|
| مقـالات
«لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس وراجعت فيه نفسك أن تعود عنه، فالحق قديم لا يبطله شيء، والرجوع إلى الحق فضيلة».
هذه الوصية الناصعة كناصية النور كانت إحدى علامات إرثنا الحضاري المبنيّ على الصدق والحق والعدل!.
لقد كانت هذه وصية الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لأحد قضاته!.
وكلما تذكرت هذه الوصية الرائعة بل هذا المنهج العظيم تساءلت.. لماذا تأخذ بعضنا المكابرة عندما يتبين لنا خطأً رأيناه ذات كتابة أو حوار فلا نرجع عن خطأ ولا نعود إلى صواب؟.
إن العودة إلى الصواب هي عنوان الشجاعة والصدق، بل إنها تحفز إلى التقدير والاحترام من الآخر بدلا من الإصرار على الخطأ الذي يأخذنا الحياء أو التعالي أو العناد عن العودة عنه!
ترى أيننا من الإمام أبو حنيفة رحمه اللّه الذي كان يرسل مناديا بالأسواق عندما يخطئ في فتوى فيقول: «إنني أخطأت في الفتوى»!
يا لهذه الشجاعة التي يفتقدها الكثيرون منا إن كتاباً أو خطباء أو فلاسفة أو معلمين أو أطباء أو موظفين أو غيرهم .
ليس مطلوباً منا عندما يتضح لنا صواب، أو يعتري رأينا خطأ سوى كثير من شجاعة نواجه بها بشريتنا التي تُملي علينا الاعتداد برأينا ولو كان خطأً بحجم جبل طويق..!
*****
لا تدفعوا للعيادات مقابل الملف
سعدت كثيراً بالتصريح الذي نشرته مديرية الشؤون الصحية بالرياض على لسان مديرها العام د. حمد المانع حول عدم نظامية دفع مقابل مادي لفتح ملف عند مراجعة طبيب عيادة خاصة.
ولقد كنت كتبت عن هذا الموضوع قبل فترة وجيزة تحت عنوان «بدعة الملف الصحي في العيادات الخاصة».
وحسناً فعلت الشؤون الصحية بالرياض عندما أوضحت الأمر للمواطنين الذين كانوا يظنُّون أن النظام يوجب دفع مقابل فتح ملف في ظل غياب ضمائر بعض أقول بعض أطباء العيادات الخاصة.
لقد كانت أغلب العيادات الخاصة تطالب مع الأسف عند أول زيارة فتح «ملف طبي» بمقابل مادي يصل أحياناً إلى «200» ريال.. كأتعاب لفتح ملف.. ملف «بريال واحد»..!
وها هو الآن اتضح الأمر وثبت أن هذا المبلغ ليس قانونياً ولا تقرُّه اللوائح ما عدا لوائح جشع بعض أطباء العيادات الخاصة.!
والآن على المراجع ألا يدفع شيئاً بعد اليوم مقابل فتح الملف بعد أن انكشف فعلاً أن المقابل المادي لفتح الملف هو بدعة.. كما كتبت سابقاً إذ لم يرد بنظام أو لوائح.!
******
الطلاب وفرج الإسكان الجامعي
ملأ الفرح نفسي عندما قرأت بدء استقبال مباني الإسكان الجامعية لطلاب الجامعة.. ذلك أنني كنت أحسست معاناة آلاف الطلاب القادمين من مختلف أرجاء المملكة للمدن التي تقع فيها الجامعات ولكن هؤلاء الطلاب لا سكن لديهم إذ إن أسرهم ومنازلهم موجودة في المناطق التي قدموا منها..!
ونحمد اللّه أن هذه المعاناة لم تدم طويلاً، فقد تم فتح باب الإسكان مقابل رسوم قليلة بالنسبة للإيجارات المرتفعة التي كان يدفعها الطلاب لاستئجار شقق للسكن فيها، حيث كانت هذه الإيجارات تلتهم مكافآت الطلاب، بل وتستدعي زيادة عليها، وها هي الآن بحمد اللّه تنتهي معاناتهم ويتوفر لهم السكن المريح في جامعاتهم وفي الموعد المحدد الذي حدده معالي وزير التعليم العالي قبل فترة وقد صدق فيما وعد وتحقق.
ولكم سعدت عندما رأيت من خلال ما نشرته صحيفة «الجزيرة» مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد اللّه الفيصل وهو يقص شريط الإسكان الجامعي بعد تجهيزه لسكن الطلاب.
وقد رأيت الفرحة والراحة على وجوه عدد من الطلاب بعد إعادة السكن لهم.
ولا بدَّ هنا من مبدأ أن نقول للمحسن أحسنت أن نقدم تحية صادقة للجهود التي تم بذلها من المسؤولين في وزارة التعليم العالي وفي الجامعات حتى تمت إعادة سكن الطلاب الذي هم أحوج ما يكونون له، وكان أكبر هدية لهم ولنا مع بداية عامهم الدراسي الجديد الذي هلّ علينا بالخير بحمد اللّّه.
*****
بين بحر وجبل وإنسان
في مدينة بحرية ظللت طويلاً أتأمل من شرفة أحد فنادقها مشهد ذلك الجبل الأشم يتربع بشموخ وسط مياه البحر الناعمة.
البحر برقة مياهه وانسيابها يحتضن الجبل بكل قوته وصلابته.!
تعالى اللّه..!
لقد عدت بعد ذلك أتأمل الإنسان بعد هذا المشهد.
إنه تماماً مثل البحر، فيه رقة مياهه، وفيه صلابة جباله.
في أعماقه خيرات كثيرة، وفي أعماقه أحياناً لهب متّقد مستعر.
إن فيه مدّاًً نحو الخير.. وفيه جزر إلى مراتع الشر.
|
|
|
|
|
