| مقـالات
أنا شخصياً أحمل هماً عندما أراجع دائرة حكومية.. أو أذهب إلى أحد المستشفيات.. فالمستشفى مع الأسف أصبح الوصول إلى الهدف منه صعباً.. حتى التسجيل في المدارس.. تجد شيئاً من الوجل.. لأن الناس لم يعودوا يدركون أهمية العمل الذي يقومون به والذي يأخذون عليه أجراً من الدولة.. وقد نسمع بأن المستشفى الفلاني منظم في إدارته ومواعيده.. لكنك تفاجأ عند المراجعة بغير ذلك. ولا أريد أن أقص عليكم ما حصل لمريض قريب لي في أحد المستشفيات الذائعة الصيت والكبيرة.. حيث أجريت له عملية صمام.. فكان يذهب على قدميه إلى غرفة الأشعة التي تبعد عن غرفته مسافة بعيدة على مثله إلا إذا كان أطباء القلب يرون أن المشي على القدمين لمريض القلب الذي أجريت له عملية منذ يومين أو ثلاثة فيها فائدة.. والسؤال أين الاهتمام بمستلزمات المستشفى خاصة للمرضى ذوي العمليات الهامة؟ والطريف أن زوجته.. التي يئست من وجود «عربية» تسوقها في السيب الطويل وعليها زوجها المريض.. عندما انتهت من الأشعة هددت بأخذ سرير الأشعة كاملاً لإرجاع زوجها إلى غرفته.. فهرع أحدهم لإحضار «عربية» له.
وكان المريض ذاته قد عانى من الغرفة من قبل وجريان ماء الحمام، وامتلاء أرضيته بالماء. الغريب أن من يجابه الشكاوي هي الممرضة التي ترد وتقول: إذا لم يذهب إلى الأشعة الآن فإن الموعد سيفوته. أين الأطباء وأين الإدارة، وأين المسؤولون؟ هناك نفخة كذابة لدى بعض الأطباء.. مع أن الطبيب هو الذي يجب أن يوزع حسن الخلق على الآخرين.. لما شكت الزوجة مما وجدته وزوجها، وشاهدها أحدهم قال: ألا تعرفين هنا أحداً؟. هذه العبارة أصبحت مألوفة في كثيرمن المرافق.. والأحرى أن نقول: ألا تعرفون أحداً نعرض عليه هذه الواقعة.. يا ناس يا أطباء.. يا إداريون؟ الدولة تدفع لكم مالاً، وأنتم لا تدركون هدف العمل السامي.. نحن لا نختلف أن المزاج لدى بعضهم قد يتغير لو أن المريض من الذين «يعرف أحداً» لكن الذي ندعو إليه هو مراقبة الله في السر والعلن.. وفي كل عمل حتى يتحقق المبدأ الإسلامي الخالد «الدين المعاملة».
|
|
|
|
|