي ساعد على المحافظة على ربع مليون وظيفة بالولايات المتحدة» ولا يشمل هذه الوظائف الاخرى التي وفرتها العقود المبرمة في مجال الاتصالات، ومع الخطوط الجوية العربية السعودية،
ومن ناحية اخرى فإن الولايات المتحدة هي اكبر شريك تجاري للمملكة اذ بلغ مجموع صادرات المملكة لها نحو 7، 7 بلايين دولار في عام 1994م، وحسب مؤشرات عام 1995، فان هذا الرقم مرشح للزيادة بنحو 200 مليون دولار هذا العام، وعلاوة على النفط فإن اهم صادرات المملكة للولايات المتحدة هي الكيماويات العضوية وغيرالعضوية والاسمدة، وفي حقيقة الامر فان للمملكة فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة في مجال هذه السلع مقارنة بالوضع فيما بين الولايات المتحدة واوربا واليابان اذ تحقق الولايات المتحدة فائضاً لصالحها في نفس المجال، وهذا دليل على القدرة التنافسية للصناعة السعودية في السوق الامريكية التي تضع شروطاً عالية للجودة،
ان هذا المثال يشكل حافزاً للمستثمرين الجادين للتعرف على مناخ الاعمال والفرص التجارية المتوفرة بالمملكة واقامة مشروعات صناعية في هذا البلد، ان جاذبية السوق السعودية لا تخفى على كثير من الشركات الامريكية، ومقارنة مع الدول الاخرى فان الاستثمارات الامريكية في المملكة هي الاكبر من حيث رؤوس الاموال المدفوعة واجمالي الاستثمارات ومجموع المشروعات المشتركة حيث بلغت هذه الاخيرة اكثر من مائتي مشروع وهذا يمثل ضعف مشروعات الدولة الشريكة التي تحتل المرتبة الثانية في هذا المجال، وفي عام 1994م بلغ اجمالي الاستثمارات الامريكية اكثر من 12 بليون دولار كانت الحصة
المدفوعة منها هي 9، 4 بلايين دولار، وتمثل الاستثمارات الامريكية حالياً 43% من اجمالي الاستثمارات الاجنبية بالمملكة،
|
|
|
|
|