أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th September,2001 العدد:10573الطبعةالاولـي الأحد 21 ,جمادى الآخرة 1422

سلع واسواق

في حوار خاص لـ «الجزيرة »مع المهندس علي الخويطر:
دراسة أكثر من «60» مشروعاً بلغت تكاليفها الإجمالية ما يقارب ألفاً وخمسمائة مليون ريال
* حوار : م. خالد السليمان:
اكتسبت الهندسة القيمية اهمية خاصة في السنوات الاخيرة نظراً لثبوت جدواها على المشروعات الانشائية وللنتائج الايجابية التي تحققها من حيث خفض التكاليف الكلية وتحسين مستويات الجودة والأداء.
ولذا بادرت بعض الجهات الحكومية الى انشاء برامج للهندسة القيمية كان في مقدمتها وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وحرصاً على تطبيق هذا المنهج على مشروعات الوزارة فقد بادر المسؤولون فيها الى تأسيس برنامج الدراسات القيمية في وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج لتحقيق الأهداف المنشودة والمحافظة على الموارد المالية والبشرية والعمل على تطويرها.
ومعنا في هذا الحوار المهندس علي بن محمد الخويطر مدير الدراسات القيمية بالوزارة ليحدثنا عن تجربة وزارة الشؤون البلدية والقروية والذي تحدث عن بداية التجربة وأهدافها ومهام البرنامج وخطة عمله ومراحل الدراسات القيمية والانجازات التي تحققت من تطبيقها وايجابيات التطبيق وسلبياتها واخيراً التوصيات وبدون اطالة نترككم مع نص الحوار:
* من سلبياتها عدم القناعة التامة لدى البعض بجدوى الهندسة القيمية والنتائج التي تنتهي إليها
* يجب المبادرة في إنشاء برامج للهندسة القيمية لدى الجهات المختلفة
* بدايةً لو تحدثنا عن بداية التجربة وتاريخ انشائها في وزارة الشؤون البلدية والقروية؟
تجربة وزارة الشؤون البلدية والقروية في استخدام وتطبيق مفهوم الهندسة القيمية على مشروعاتها المتنوعة قامت على اساس التخطيط السليم والمنهجية المتميزة هذه التقنية ودورها الفعال في الاستفادة من الموارد المالية والبشرية.
وقد اثبتت الدراسات والتجارب السابقة للآخرين مدى اهمية الهندسة القيمية وتطبيقاتها في ترشيد الانفاق وتحسين مستوى الأداء الوظيفي مع المحافظة على الجودة لعناصر المشروع.ومن هذا المنطلق فقد ادرك اصحاب القرار في الوزارة اهمية ادخال برنامج الدراسات القيمية ضمن استراتيجية وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج للاستفادة من تقييم المشاريع الحالية والمستقبلية والعمل الدائم على تحسينها والرفع من مستواها الوظيفي من خلال طرح بدائل مناسبة لتحقيق ذلك، ولقد زادت قناعة الوزارة ممثلة بوكالة التخطيط والبرامج برسم منهجية واضحة لتطبيق برنامج الهندسة القيمية بعد ان لمست التجارب الناجحة لبعض القطاعات الحكومية والخاصة بالمملكة وقد امكن للوزارة استقطاب فريق من المختصين السعوديين ومن حملة القيمية الموثقين «CVS» لادارة هذا البرنامج.
وأنشئ برنامج الدراسات القيمية كأحد البرامج التي تنشئها وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج لمساعدتها في تأدية مهامها المنوطة بها في غرة محرم عام 1415ه وسعت وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج منذ مدة بادخال بعض النشاطات بهدف رفع وتحسين الأداء والكفاءة وكان ابرزها انشاء برنامج للدراسات القيمية ضمن خططها الاستراتيجية لتكون اداة للمساعدة في تحليل وتقييم بعض المشاريع المقترحة في ميزانيات الامانات والبلديات التابعة للوزارة للتأكد من ان التكاليف المطلوب اعتمادها تحقق متطلبات ووظائف تلك المشاريع وتبعاً لذلك تم استقطاب فريق عمل متخصص للقيام بذلك ويشرف على الفريق مهندسون سعوديون ممن يحملون درجات التخصص في الهندسة القيمية موثقة من الجمعية الدولية لمهندسي القيمية.

