أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th September,2001 العدد:10573الطبعةالاولـي الأحد 21 ,جمادى الآخرة 1422

الاخيــرة

وتاليتها ...!
ا.د. هند ماجد الخثيلة
التغيير عامة أمر ضروري كي تستقيم الحياة وتأخذ طريقها إلى تطوير وتحديث شؤونها المختلفة، والتغيير الإداري خاصة يكتسب ضرورته من هذا الأساس، وهو ظاهرة تختلف باختلاف الحاجة إليه، والتقديرات التي تفرض إحداثه من آن لآخر.
المشكلة لا تكمن في التغيير كمعنى، لكنها تتعلق بأسبابه والدوافع التي تقف وراءه قبل كل شيء. ولعل أهم الأسس التي يجب أن ينطلق منها هذا التغيير هو الأهداف التي ينظر إليها من خلاله، ومدى مناسبة المتغير الزماني والمكاني لحدوثه.
ان التغيير ليس هدفاً في حد ذاته ولم يكن كذلك أبدا، لكنه أسلوب بل وسيلة للوصول إلى هدف منشود لم يتم التوصل إليه من خلال الوسائل السابقة على هذا التغيير بما في ذلك القائمين على تطبيق تلك الوسائل. وعليه فإنه لا بد وأن يتوفر لهذا التغيير العوامل الضرورية لنجاحه مع الأخذ بعين الاعتبار مواطن السلب والإيجاب في الفترة السابقة.
إن أهم مشكلة تواجه التغيير الإداري لأية مؤسسة هو ترسخ قناعة خاطئة في كثير من الأحيان، بأن أول تطبيق عملي لهذا التغيير يكمن في التخلص من الإدارة السابقة خاصة أن ذلك يدخل ضمن مشروعية التوجه الإصلاحي الذي يسبق التغيير، وربما كان من الشروط التي يضعها أولئك الذين يأتي بهم هذا التغيير إلى الواجهة الإدارية.
ولو أن مثل هذا الإجراء يصدق ويعطي ثماره لقلنا إنه حق بل ومتطلب لا بد منه، إلا أن الملاحظ على غالبية التغييرات الإدارية هو انتهاؤها إلى ما انتهت إليه سابقتها، وان محاولة الإنقاذ التي أريدت في هذا التغيير قد فشلت تماما، أو تركت الباب مفتوحا على مصراعيه أمام التكهنات على مصير هذه المؤسسة أو تلك خاصة بعد التضحية بإدارتها السابقة الملمة بمشكلتها والتي هي على اطلاع على أسبابها، وربما كان لديها بعض التصور لسبل علاجها، والذي لم تحاول الإدارة الجديدة حتى مجرد الاطلاع عليه أو الاستماع إلى سابقتها عن الوضع العام والمحاولات السابقة، والسبب في ذلك قد يكمن في العداء المسبق غير المبرر الذي يتولد بين الإدارتين لحظة صدور قرار التغيير.
والأهم من ذلك كله أن القادمين الجدد تأخذهم هالة المنصب ونشوة التعيين بعيداً عما هو أهم من ذلك بكثير وهو البدء بدراسة الوضع العام للمؤسسة بأسلوب علمي واعٍ، وفهم الأهداف، والربط بينها وبين الهدف من التغيير نفسه ودوافعه. وذلك يقتضي بالضرورة امتلاك المهارات الإدارية اللازمة، وحسن التصرف مع بعد النظر، والقدرة على الإبداع الإداري من خلال فن القيادة المتناسب مع المنصب الإداري المحدد. ليس كل تغيير ناجحاً، فكم من المؤسسات انهارت نتيجة للتغيير لا أكثر، تماماً مثلما فشل الكثيرون رجالاً ونساءً وانهاروا عندما غيروا في حياتهم رغبة في التغيير لا غير «فما استطاعوا أن يكونوا حماما، وما قدروا أن يعودوا غربانا» ... وتاليتها؟!!
HendMajid@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved