| الفنيــة
كنت أسمع منذ مدة باسم الملحن محمد المغيص يتكرر هنا وهناك وفي أكثر من موضع ومع أكثر من اسم فني معروف.
ولم يأت تكرار ذلك الاستماع لهذا الاسم من فراغ بل لأن المغيص ملحن قدم أعمالاً مميزة بصوت فنانين كبار ولعل أشهرها كان مع الراحل طلال مداح والفنان محمد عمر إلا ان تلك الأعمال كانت بعيدة عن الإعلام في الوقت الذي كان فيه التطبيل لأعمال لم ولن تصل ولا لربع مستوى أعمال الملحن محمد المغيص.
في الأشهر الأخيرة اقتربت كثيراً من إحساس هذا الملحن وقبلها كنت أتمعن ماقدمه من أعمال سابقة سواء عن طريق الكاسيت بصوت من غنى له أو عن طريق ما أحصل عليه منه أو من المقربين له من البومات خاصة بصوته أو من خلال الظروف التي تجمعني به في جلسات خاصة كان العود هو رفيقنا فيها فوجدت ان لديه قدرات لحنية (عجيبة) و(رهيبة) لم ينصفها أحد من الفنانين بعد ليقدمها بالشكل الذي يتمناه إحساس المغيص وإحساس أنامله!! وقبل أشهر قريبة سعدت بتوقف فنان عربي كبير يملك الكثير من الإحساس ألا وهو التونسي لطفي بشناق أمام إحدى الروائع اللحنية للملحن السعودي محمد المغيص وكان ذلك العمل هو (دم الشهيد) وهو عمل يتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية وطلب بشناق مع سبق الإصرار غناء ذلك اللحن حيث شدا به لطفي بشناق بالإحساس الذي كان ملحنه يتمناه ان يصل به ولكن العمل الذي قدم كإهداء للقنوات التلفزيونية العربية لم يعرض سوى في قناة واحدة أو قناتين فقط!!
(الصدفة) وحدها لعبت دوراً كبيراً قبل أيام قليلة بأن جمعتني ولفترة اعتبرها طويلة (وقتياً) ولكنها (قصيرة) لجمالها مع هذا الملحن حيث جاورته لمدة عشرة أيام أثناء إجازتي في إحدى الدول العربية وكان من حسن حظي ان العود معه وإن كان قد رافقنا كذلك إيقاع الشاب صالح الغامدي وكلمات الشاعر الشاب فايز الوجيه لأستمع عن قرب على إحساس هذا الملحن بعيداً عن الضجيج والصخب الذي تبثه لنا موسيقى بعض الأغاني وإزعاج الملاهي الليلية فوجدت نفسي طوال عشرة أيام منزوياً معه في (ركنه البعيد الهادئ) يقدم لنا كل يوم لحناً جميلاً يبحث عن صوت جميل يتواضع ويحن للأغنية السعودية والأغنية العربية الأصيلة.. بل إنني استفدت كثيراً من جواره حتى عرفت وبكل صدق أموراً وأماني كثيرة نتمنى ان تتحقق لملحنين كبار لم يخفت إبداعهم ولكن الفنانين هم الذين تناسوهم وذهبوا يركضون خلف الصخب والضجيج!!
mukharesh105@hotmail.com
|
|
|
|
|