| العالم اليوم
مع ما تظهره الاحداث واللقاءات التي تشهدها المحافل الدولية من تنافض فيما يطرحه الغرب من مبادئ وأخلاقيات وسلوكيات ومع ما تتخذه الحكومات الغربية من مواقف يتأكد من جديد أن الغربيين عموماً مازالوا يتعاملون بتعالٍ وينظرون بدونية لا يمكن أن يخفوها لكل القضايا والمواضيع التي تتناول مصالح واهتمامات الدول الاخرى وبالذات الدول والمجتمعات الافريقية والآسيوية والعربية.
وإذا كانت الدول العربية تعاني من انحياز غربي صارخ للأطروحات الاسرائيلية وكون الغرب يتبنى سياسية الاسرائيلين والذي يتحمل مسؤولية ما يعانية الفلسطينيون من معاناة لوقوف الدول الغربية إلى جانب الكيان الاسرائيلي ودعمه بالمال والسلاح والدفاع عن باطله في المؤتمرات السياسية والمحافل الدولية الى الحد الذي جعل الدول الغربية دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي امريكا وبريطانيا وفرنسا قد وضعوا «الفيتو» في خدمة اسرائيل لمنع المجتمع الدولي من إجبارها على الانصياع للشرعية الدولية.
نقول إذا كان الغرب قد قبل ان يكون في خدمة إسرائيل تكفيراً لعقد الذنب التي ضخها اليهود لدى الغرب، فإن التعامل بعجرفة وتعالٍ مع القوميات والدول الافريقية والآسيوية الاخرى مبعثه الماضي البغيض للغرب تجاه هذه القوميات والمجتمعات، فبالإضافة الى الاستعمار واستعباد الأفارقة من خلال انتهاج اسلوب الرق وخطفهم من ارضهم ونقلهم بالسفن مربطين كالحيوانات وفي آسيا فرض استبعاد من نوع آخر في الدول الاستعمارية التي استعمرت شبه القارة الهندية، ومناطق الصين، وجنوب وشرق آسيا، طبقت نظام السخرة ونهب ثروات تلك البلدان، كل هذه الجرائم التي ارتكبت بحق العرب والافارقه والآسيويين لا تجد حتى كلمة اعتذار او تأسف بل يمارس الغربيون كل المناورات السياسية حتى لا يعترفوا بما ارتكبوه من جرائم بحق الشعوب.. وهذا ما نشهده في مؤتمر مكافحة العنصرية الذي اختتم في دوربان بجنوب افريقيا بإيقاظ ضمائر كل الامم والشعوب.. الا الغرب الذي يعذبه ضميره لاضطهاد مزعوم لليهود.. ونكران وقح لما ارتكب ضد العرب والافارقه والآسيويين.
ألا يُعدُّ هذا عنصرية متوافقة مع العصر الجديد عصر العولمة مما يجعلنا نطلق عليها عنصرية العولمة..؟
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|