|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة: بعد التحية:
كنت متردداً كثيراً حول الكتابة لسبب واحد وهو لعل أن يقوم كاتب كبير له قيمته في المجتمع أن يكتب حول هذا الموضوع، ولكن لم يأت أحد حتى الآن فقررت الكتابة حتى لا أكون راضيا بما قيل، والموضوع هو ما قام به أحد المسؤولين في برنامج (وجهاً لوجه) التلفزيوني في الحلقة الخاصة عن المياه بقوله بأن أفضل طريقة لاسترشاد المياه هو زيادة الأسعار على المواطنين،
وهذا مخالف لحرص ولاة الأمر حفظهم الله على رفاهية المواطن السعودي وتوفير سبل العيش الرغيد له، وتأكيداً على صحة كلامي تصريح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قبل فترة في مؤتمر صحفي: أن الدولة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تفرض ضريبة على المواطن في جميع الخدمات وهذا ليس من طبع هذا البلد الذي يحرص على رفاهية شعبه، إلا أن ما يحز في النفس ويضيق به الصدر أن يأتي مسؤول في برنامج مباشر ويخالف كلام ولاة الأمر ويقول إن وزارة الزراعة والمياه رفعت توصية إلى مجلس الشورى لزيادة تعرفة استهلاك المياه، وحجته حتى لا يكون هناك إسراف وتبذير وخسائر، ، ودليله على صحة كلامه أن شركة الكهرباء لاحظت زيادة استهلاك الكهرباء والأحمال فقررت زيادة الأسعار على المواطن، ويضيف وبعد الزيادة أصبح هناك انخفاض وبدأ يحس المواطن بقيمة هذه الأشياء عند زيادة الأسعار،
ولنسأل هذا المسؤول الذي يطالب بزيادة الأسعار هل تعلم أن طبقات المجتمع السعودي ليست واحدة؟، ، أي من ذوي الدخل العالي حتى تطالب بزيادة الأسعار عليهم التي تخالف توجيهات الدولة التي تحرص أشد الحرص على رفاهية شعبها، وتعرف الدولة أن هناك أسراً لا تستطيع الوفاء بجميع مستلزمات الحياة اليومية،
إن المواطن يستطيع أن يستغنى عن الهاتف وعن الجوال وعن أشياء كثيرة لكن عن الماء عصب الحياة، فهذا شيء مستحيل، ، والدولة لن تعجز عن توفير المال لكل مواطن بسعر معقول لأن لديها إمكانات مادية وبشرية وهي قادمة لتنفيذ المزيد والمزيد من مشاريع المياه،
ويعلم الجميع أنه عندما يتجاوز استهلاك المواطن السعودي للمعدل العالمي فهذا ليس بغريب ولا يمكن أن نضع معدل استهلاكنا بمعدل استهلاك المواطن في أوروبا وأمريكا،
فنحن نستخدم الماء في اليوم خمس مرات لأداء الصلوات وكذلك للاستحمام وغيرهما، ولم نستخدمه في غسيل السيارات وسقيا الأشجار،
إن فرحتنا بصدور قرار مجلس الوزراء بإنشاء وزارة مستقلة للمياه التي سوف تتطور مشاريع المياه لدينا صدمت بفكرة هذا المسؤول الذي يطالب في برنامج تلفزيوني بزيادة الأسعار،
يا أخي لترشيد استهلاك المياه ليس بزيادة الأسعار وإنما بأشياء كثيرة جداً يأتي في مقدمتها الناحية الإعلامية التي لها دور كبير لأن جميع شرائح المجتمع تنظر له،
كما أن تحسين وتوفير الخدمات بشكل أفضل يجب أن يكون من حلول ترشيد استهلاك المياه، كما أن تعاون المواطن باستخدام المياه في حدود حاجته وعدم الإسراف يأتي ضمن برنامج طويل للحد من تفاعل هذه المشكلة، ،
وغير هذا كثير من المقترحات التي يجب أن تطرح لمعالجة هذا الوضع،
تركي الصالح
البدائع
|
|
|
|
|
