| مقـالات
ذكرت في مقالي السابق البنية الثقافية لبعض المعتمرين في مكة المكرمة والفرق بين من يتجه الى العمرة وهو يعرف مناسكها وعكسه من يكون ماراً بها فيقرر العمرة ويقلد ما يفعله الآخرون بجهالة مما قد يوقعه في محاذير تمس العقيدة. وفي مقالي هذا سوف أستكمل الحوار حول المصائف والأثر الثقافي من وجودها ففي المنتزهات انتشرت العديد من أفكار وأساليب التسلية والترفيه وتتميز المنتزهات بإقبال العوائل عليها حيث تتوفر فيها الخدمات المتعددة فيما يتعلق باحتياجات الأطفال والكبار أيضا.
إن جو الطائف يضفي على المصائف جمالا مختلفا وإحساساً رائعا فهناك تتجمع العوائل في داخل المنتزهات وفي أرصفة الشوارع والفارق شتان ففي منتزهات الطائف عروض لمربي الثعابين وركاب العربات المعلقة «التلفريك» وعروض المسرح وغيرها وجميعها تصب في منحى ثقافي.. قد لا يشعر به أغلب الناس فيما يهتمون بالضجيج في قيادة الدراجات النارية والألعاب الترفيهية وعموما نحن أهل الرياض نستشعر بلطف جو الطائف بغض النظر عن منتزهاته نظراً لأن جونا يسلخ الجلد من اللحم وبالتالي فإننا نأخذ نفسا عميقا في ربوع الطائف ثم نبدأ في مقارنة الإحساس بالمنتزهات والفارق بينها وبين من يرغب في الجلوس على أرصفة الطرق علما أن قائدي السيارات والشاحنات لديهم قيادة جنونية مخيفة تجعلني أستغرب من استمتاع من يجلس في الأماكن القريبة من الطرق وحياته وحياة أهله معرضة للخطر.
أما غيوم وسحب وأمطار الطائف كأنك تأخذ بطاقة سفر إلى عالم مليء بالراحة والجمال والمتعة، متعة الطبيعة وقدرة الله في كل شيء.
إن الثقافة التي توجد ها الطائف في سلوك أطفالنا تمتد مع الدبابات والخيول والمرح والوجبات السريعة فلا جديد غير الموجود كل سنة يعاد.. ولا يزيد غير نسبة الألعاب الترفيهية وطقوس التسلية وربما زادت هذا العام بالعبارات الترحيبية لقدوم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حيث تنتشر عبارة «مرحبا تراحيب المطر» وبالتالي فقد اكتسب الصغار عبارة من تراث الطائف ربما أنه تلاقح الثقافة في الأمثال الشعبية والعبارات بين مصائف المملكة من أولى الثقافات التي يحتاجها صغارنا وإلى هنا أتوقف وأتابع الأسبوع القادم بإذن الله.
|
|
|
|
|