| عزيزتـي الجزيرة
نعم الجوال كاد يقتلني ولكن هذه المرة ليس عن طريق ما يصدره من اشعاعات وما يسببه من أمراض.. ولكن لي معه قصة أخرى:
«حين خرجت من مدرستي في مركز الأضارع التابع لمنطقة الجوف.. سرت على الطريق السريع عائداً إلى مدينة سكاكا.. وتحدثت مع نفسي عن همومي وآمالي.. وبينما أنا أقلب الأفكار شمالاً وجنوباً إذ بجرس الجوال يناديني.. أخذته وأجبت المكالمة، فإذا به صديق لم يجد من الأعمال المهمة سوى (المهاترات) على الجوال!! كنت مجبراً على التجاوب معه في طرائفه (القديمة جداً) وأثناء سيري في الطريق وانسجامي مع المكالمة، لم أجد نفسي إلا عاكساً خط السير السريع ومشيت مسافة طويلة بعكس الاتجاه دون أن ألاحظ الخطر الكبير الذي أمر به، سرحت كثيراً ولم أعد أشعر بما يدور حولي، وبعد فترة لم أنتبه إلا وناقلة كبيرة أمامي تطلق (البواري) المتلاحقة خوفاً عليَّ من طحني تحت قوتها العظيمة.. حدث ما حدث والأخ لا يزال (يقهقه) ولم يشعر بما شعرت به من الخوف والرعب على حياتي التي لن تتعدى لحظة نهايتها.
هذا الأمر جعلني أقول في نفسي، أيهما أهم (الحزام أم الجوال؟) وبعد حسابات طويلة وصلت - برأيي الشخصي - إلى أن عدم ربط الحزام فيه ضرر شخصي على السائق أو الراكب فقط، ولكن بالجوال قد أعمل على وقوع حادث يودي بحياة كثيرين مرة واحدة.. وبالتالي لابد من تطبيق مخالفة تحت مسمى (مكالمة جوال) والتشديد على تطبيقها وبأسرع وقت.. وهذا الأمر لا يلغي أهمية حزام الأمان، ولكن الأولى ما يحدث الضرر على الجماعة قبل الفرد، أعلم أن هذا الكلام سيغضب كثيرين ولكن أدعوهم للتفكير السليم والمنطقي، ودراسة الموضوع من جوانبه المتعددة، مع العلم أنني أول من سيستلم قسيمة المخالفة بجدارة واستحقاق.. وصدقوني ليس هناك ضرورة للحديث في السيارة، ولن ترحل الأرض من مكانها لو تأجلت المكالمة مدة وجيزة حتى الوصول أو النزول أو حتى الوقوف على جانب الطريق.. فيا أخي الحبيب:
بعد أن كاد الجوال أن يقتلني، أقول لك مع الحب والتقدير لا تعرض حياتك وحياة الآخرين للخطر مـن أجل (مكالمة جوال)..!!
جميل فرحان اليوسف
|
|
|
|
|