| الثقافية
بعد التطور الكبير الذي طرأ على (علم البيولوجيا، خاصة في مجال الهندسة الوراثية، والبيولوجيا الجزئية والمناعة، أصبحت طرق العلاج غير تقليدية للعديد من الأمراض الوراثية والأمراض المستعصية.
فهل يأتي اليوم الذي ينتهي فيه عصر (الأنسولين) والحقن، حيث يمكن لمريض السكر أن يحصل على خلايا بنكرياس صناعي تنتج الأنسولين، وتتم زراعتها داخل الجسم بدلا من البنكرياس المعطل؟ وهل يمكن أن تتلاشى (أجهزة الغسيل الكلوي)، بعد أن تتم زراعة كلى يتم صنعها خارج الجسم البشري لتزرع بدلا من الكلى الفاشلة؟
هل يمكن أن ندخل عصر الأعضاء (سابقة التجهيز)، حيث تعرض على المريض قائمة الأعضاء، ليختار منها العضو الذي يريد زراعته بدلا من العضو المريض أو التالف؟
وهل تبدو هذه الأسئلة ضربا من الخيال!!
الطب اليوم يؤكد أن هذا الخيال أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحقيقة، بفضل التطور السريع الذي أحدث انقلابا علميا مدهشا في علم (هندسة الأنسجة)، الذي يهدف إلى تصنيع الأعضاء البشرية خارج الجسم، باستخدام خلايا حية من العضو المراد «تغييره»، حيث يتم إنماؤها على مولد وألياف بلاستيكية في قوالب تأخذ الشكل الخارجي للعضو المراد زراعته، ثم تضاف بعض المواد وعوامل النمو التي تجعل هذه الخلايا الحية تنمو، لتملأ القالب المذكور، بعدها تذاب المواد البلاستيكية، ويبقى العضو حيث تتم زراعته وحتى تتمكن الأوعية الدموية من الوصول إليه، وتغذيته لكي يبقى حيا داخل الجسم.
هذا بعض مما ورد في هذا الكتاب للمعالجة غير التقليدية حيث تناول أيضاً أساليب عديدة للمعالجة أصبحت معروفة اليوم في الغرب كما تطرق (العلاج الجيني) لكثير من الأمراض التي يقف الطب أمامها عاجزا حتى الآن، أو تلك التي تحتاج إلى جراحات كبرى ودقيقة، بحيث يمكن الاستغناء عنها من خلال العلاج الجيني، الذي يتوقع أن يتسيد الوسائل العلاجية في القرن الحالي.
كما استعرض بعض (الإشكالات) الأخلاقية والدينية التي أفرزتها بعض أساليب المعالجة الجينية.
|
|
|
|
|