| المجتمـع
السيدة (منيرة.أ) ظلت تحمل طفلتها الصغيرة ردحاً من الزمن على شراب ادوية الكحة، وهي في حالة اصرار شديد على أن الصغيرة تعاني من (نزلة او انفلونزا)، وذلك لخوفها الشديد من كلمات (الربو) أو (الأزمة)، ومن حسن حظ الصغيرة أن قيض الله لها طبيبة متفهمة استطاعت اقناع الأم بأن هذا المرض ليس مخيفاً، ويمكن علاجه بالأدوية الحديثة.
د. صفاء العيسى استشاري امراض الاطفال وحديثي الولادة والاستشاري المحاضر بطب الأطفال وحديثي الولادة بجامعة ادنبرة ببريطانيا، واستشاري طب الاطفال وحديثي الولادة لمستشفى فكتوريا والمستشفى الملكي بادنبرة، يقدم لنا اعراض هذا المرض، وعلاجه.
تقول د. صفاء العيسى: اصبحت كلمة (حساسية صد ر) واحدة من المصطلحات الشائعة طبياً، وعند العامة ايضاً، نظراً لكثرة الحالات الموجودة، وزيادة اعدادها اضطرارياً في الآونة الأخيرة.
ويمكن القول بدون مبالغة أنه نسبة 15-20% من الأطفال الذين أقل من 3 سنوات قد تنتابهم حالة تحسس في القصبات في وقت من الأوقات، فما هو الفرق أولاً بين الحساسية والربو؟
حساسية القصبات والربو كلمتان لمعنى واحد اسمه (Asthma)، ولكن كلمة الربو لها مفهوم لا يسر سماعه من قبل الأهل، وفي نظرهم أنه مرض مخيف لا علاج له، وهذا ليس صحيحاً، بل الصحيح الآن أن كلا الحالتين لحالة طبية واحدة يمكن علاجها ومنع تكرارها، نظراً لتوفر الأدوية الحديثة لعلاج هذه الحالات.
نأتي أولاً لأسباب هذه الحالة:
- وراثية: وهذه قد تكون على شكل حساسية جلدية، حساسية من الأغذية، حساسية للأنف، الخ.. عند الوالدين وتنتقل إلى الطفل على شكل حساسية قصبات هوائية.
- تلوث الجو، مثل كثرة وجود دخان السجائر أو الشيشة أو البخور أو الاصباغ.
- وجود الحيوانات خاصة القطط والكلاب.
- حساسية من الغبار والتراب الذي يتواجد بكثرة على الستائر والفرش والموكيت والسجاد وعن اعراض الربو، أو الأزمة توضح د. صفاء العيسى بأن هذه الأعراض تتلخص في السعال، وخاصة أثناء الليل، أثناء الجري أو الرياضة، أو بعد البكاء،
وهذا السعال قد يأخذ وقتا طويلا لمدة ساعات، مما يعني أن هناك ضيقاً حادا أو شديدا في القصبات الهوائية.
وقد يصاحب المرض آلام في الصدر والبطن نتيجة لشد العضلات الصدرية والحجاب الحاجز، وفي الحالات الشديدة قد يكون هناك اعياء وتعب وارهاق، واخيراً قد يصل إلى مرحلة الازرقاق، وهي مرحلة متقدمة من المرض.
وقد تتواجد لدى الطفل ايضاً علامات تحسسية اخرى مثل الاكزيما، أو حساسية الأنف، وعادة ما تكون هناك حكة شديدة في الأنف نتيجة تحسس غشاء الأنف المخاطي.
وتؤكد أن مضاعفات المرض كثيرة إن تركت بدون علاج، منها تضخم الغدد اللحمية، واللوزتين، مع إجهاد نفسي وجسمي للطفل، ولقد أثبت الطب أن حالات حساسية القصبات يجب علاجها بسرعة، حتى لا تتفاقم مستقبلاً، وحتى ينتهي المرض بسرعة.
وبخصوص العلاج، قبل سنتين كان هناك عند عامة الناس التمنع الشيد من استعمال البخار، والبخاخات لعلاج حالات الحساسية عند اطفالهم، ولكن الآن بدأ الوعي الثقافي والصحي، وتفهم الأهل أن هذه الطرق هي الناجحة للعلاج.
فأولاً جرعات البخار هي قليلة، وثانياً مفعولها أسرع على القصبات وتوسيعها بسرعة، وقد يحتاج الطفل الى هذه الجرعات حتى ولو كان صغيراً جداً.
ثم ان هناك الآن أدوية وقائية ايضاً على شكل بخاخات وبخار تعطي الأطفال لفترة أشهر، فتعطي وقاية جيدة لمنع تكرار تحسس القصبات هذه.
وأخيراً لم ندخل في تفاصيل كثيرة حول هذا المرض الشائع، لكن نود أن نطمئن الأهل أن أكثر الحالات تتوقف عند سن معين 5-7 سنوات، والقليل الذين تستمر الحالة عندهم عند الكبر
|
|
|
|
|