|
| المجتمـع
* كتب - ظافر الدوسري:
تشهد احواض السباحة في كثير من الفنادق والاستراحات واماكن الترفيه وخصوصا من جانب الاطفال اقبالا كبيرا ويصرفون الوقت الكثير وسط قلق من بعض مخالفات السلامة والصحة التي حذر الاطباء من خطورتها على الأذن والأنف، حيث حذّرت الدكتورة سناء مصطفى طبيبة اطفال بأحد المستوصفات الأهلية من ارتفاع نسبة الكلور في حمامات السباحية نظرا لتسببها في احتقان الغشاء المخاطي للانف عند الاطفال الأمر الذي يؤدي الى اغلاق قناة استاكيوس حيث تفقد وظيفتها الاساسية في تهوية الاذن الوسطى، ويحدث الضغط على طبلة الاذن من الناحيتين وقد يؤدي الأمر إلى مشاكل مزمنة.
واضافت تقول إنه يصيب الأطفال الذين لديهم استعداد للأصابة خصوصا في المرحلة العمرية من 3 سنوات الى 8 سنوات. حيث يتكون سائل خلف الطبلة يسمى) ارتشاحاً داخل الاذن الوسطى. هذا السائل حجمه ثابت ويؤدي إلى ضعف السمع بنسبة من 40% الى 50% وتختلف هذه النسبة ما بين الدول الاوربية والعربية وبمجرد تكون هذا السائل خلف الطبلة وهو سائل خفيف جدا يشبه الماء ولا يصل الصوت إلى العصب السليم كما يجب كلما كانت فترة وجوده في الأذن الوسطى تزداد لزوجته ويدخل مرحلة الاذن الصمغية فيصبح مثل المطاط ويسبب التصاقات الأذن الوسطى.
ويصعب العلاج عندما يصاب الطفل بالضعف السمعي بدرجاته أو الصمم ويطلق عليه «المرض الصامت» وله أسبابه العديدة أحدها ارتفاع نسبة الكلور في حمامات السباحة.
متابعة الأم والتشخيص المبكر
وطالبت الدكتورة سناء بدور متابعة الأم لابنها لمعرفة واكتشاف اصابة طفلها؟ حيث قالت: الطفل الذي لديه استعداد للاصابة لاي سبب من الأسباب، نراه عصبي المزاج لا يستجيب للمداعبات والأوامر لأنه لا يسمع جيداً. غالبا ما يرفع صوت التلفزيون كي يسمع وقد يبدأ ذلك قبل ولادة الطفل نتيجة ارتفاع ضغط دم الام أو اثناء الولادة بسبب نقص الاوكسجين أوبعد الولادة نتيجة اصابة الطفل بارتفاع درجة الحرارة والحمى الشوكية او تعاطي ادوية تدمر العصب السابع فاطباء الاطفال ليست لديهم فكرة كاملة عن تشخيص هذا المرض.
وقد يحدث ضمور كامل للعصب السمعي في غفلة من الام لذلك يجب التشخيص المبكر ويتطلب ذلك برنامج المسح الطبي الشامل في مدارس الحضانة بمجرد التحاق الاطفال بالمدارس ويتم عمل اختبار لضغط الاذن في عامه الثالث لانه في السنوات الثلاث الاول يستقبل مخ الطفل اشارات من الاذن باشكال الحروف ثم تنسق هذه الاشارات السمعية مع الاشارات البصرية فيأتي الكلام ويتشكل السلوك. هذه الفترة تعتبر بمثابة تكوين الكمبيوتر المركزي داخل المخ. في سن الثالثة يمكن اجراء التقييم السمعي للطفل بتحديد درجة ونوعية السمع لديه لتفادي المشاكل. في انجلترا مثلا انتعش الاقتصاد القومي بسبب تطبيق برامج المسح الطبي في المدارس والكليات العسكرية وبعد 6 سنوات من تطبيق هذا النظام تضاءلت نسبة أمراض السمع والصمم وبقية الامراض حتى كادت تختفي لدى الصغار.
الأدوية والمنظار علاج
وتواصل د. سناء حديثها قائلة: الاكتشاف المبكر يسهل العلاج بادوية بسيطة ويظل الطفل تحت المتابعة لفترة ولابد من اجراء كشف دوري له كل 6 شهور واثناء تغيير الفصول لكن المشكلة تحدث عندما يأتي الطفل متأخراً فتصبح الادوية مضيعة للوقت والصحة والفلوس. هنا نلجأ الى التدخل الجراحي باستخدام المنظار الميكرسكوب الجراحي الذي يحتاج لمهارة طبيب متخصص ويستغرق ذلك عدة دقائق ويخرج الطفل الى بيته بعد ساعة واحدة. تعتمد على استخدام انابيب تهوية مصنوعة من مادة خاملة ويتم طردها تلقائياً وتلتئم الطبلة تماماً.
وتعتمد عملية التدخل الجراحي على درجة ونوعية ضعف السمع لدى الأطفال فهناك من تناسبه السماعة، وحالياً توقفت الشركة العالمية عن انتاج السماعة التقليدية وتستخدم بدلاً منها الساعة الرقمية التي تتحكم في شدة الصوت ارتفاعه وانخفاضه.. حالات اخرى تناسبها السماعات الجراحية اي الاذن الصناعية وهكذا.
تحذير للأمهات من
استخدام القطن
وفي الختام حذرت الدكتورة سناء الامهات بعدم استخدام القطن الطبي المخصص لنظافة الاذن داخل الاذن لانها تنظف نفسها بنفسها، فحركة قناة الاذن الخارجية مستمرة من الداخل للخارج وفقا لاتجاه صحيح.. وبالتالي يجب الاكتفاء بنظافة الاذن من الخارج وعدم استخدام السدادات للاذن لانها تسبب مشاكل كبيرة. ومن الضروري ان تنبه الامهات بملاحظة اطفالهن، فالسمع يترتب عليه القدرة على الكلام والانفعال والحركة والانتباه. ولا بد من متابعة تطور وتقدم الطفل في التعليم حيث تتكون خبرات الصوت والبصر عند اتمام الطفل ثلاث سنوات من عمره حتى يتجنب الصغار متاعب وهموم الحياة خلف اسوار العزلة والصمت.
|
|
|
|
|
