| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة، ، بعد التحية:
كعادته كاتب «الجزيرة» القدير الأستاذ حمد القاضي لا يكتب إلا الرائع والثمين والمقروء والمقبول من الجميع كونه صاحب إبداعات وكتابات واقعية ومفهومة،
لقد تطرق أستاذنا العزيز في عدد «الجزيرة» رقم 10566 ليوم الأحد 14/6/22 في الزاوية (جداول) عن مرض العصر (الجوال) ذاكراً العديد من سلبياته وموضحاً لإيجابياته القليلة،
وما دام الحديث عن الجوال يطول ويطول كانت لي هذه الكلمات: يسيء الكثير منّا استعمال الجوال متناسياً أنه أحد أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية «وقانا الله وإياكم» ومتناسين تلك الذبذبات وقوتها على الأذن، ولا أدل على قوتها وتأثيرها إلا قدرتها على تحريك الجهاز عند الاهتزاز!!،
لقد غزا (الجوال) واستولى وسيطر على الغالبية العظمى بفضل تلك التحركات الجرئية من الشركة عندما راوحت بين الأسعار وقامت بتغييرها مع تغير «فصول السنة» فبعد أن كانت الأسعار تبدأ برسوم الخدمة بمبلغ 000، 10 ريال خفضت لـ500، 3 ريال مروراً بـ800، 1 ريال وعبورا إلى 800 ريال ونزوحاً لـ500 ثم 400، ، ولا زال هناك من ينتظر!، ، ناهيك عزيزي القارىء عن الرسائل (ولا نغفل أنه هناك رسالة بتقرير وأخرى بدون تقرير)!! والفارق 10 هللات فقط، مع الملاحظة أن الرسالة جاهزة دوماً للانطلاق حتى لو كان الرقم المطلوب قد تم فصله أو الغاؤه أو أي رقم لا يمت للاتصالات بصلة فهي (الرسالة) قد بيتت نيتها وأعلنت جاهزيتها للانطلاق!،
وحتى لا ابتعد عن موضوع كاتبنا حول تأثير (الجوال) على العادات الاجتماعية أقول إنه بالفعل يحدث هذا (الجوال) تغيراً واضحاً على الكثير، يشغله عن من هم حوله، ويمنع صاحبه من أدب الاستماع للمتحدث حين تقاطعه مكالمة، والأشد من ذلك والأدهى أنه مع بعض مستعمليه - هداهم الله - قادهم ويقودهم ويعوّدهم على «الكذب» مع الأسف، ، فيكفي أنك الآن في أول المكالمة عندما يتصل بك أحد ما سيبادرك بالسؤال: وين أنت هلحين؟! أو يختصرها: «وينك»؟ ومع هذا السؤال التطفلي - أحياناً - يلجأ الآخر لـ«تصريف» صاحبه، ويعود ذلك للعلاقة القائمة بينهما ومدى حاجته له أو محاولة التخلص منه!؟،
إن الجوال مع الأغلبية أصبح كـ(السبحة)!!
لا ينزل من يديه أبداً، ومع آخرين باتوا يحملونه في مناسباتهم ليس هو فحسب، بل وبأيديهم وجيوبهم ما تبقى من اكسسوارات (شاحن كهربائي - شاحن سيارة - سماعة، ، ، إلخ)!!،
وخلاصة كلامي أن هناك بعض الأمور لا ينبغي السكوت عنها، فهي تحز بالنفس، فالمأمول أن نرى الملصقات واللوحات الإرشادية في كلّ من المساجد - المنابر - مع كتابة العبارات التي توجه المواطنين وتذكرهم بأهمية اقفال الجوال والتفرغ للعبادة،
ختاماً أسأل الله أن يهدينا جميعاً ويقينا سلبيات هذا الجوال من صحية ومادية واجتماعية وذلك بالترشيد من المكالمات قدر الإمكان وبث الهدوء بعيداً عن تلك «النغمات» التي أدمنها الجميع،
وفّقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه مع أحلى وأغلى تحياتي للقراء الكرام،
حمود اللحيدان
حائل
|
|
|
|
|