|
| الثقافية
المكتبات مراكز اشعاع وإنارة في المناطق والمدن وقيمة الكتاب ظاهرة للعيان منذ زمن بعيد وحتى يومنا الحاضر.
ألم يقل عروة بن الزبير عندما احترقت كتبه يوم الحرة (وددت لو أن عندي كتبي بأهلي ومالي)؟ وألم يقل علامة الجزيرة حمد الجاسر رحمه الله (حزنت لاحتراق مكتبتي اشد من حزني لاحتراق ابني)؟
الكتاب نقلة المسافر، وأنسة المستوحش، وزبدة الوصال وعقلة المستوفز. تلك مقدمة لما أريد الحديث عنها ألا وهي مكتبة بريدة العامة. وهي تتأهب للانتقال لمقرها الحكومي الجديد.
وكانت النواة الاولى لمكتبة بريدة عبارة عن مكتبة متواضعة ملحقة بالجامع الكبير ببريدة عام 1350ه قام بها عدد من مشايخ هذه المدينة وفي مقدمتهم الشيخ عمر بن محمد بن سليم رحمه الله وقد تولى ادارتها ومتابعتها ثم تبعه بعد ذلك الشيخ علي بن عبدالعزيز العجاجي رحمه الله واخيرا فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله وكانت المكتبة تضم أمهات الكتب الشرعية والعلمية والادبية. وفي عام 1375ه استقلت المكتبة العامة ببريدة عن الجامع الكبير في مبنى مستقل يقع شرق الجامع الكبير كان جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله قد جعله وقفاً عليها حيث واصلت رسالتها في خدمة طلاب العلم والباحثين وتابع الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله الاشراف عليها فأصبحت ملتقى لطلاب العلم والباحثين ومقرا لالقاء المحاضرات والدروس العلمية. وقد تم ضم المكتبة لوزارة المعارف في عام 1379ه عندما انشئت الادارة العامة للمكتبات، وهي من اوائل المكتبات التي تتبع الوزارة. اننا نتطلع لاشياء كثيرة عندما تستقر مكتبة بريدة في مقرها الجديد. مكتبة بريدة تحوي اكثر من 53980 كتاب. وهذا العدد جميل بيد ان الكتب معظمها بل كلها تراثية، ومنذ عدة عقود من الزمن لم تزود المكتبة بما يستجد من الكتب نأمل ان تتنوع المعارف لتلبي حاجة القارىء، وان تزود المكتبة بالاصدارات الجديدة والحديثة وبخاصة ما يتعلق بالفكر المعاصر مما هو سائد في الساحة الثقافية والشيء الذي يثير استغرابي انه لا يوجد في وزارة المعارف في الادارة العامة للمكتبات بند لتزويد المكتبات بالكتب..!!! اذاً من أين تزود المكتبات بما يستجد من الاصدارات..؟
والسؤال الذي يفرض نفسه ماذا عن مساهمة المواطنين والمثقفين والمؤلفين وحملة الاقلام واصحاب الاموال وغيرهم في امداد المكتبة بالكتب الحديثة وهل من الممكن ان تفتح المكتبة الباب لمساهمتهم او تدعوهم لذلك؟
إننا نتطلع لمواكبة المكتبة لتقنيات العصر الحاضر واستفادة رواد المكتبة من شبكة المعلومات (الانترنت) وتخصيص مكان في المكتبة لهذه الخدمة. كما نأمل انشاء موقع خاص بالمكتبة على الشبكة (الانترنت).
والتوسع في مكتبة الطفل اذ الاطفال هم رجال المستقبل اذ لابد من تنمية ملكة القراءة لدى الطفل وكذلك نأمل زيادة توفير المخطوطات لخدمة الباحثين والمحققين.
نأمل ان تكون مكتبة بريدة العامة على مستوى التطلعات لترضي المثقفين وعشاق الكتاب.
|
|
|
|
|
