| الريـاضيـة
* حوار:عبدالعزيز العبيد
يفرض العمل نفسه دائماً ويقدم صاحبه.. وضيف الجزيرة خدير عبدالعزيز «جزائري» من هذه النوعية فأرقامه تتحدث عنه واستضافتنا له في «الجزيرة» لم تأت من فراغ ..«خدير» ومن خلال عمله ساهم في ابراز النتيف والخوجلي ودعم الرياضة السعودية بعدة حراس صغار في السن انضموا للمنتخبات السعودية للدرجات السنية المختلفة كسعيد الحربي وخالد الغامدي وطارق الحرقان وآخرين سيكتشفهم العرين الشبابي في السنوات القادمة.
* متى بدأت علاقتك بتدريب الحراس؟
في البداية كنت حارساً في أحد أندية عنابة وهو الذي شارك في آخر بطولة عربية بالرياض وكنت قبل ذلك أدرس في كلية التكنولوجيا بالعاصمة الجزائرية تخصص كرة قدم وتخصصت في تدريب الحراس سنتين دراسة أكاديمية وتعد السنوات الثلاث الأولى دراسة عامة عن كرة القدم قبل التخصص وكان أكثر مدربي حراس المرمى في الجزائر من روسيا حيث كانوا يعدون علماء متخصصين في كرة القدم وكانوا يلقون محاضرات في الكلية التي أدرس بها اضافة إلى متخصصين من فرنسا لتدريب علم حراسة المرمى واستفدت من هؤلاء المعلمين الشيء الكثيرة خصوصاً أن تعليمهم كان ايجابياً مع تطبيقات في الأندية أوقات التمارين ونظرياً أثناء الزمن الدراسي.
* ومتى بدأت العمل بالمملكة؟
في عام 94م مع نادي الاتفاق وكان المدرب آنذاك السعودي القدير خليل الزياني وعملت ثلاث سنوات في الاتفاق أبرزت بعد فضل الله تيسير النتيف الذي كان حارس «مدرجات» فهو لم يكن يلعب وكانت لديه عزيمة قوية وبعد أول سنة اختير للمنتخب الأولمبي وبعد عمل متواصل اختير للمنتخب الأول في السنة الثانية والحمد لله على ذلك. بعد ذلك عملت مع نادي الشباب ثلاث سنوات في درجة الشباب واستطاع سعيد الحربي أن يشارك في كأس العالم للشباب بنيجيريا ثم ذهبت للنصر الموسم الماضي وعملت مع محمد الخوجلي أربعة أشهر وأعتقد أنه استفاد مني كثيراً خلال تلك المدة وكنت أقول له بأنك متمكن وعلى مستوى عالٍ وبإمكانك الوصول لأكثر مما وصلت إليه الآن بشرط أن تلتزم بالانضباط في التمارين والأكل وجميع أمور حياتك وقلت له أيضاً : ستكون أحد أفضل الحراس السعوديين.
* سبق للخوجلي أن أشاد بقدراتك وبأنك من أوصله لما هو عليه الآن؟
الحمد لله، ولكن الخوجلي فاجأني بصراحة وكان يقال لي بأن الخوجلي لا يتمرن وبأنه كسول ولكن ما شاهدته في الأربعة أشهر غير ذلك فهو يحضر قبل التدريبات بساعة ويمارس برنامج حديد وآخر للتقوية والجمباز وكان متفاعلاً كثيراً وقال لي البعض في تلك الأيام إننا لأول مرة نشاهد الخوجلي يأتي قبل ساعة من التمارين وها أنتم تشاهدون الخوجلي حالياً وما هو مستواه.
* ولماذا لم يبرز الخوجلي قبل وصولك؟
لا أعلم عن ما حدث قبل مجيئي وما وجدته عند حضوري هو أنه كان بحاجة لمن يتقرب منه ويصبح اضافة إلى مدرب صديقا أيضاً ويعرف مشاكله وبسبب عصبية الخوجلي كان يجب أن يكون للتعامل السيكيولوجي دور في ذلك وأقصد بعصبيته أنه كان يريد تنفيذ كل شيء وقت التمرين وهذا لا يصح فالحارس يجب أن يعمل ما عليه لا أكثر من ذلك وأعتقد أن تقربي للخوجلي كصديق هو أكبر ما ساعدني على تطويره أكثر.
* ولماذا تركت العمل مع النصر؟
طلبت اعفائي لظروفي الخاصة وعندما تعاقدت معهم كنت مدرباً للناشئين والشباب وبعد وصولي للنادي تسلمت الفريق الأول وبعد ذلك مررت بظروف خاصة قدمت استقالتي على اثرها وانتهى كل شيء.