ولقد روعي ان يرتبط البرنامج بأصحاب القرار في الوزارة وذلك لمزيد من الدعم المادي والمعنوي له وتوفير الحرية والمرونة في عمل البرنامج.

* لتطبيق برنامج الهندسة القيمية في الوزارة دون ادنى شك أهداف تسعى لتحقيقها فما هي في نظرك هذه الأهداف؟
هناك أهداف بارزة قام عليها هذا البرنامج والتي يأمل المسؤولون في تحقيقها على النحو الآتي:
1 الحاجة الى ضبط الانفاق في المشروعات الكبرى.
2 اللجوء الى بدائل افضل وذات تكلفة اقل.
3 الرغبة في تحسين كفاءة انتاج الخدمات والمنافع وهو ما تسعى إلى تحقيقه أهداف واستراتيجيات خطط التنمية الخمسية للدولة.
4 تقييم ومراجعة الأعمال الهندسية وذلك فيما يلبي المتطلبات والوظائف الاساسية للمشروعات ضمن اسس ومعايير اقتصادية وكذا مواكبة التقدم في التقنيات والنظم الحديثة.
5 الرغبة في التخلص من التكاليف غير الضرورية.
6 الاستغلال الامثل للموارد والامكانات.
7 حل منظم للمشاكل الفنية للمشروعات.
8 تدريب الكوادر السعودية المؤهلة للاستفادة من الطاقات والموارد البشرية من مهندسين سعوديين فقد هدفت الوزارة لوضع منهجية لتدريب هذه الكفاءات على مثل تلك التقنيات وذلك من اجل توطينها واستمرار تطبيقها على الأعمال الهندسية ونحوها.
* لأي برنامج منهجية وخطة عمل ومهام يسير على ضوئها فما هي مهام برنامج الدراسات القيمية في الوزارة وخطة العمل الذي يسير وفقها؟
من ابرز مهام البرنامج والتي يسير برنامج الدراسات القيمية على ضوئها اولاً اجراء الدراسات القيمية للمشروعات المعتمدة في ميزانية الوزارة للنظر في امكانية تنفيذها بأقل التكاليف الممكنة مع المحافظة على الخدمات الاساسية ومستوى الأداء والجودة المطلوبين وكذلك دراسة وتقييم المشروعات التي لها صفة الاستمرارية مثل مشروعات التشغيل والصيانة والنظافة والري والتشجير ونحوها اضافة لعمل تقديرات التكلفة لميزانية المشروعات ومقارنة البدائل الاقتصادية المختلفة لتنفيذها أضف الى ذلك اجراء دراسات قيمية في مجالات العمل الأخرى ادارية أو مالية أو استثمارية ونحوها باستخدام أسلوب الدراسة القيمية والذي يقوم علي طرح المقترحات والبدائل لرفع مستوى الأداء والجودة واخيراً القيام بالتدريب على تقنيات الهندسة القيمية بهدف نشرها والتوسع في تطبيقها داخل الوزارة وخارجها.اما فيما يخص خطة العمل فهي تخضع لدراسات يقوم بها البرنامج على المشروعات لخطط ومنهجية ثاتبة وفقاً لاسلوب الهندسة القيمية يبدأ من الاسس التي يتم عليها اختيار المشروع للدراسة وهي على النحو التالي:
1 اجراء الدراسة القيمية علي المشروعات للتخلص من التكاليف غير الضرورية الناتجة عن تصاميم مفرطة في تحقيق متطلبات المشروع مع المحافظة على الوظائف المطلوبة ومستوى الجودة والأداء.
ب تقييم المشروع وظيفياً وفنياً واقتصادياً وموازنة التكاليف مع الوظائف المطلوبة للوصول الى القيمة.
ج دراسة المشروع قيمياً عندما لا تغطي المبالع المعتمدة للمشروع التكاليف اللازمة لتنفيذه للنظر في امكانية تخفيضه لمواجهة الاعتمادات المالية له دون التأثير عليه.
