| العالم اليوم
* باندا أتشيه الوكالات:
دعت رئيسة اندونيسيا سكان اتشيه إلى بدء صفحةجديدة ونسيان الماضي مقدمة الاعتذار إلى سكان الاقليم ذي النزعة الانفصالية عما حدث في الماضي لكن حديثها قوبل بالسخرية من تجمعات طلابية احتشدت للاستماع إليها في مستهل زيارة لها للاقليم المضطرب،
فقد حثت الرئيسة الاندونيسية ميجاواتي سوكارنوبوتري امس السكان في إقليم أتشيه الذي يمزقه الصراع على عدم الاستغراق بالتفكير في الماضي إذا ما كانوا يريدون وضع حد للحرب الانفصالية التي مضى عليها الآن 25 عاما وإعادة بناء إقليمهم الذي عمه الدمار، وقدمت ميجاواتي التي تزور أتشيه لاول مرة منذ تقلدها منصب الرئاسة في تموز/يوليو الماضي اعتذارا علنيا آخر للاقليم عن الاخطاء الماضية وبصفة رئيسية الانتهاكات الفجة لحقوق الانسان من جانب الجيش الاندونيسي، غير أنها قالت أنه لن يتحقق السلام والتنمية في الاقليم الغني بالبترول والغاز إذا ما استمر العنف ولا سيما التدمير المستمر للمباني والمدارس الحكومية على أيدي المتمردين الانفصاليين،
وفي كلمة لها أمام أكثر من ألفي شخص بمسجد بيت الرحمن في باندا أتشيه عاصمة الاقليم قالت ميجاواتي «بالنيابة عن الحكومة وبالاصالة عن نفسي أود الاعتذارعن جميع الاخطاء التي ارتكبناها في الماضي»، ، واستطردت قائلة «غير أنه لابد لي أن أذكركم بأنه إذا ما ظللتم تنظرون إلى الوراء فإننا لن نحرز أي تقدم، ولذا علينا البدء في التطلع إلى الامام، فالعنف لن يفيدنا مطلقا»، ، يذكر أن إقليم أتشيه، الذي يقع في أقصى الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة على بعد 100، 2 كيلومتر شمال غرب جاكرتا يشن حملة محمومة من أجل الحصول على الاستقلال من إندونيسيا، حيث تشن حركة أتشيه الحرة المسلحة حرب عصابات تحظى بتأييد شعبي منذ عام 1976،
ويقاتل الثوار، الذين يستبد بهم الغضب بسبب ما يعتبرونه استغلالا اقتصاديا من جانب جاكرتا لاقليمهم، وبسبب انتهاكات حقوق الانسان طيلة عقود على أيدي الجيش، من أجل إقامة دولة إسلامية مستقلة،
وأثناء نظام سوهارتو رجل إندونيسيا القوي آنذاك شن الجيش حملة قمعية لسحق المتمردين حيث أسفر ذلك عن مقتل الآلاف من المدنيين العزل في الاقليم، كما أخفق عبدالرحمن وحيد، الرئيس السابق على ميجاواتي، في الابقاء على اتفاق سلام دائم مع حركة أتشيه الحرة ثم رضخ للضغط من جانب جنرالاته لشن حملة جديدة على الاقليم في نيسان /إبريل الماضي،
وهذا العام فقط لقي ما يربو على 100، 1 شخص معظمهم من المدنيين حتفهم في أتشيه بينما يواصل الجيش والمتمردون حملة الاعدامات بدون محاكمة وأعمال الخطفوالتعذيب،
وفي الشهر الماضي وقعت ميجاواتي قانونا يقضي بمنح أتشيه حكما ذاتيا خاصا غير أنه استبعد بشكل قاطع فكرة الاستقلال، وقالت امس السبت أن الحكومة قد صاغت خطة تقضي بتطبيق الشريعة الاسلامية في الاقليم من أجل تهدئة خواطرالزعماء الدينيين المحليين،
هذا وقد اطلق عشرات الطلاب بالاقليم صيحات للسخرية من رئيسة البلاد ميجاواتي بعد قليل من اعتذارها لشعب الاقليم عما عاناه في عهود الحكومات السابقة،
وبدا الغضب على ميجاواتي قرب نهاية كلمتها أمام نحو 1500 من سكان اتشاي في اكبر مساجد الاقليم وهي تأمر بعض الطلاب بالجلوس عندما حاولوا توجيه اسئلة،
وبعد ذلك اطلق 100 طالب على الاقل صيحات السخرية بعد ان تعهدت ميجاواتي بالعودة إلى جاكرتا وبحث ما وجدته اثناء زيارتها القصيرة للاقليم المضطرب،
وقالت ميجاواتي بصوت مرتفع «آمل ان يعامل شعب اتشاي ضيوفه معاملة طيبة دون احداث ضوضاء غير مستحبة، اقول مرة اخرى انه حتى الله امر بحسن معاملة الضيوف»،
ووصلت ميجاواتي إلى إقليم أتشيه في ظل إجراءات أمنية مشددة من جانب الجيش والشرطة،
وتوجهت الرئيسة الجديدة التي يرافقها زوجها توفيق كيماس وعدد من نواب البرلمان وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة، سريعا إلى مكتب حاكم الاقليم في باندا أتشيه عاصمة الاقليم لاجراء محادثات مغلقة مع الزعماء المحليين،
وتجري هذه الزيارة التي تستغرق 8 ساعات لاتشيه في ظل إجراءات أمنية مشددة من جانب الجيش والشرطة وتقتصر فقط على بضعة أماكن بباندا أتشيه،
والتقت ميجاواتي مع الزعماء الدينيين والزعماء المحليين ونواب بالبرلمان المحلي غير أنها لم تلتق مع ممثلي حركة أتشيه الحرة التي رفضت زياراتها بوصفها مجرد خدعة دعائية،
يذكر أنه من المنتظر أن تبدأ حكومة جاكرتا وحركة أتشيه الحرة في إجراء محادثات سلام جديدة في وقت لاحق هذا الشهر،
|
|
|
|
|