* عملت مع المدرب آرثر جورج أكثر من أربعة أشهر ما رأيك به؟
لا أحد يستطيع أن يضيف المزيد عن مدرب مشهور عالمياً ومعروف بل مرموق ولكن دعني أقول ما شاهدته ففي أول حضور له للمملكة كان يسأل جميع الناس عن كل شيء عن ظروف المعيشة والتقاليد، والعادات، وظروف اللاعب السعودي.. كان يسألني ويسأل الإداريين وجميع من يستطيع أن يفيده وبعد أن ألم إلماماً تاماً بالظروف التي تحيط باللاعب السعودي من كل الاتجاهات وخصوصاً ان المعيشة في المملكة تختلف عن أوروبا وحتى الدول العربية لوجود تقاليد لا يجب أن تتجاوز، وآرثر من جهته عرف هذه التقاليد ودرسها واعطاها قيمتها.
ثانياً آرثر جورج يملك شخصية قوية بمعنى الكلمة وهذه من الايجابيات لمدربي كرة القدم وهو لا ينظر لهذا اللاعب ما اسمه بل ما يمكن أن يقدمه داخل الملعب وهوما حصل في النصر فهناك أسماء خرجت من التشكيل الأساسي ومع ذلك وصل الفريق إلى أربع بطولات.
* ولكن قيل إنه مدرب متعال نوعاً ما وبصفتك كنت قريباً منه بسبب عملك معه هل كنت تجد هذه الصفة فيه؟
دعني أقول لك هو لم يكن مسلماً من حيث الديانة ولكنه يحترم جميع الأمور التي تتعلق بالدين الإسلامي احتراماً شديداً وإذا حان وقت الصلاة يرفض تأخير الصلاة بسبب التمارين بل العكس، وآرثر جورج تعلم التقاليد والدين في المملكة وهذا ما قربه أكثر للاعبين وساعده على أن يظهر عمله بصورة جيدة.
* وهل تتوقع نجاحه مع الهلال؟
بالتأكيد سينجح وذلك لأسباب عدة ومنها أن الهلال يملك لاعبين واحتياطا جيدين ودماء شابة أيضاً جيدة ستساعده كذلك ومثل ماحصل لنظرائهم في النصر سيحصل لهم نفس الشيء فكما ظهرت أسماء لم يعرفها أحد من قبل وبرزوا بعد فترة وإذا وجد آرثر جورج بيئة صحية للعمل ومحيط جيد فهو سينجح بلا شك .
* وما رأيك بالحراس السعوديين؟
بالطبع هناك حارس مرمى في القمة وبالطبع لن نتحدث عنه فمستواه يتحدث وهو حارس آسيا والعرب الأول «يقصد الدعيع». أما الحراس الآخرون فقد برز الموسم قبل الماضي تيسير النتيف والموسم الماضي برز محمد الخوجلي كما تابع الجميع وهذا أمر جيد وفي مصلحة الكرة السعودية وهو الذي سيمنح حراساً جيدين أكثر في المملكة.
وبالنسبة للحراس الآخرين فأعتقد أن بقية الحراس لا يرتقون لموهبة هذا الثلاثي الذي سبق أن ذكرتهم، وهل يا ترى أصبح اتجاه الموهوبين صغار السن إلى صناعة اللعب والهجوم، حتى لو كان يملك الموهبة في حراسة المرمى وأعتقد أن ذلك مرده إلى أنه عندما يفتح أي صحيفة سيجد الشهرة تتجه للمهاجمين وصنّاع اللعب ثم المدافعين ولاعبي الوسط وأعتقد أن هذا خطأ فادح.
* ألا تعتقد أن حسن العتيبي يملك مستوى جيد؟
هو حارس متميز ولكن أعتقد أن جلوسه في صفوف الاحتياط أضر به فمستقبله جيد وهو يملك الموهبة والرشاقة ويفتقد نوعاً ما للتوجيه، ولكنه أمر صعب على حارس أن يتطور وهو لا يلعب وأعتقد أنه كان قبل مجيء الدعيع في المنتخب وأتمنى له كل التوفيق.
* وماذا عن ضاري؟
شاهدته عندما كان في التعاون لقد كان مستواه كبيراً في ذلك الوقت وبعد انتقاله للهلال اختفى تماماً ولا أعرف ظروفه ولكن لاحظت زيادة واضحة في وزنه قبل فترة.
* وماذا عن حراس الشباب؟
لدي راشد والحربي والحمدان وهم حراس جيدون مع مزيد من العمل وأيضاً هناك حارسا ينتظرهم مستقبل أكثر من جيد في شباب النادي وهما خالد الغامدي وطارق الحرقان اللذان انضما للمنتخب السعودي في الدرجات الدنيا «ناشئين، شباب».