د العمل على تحسين ورفع جودة عناصر المشروع وتطوير ادائها بأقل التكاليف الممكنة.
وعندما يتقرر دراسة المشروع يتم تحديد فريق العمل المناسب لطبيعة المشروع وجدولة الدراسة القيمية ضمن فترة زمنية محددة.
وتتكون خطة العمل المنهجية للهندسة القيمية في ثلاث مراحل اساسية وهي كالتالي: مرحلة ما قبل الدراسة القيمية وفيها يبدأ فريق العمل بتجميع المعلومات اللازمة للدراسة والتأكد من اكتمال مستندات ووثائق المشروع واعداد النماذج المتبعة للتكلفة والمساحة والطاقة ونحوها.
مرحلة الدراسة القيمية: وهي ورشة العمل التي تجري فيها الدراسة القيمية وتنقسم الى ست مراحل اساسية وهي على النحو الآتي:
1 مرحلة المعلومات.
2 مرحلة تحليل الوظائف.
3مرحلة الابداع وطرح الافكار.
4 مرحلة تقييم الافكار والمطروحة.
5 مرحلة البلورة وتطوير المقترحات.
6 مرحلة اعداد التقرير والعرض.
واخيراً مرحلة ما بعد الدراسة القيمية: ويتم في هذه المرحلة عرض ومناقشة تطبيق المقترحات والبدائل التي خلصت اليها الدراسة والاطلاع على الفوائد والوفورات المتوقعة يلي ذلك متابعة تطبيق نتائج الدراسة ومناقشة اي معوقات او تعديلات عليها ومعرفة الاثر الذي احدثته الدراسة القيمية على المشروع.
* من خلال تطبيقكم في وزارة الشؤون البلدية والقروية لبرنامج الهندسة، ماهي في نظركم اهم النتائج والانجازات التي توصلتم اليها؟
قام البرنامج خلال الفترة السابقة بتحقيق الكثير من الأهداف المناطة به وبنجاح ملموس وتعتبر الانجازات التي حققتها الدراسات القيمية منذ تأسيس البرنامج وحتى الآن انجازات قياسية نسبة للفترة الزمنية فقد تمت دراسة اكثر من «60» مشروعاً بلغت تكاليفها الاجمالية ما يقارب الف وخمسمائة مليون ريال شملت مجالات عدة منها الري وصيانة المزروعات والصرف الصحي ومحطات المعالجة ومشاريع السيول وخزانات المياه والسفلتة والانارة ومباني لبعض الامانات والبلديات وخدمات ومرافق عامة بالاضافة للطرق والجسور وكان هناك عدة نتائج وايجابيات التي تحققت من الدراسات منها:
1 تحقيق الوفورات والتحكم في التكاليف.
2 تحسين مستوى الأداء الوظيفي وضبط الجودة.
3 الاستغلال الامثل للموارد والمحافظة على المكتسبات الوطنية.
4 تقبُّل فكرة البرنامج من قبل منسوبي الوزارة والجهات التالية لها.
ونظراً للنتائج الايجابية التي حققها البرنامج وفي فترة قياسية بدأت أهداف البرنامج تؤتي ثمارها وادرك المختصون في الوزارة مدى اهمية تطبيق برنامج الهندسة القيمية وماله من دور فعال ورئيسي في دراسة وتحليل وتقييم المشاريع وبالاخص في المراحل الأولى كما كان للدعم الذي يلقاه البرنامج من قبل المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير كان له الاثر الكبير بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في النهوض بما انيط به من واجبات وأهداف ولضمان الاستمرارية في تحقيق استراتيجيات الوزارة بشكل عام ووكالة الوزارة للتخطيط والبرامج بشكل خاص كما ان لموافقة معالي الوزير الرامية الى تطبيق الدراسات القيمية على مشروعات الوزارة التي تزيد تكلفتها عن 10 ملايين ريال سيكون له اثره الايجابي والفعال في تطبيق هذه التقنية على مشروعات الوزارة وسيدعم خطط البرنامج في اجراء الدراسات وتقييم المشروعات ومن هنا نأمل بأن يستمر هذا الشعور بأهمية تطبيق تقنية الهندس القيمية ووضعها لتنظيم معتمد على بنود الميزانية والدراسات كي يستمر فريق العمل في اداء واجبه.
