| مقـالات
لكل عمل أو فعل حاجة لأن يبدأ كفكرة تتبلور وفق أسس ومبادىء معينة تتدرج من الارتجالية حتى تصل الى أقصى الدرجات من التنظيم والبحث والدراسة، ووضع الخبرات، ومن ثم يأتي العمل على أرض الواقع ليثبت صحة الفكرة أو خطأها، وليوضح مدى فائدتها واهميتها وأهليتها للاستمرارية ولأداء المقصود من ورائها، أو الحاجة لتعديلها وتبديلها ووضع الخطط اللازمة لانقاذ الوضع.
وفي ظروف كثيرة يبدأ التنفيذ، وينتهي العمل الانساني ليبدأ العمل الانتاجي الذي تصادفه مصاعب عديدة، وتعتريه تحديات كثيرة، وكلها تمثل اوجها لسير الحياة ودوامها واستمراريتها، وهكذا فالانسان بحاجة للتفاعل معها باستمرار وبشكل مقنع وواضح وايجابي وفعال ومنتج، وبهذا تكون الاستمرارية نحو الأمام والاتجاه نحو النجاح هو السلوك السائد والعمل المطلوب، اما تجاهل هذه الحقائق فانه يوصل الامور الى دوامة لا خروج منها، ومستنقع لا مفر منه، ومأزق لا خلاص منه الا بالعزائم القوية والهمم الأبية والنفوس الزكية والقلوب الأمينة الصادقة المخلصة.
اننا نجد على الدوام ان الكثير من الذين يستلمون زمام الامور، ويتحملون وزر بعض المسؤوليات تجدهم يقبعون خلف مكاتبهم الانيقة وطاولاتهم العملاقة، ولا يدرون ما يدور حولهم وتحت ارجلهم وفوق رؤوسهم سواء فيما يتعلق بمؤسستهم او عمالهم او موظفيهم او العمل الانتاجي لديهم، والمصيبة الكبرى تكمن عندما يتعرضون لادنى تحد، واصغر مشكلة فانهم لا يعرفون الا صداع الرأس، وألم البطن، ووجع المفاصل، وارتفاع الضغط، واشتداد العصبية، وحدة المزاج، واسوداد الوجه، وظهور الغيظ والنزق، (والنرفزة) الى ما هنالك من صفات جرها اليهم كسلهم وجلوسهم بعيدا من حيث يجب ان يكونوا، اما القرار الصادر عن مثل هؤلاء فحدث ولا حرج، ويمكننا تخيله، انه قرار اللا قرار، وفعل اللا فعل، ومنطلق اللا منطلق، وعمل اللا عمل.
وكارثةٌ يوم اجتماعهم فهم لا يعرفون من الواقع الا لماما، وتنظيرهم بعيد عن الحقيقة ومجازفة بكل الحقائق وضحك ولهو ولعب، فلا الدراسات تنصفهم آنذاك، ولا الافكار تنقذهم ووضعهم بائس ميؤوس والمسكين من تعلقت اموره بقراراتهم، او ارتبط عمله بخططهم دون ذنب له او عليه.
الواقع غير ذلك، وحسابات الحقل غير حسابات الحقيقة او البيدر كما يقولون، ومن اراد النجاح فليشمر عن ساعديه، وينزل الى الميدان ليرى الصدق من الكذب، ويعرف الاخلاص من الخداع تلك هي الرسالة.
والله من وراء القصد.
alomaril420@yahoo.com
|
|
|
|
|