* ما هي أبرز سلبيات الحارس السعودي؟
لا أقول سلبيات ولكن أغلبية الحراس خارج الثلاثة الأفضل الذين ذكرتهم من ناحية القوة البدنية ليسوا جيدين وهي مشكلة لدى الحراس العرب عموماً وهو أمر يقلل من هيبة الحارس أمام من يواجهه و60% من حراس المملكة لا تساعدهم اجسادهم على متطلبات هذا المركز وأنا أقول لماذا لا نصنع مثل أوروبا ونبحث عن الصغار الذين يملكون امكانيات بدنية عالية وقدرة جسدية ونحببهم بمركز الحراسة وفي حال وجود مواهب فهو أمر سيكون عظيم عندما يكبرون ويجب ألا يكون تفكيرنا متوقف عند محمد الدعيع فسيأتي اليوم الذي يعتزل فيه محمد ولكن الكرة لن تعتزل.. يجب أن نفكر في الجيل الجديد ونبحث جيداً حتى نجد مستقبلاً أفضل.
* وما هي أفضل المدارس التدريبية عالمياً؟
في الستينات والسبعينات كانت المدرسة الروسية هي الأفضل وبعد ذلك ظهرت المدرسة الألمانية والتي استمرت وقتا طويلا وقرأت عنها بأن في ألمانيا كان هناك كشافون خاصون بحراس المرمى يجوبون ألمانيا طولاً وعرضاً ويبحثون عن صغار السن ذوي الأجساد القوية والبنيات الضخمة والتي أيضاً تضم في جنباتها نسبة من الموهبة ويعملون معهم جيداً تلاحظ أن الألمان دائماً ما يظهرون حراساً على مستوى عال حتى الآن وان كان في اعتقادي أن المدرسة الايطالية مؤخراً أصبحت متفوقة وذات كفاءة كبيرة ونادراً ما تجد نادياً ايطالياً لا يملك حارساً جيداً، فهم شاهدوا المدارس المختلفة في أوروبا ودمجوا بعض المدارس مع بعضها واضافوا عليها أسلوبهم.
ولاحظت خلال أشرطة الفيديو الخاصة بالاسلوب الايطالي بأنها مدرسة قوية ولها طابعها الخاص.
* وماذا عن الاعتماد على المدرسة البرازيلية في حراسة المرمى؟
الكرة السعودية اهتمت بالمدرب البرازيلي كمدرب أساسي والمدرب البرازيلي عندما يحضر للعمل يأتي بطاقمه كاملاً وصحيح أن اللاعب السعودي استفاد من مدربي البرازيل ولكن حراس المرمى يعدون على الأصابع ولا أقول ان مدربي الحراس البرازيليين فاشلون ولكن أرى الأوروبيين أفضل.
* وما هي أهم المواصفات الجيدة في المدرب؟
هي مهنة متعبة جداً ولكن أهم الشروط أن يكون المدرب غير كبير في السن حتى يكون هناك حركة وقوة. ثانيا الشخصية القوية والحازمة والتعامل الجيد مع الحراس ولن يفهم الحارس سوى حارس آخر لأنه عاش نفس الأوضاع والحالات التي يمر بها حراس المرمى الذين يدربهم، والمدرب الجيد هو الذي يعرف كيف ينسق مع المدرب الأساسي للفريق وكيف يقسم عمله جيداً، فهناك مراحل للتدريب فهناك عدة تمارين ونوعيات مختلفة من التمارين وهناك مراحل أساسية، سيكيولوجية، ذهنية، بدنية، تكتيكية، تقنية، ومسألة التدريبات في عهود ماضية بأن ترص الكرات أمام المرمى وتبدأ عملية التسديد فقط قد انتهت وولى زمانها فالحارس الآن يجب أن يتمرن على ما سيواجهه في المباراة فعلاً.
* سؤال أخير سبق ان تلقيت عرضاً من الهلال عام 1419ه ولكنك لم تعمل هناك لماذا؟
طالب بخدماتي آنذاك المدرب السعودي خليل الزياني لمعرفته التامة بي عندما عملنا معا في نادي الاتفاق ولكن الخطاب الذي وجّه لإدارة الشباب جاء بأسلوب مخالف وأنني أنا من عرض نفسه على الهلال وهو أمر غير صحيح ورفضت العرض وخصوصاً أنني أجد معاملة أكثر من رائعة من رئيس نادي الشباب الأمير خالد بن سعد.
|
|
|
|
|