* بما انكم من الجهات التي سعت لتطبيق الدراسات القيمية فما هي من وجهة نظرك الايجابيات والسلبيات من وراء التطبيق..؟
ايجابيات التطبيق كثيرة ومنها: أولاً اثبتت الهندسة القيمية انها اداة فعالة وبرنامج تقييم هندسي منتظم يتم استخدامه لتأكيد كفاءة الأداء الوظيفي وضبط التكلفة للمشاريع.
ثانياً مرونة التطبيق على مشاريع الوزارة بأنواعها المختلفة والتي اشتملت على مشاريع عدة.
ثالثاً قدرة الهندسة على تحقيق وفورات مالية كامنة في المشروعات من خلال اسلوبها المتميز في طرح الافكار والبدائل والتي ساهمت في خفض التكلفة الكلية للمشاريع ذات الميزانية العالية.
رابعاً: اهمية ارتباط برنامج الهندسة القيمية بأصحاب القرار وان يكون في بيئة عملية مناسبة تكفل وتدعم حرية الدراسة في الطرح والتقييم.
خامساً: اقتران التطبيق بالتدريب والتأهيل من خلال عقد حلقات وورش عمل وتدريب على رأس العمل يتم تنفيذه سنوياً.
سادساً: أسهم البرنامج بشكل فعال في ترشيد الانفاق على المشروعات التي تم دراستها وكذا في الاستخدام الامثل للموارد المالية والامكانات.ومن سلبيات وعوائق التطبيق ما يلي:
اولاً: عدم وجود تنظيم او حتى تشجيع يفرض تطبيقها على المشروعات بالنظر الى المردود الجيد لها والمحافظة على المال العام.
ثانياً: التردد في المبادرة في اتخاذ قرار التطبيق لدى الجهات المختلفة الثابتة للوزارة.
ثالثاً: الخوف من الاقتراحات والتعديلات التي تترتب عادة على دراسات الهندسة القيمية وكيفية التعامل معها.
رابعاً: عدم القناعة التامة لدى البعض بجدوى الهندسة القيمية والنتائج التي تنتهي اليها.
خامساً: عدم الاهتمام بتحقيق وفورات مالية على المشروعات.
سادساً: الوقت الذي قد تستغرقه الدراسة القيمية وتطبيق نتائجها والتأخير الذي قد يحدثه ذلك على مسار المشروع واعتماداته المالية.
سابعاً: قلة المؤهلين في تطبيقات الهندسة القيمية فالتأهيل احد متطلبات التطبيق الصحيح لاسلوب الهندسة القيمية.
* أخيراً ماهي التوصيات التي تراها تخدم برامج الهندسة القيمية وتطبيقاتها؟
من التوصيات الضرورية التي أراها:
أهمية الشعور بالامانة والمسؤولية حيال تنفيذ المشروعات بأقل التكاليف لترشيد الانفاق وحسن الاستغلال للاعتمادات المالية.
امكانية ممارسة الهندسة القيمية ضمن العملية الهندسية على المشروعات واعتبارها مرحلة من مراحل التصميم يقوم بها فريق التصميم نفسه أو فريق المراجعة الفنية للتصميم.
تشجيع المختصين في المجال الهندسي للالمام بتطبيقات الهندسة القيمية والتأهيل المهني.
الادراك بأن دور الدراسة القيمية هو استشاري فقط يقوم على تقديم المقترحات والبدائل لتنفيذ المشروعات بأقل التكاليف.
ايجاد التنظيم اللازم لغرض تطبيق الهندسة القيمية على حد معين من المشروعات لضمان تنفيذها بالتكلفة المناسبة ولعدم اخضاع مثل هذا الامر للقناعات الشخصية والمبادرات.
المبادرة في انشاء برامج للهندسة القيمية لدى الجهات المختلفة تعنى بتطبيقات هذه التقنية على المشروعات المختلفة والاستفادة من معطياتها والعائد منها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved