| مقـالات
أصبح من المألوف أن تسمع أصواتا تنادي بتقليص المادة العلمية (المناهج) التي يقدمها تعليمنا العام للطلاب في جميع المراحل، بل إن رسامي الكاريكاتير أنفسهم تفننوا في عرض وتصوير هذا الأمر وقدموه بصورة هزلية أثارت ضحك الجميع.
ثم ظهرت أصوات أخرى تنادي بالتخلص من الاختبارات أو على الأقل العمل على إشعار الطلاب وأولياء أمورهم بأنها أمر عادي يتم في ظروف عادية وذلك لكيلا ينزعج الطلاب وأولياء أمورهم من هذا الخطب (الاختبارات).
ثم انظر كيف يختار الطلاب مسارهم الدراسي بعد حصولهم على شهادة الصف الأول الثانوي، سوف تلاحظ تدافع الطلاب بالمناكب على القسم الأدبي.
لقد وصل الأمر الى درجة أن مديري التعليم أنفسهم يواجهون حرجا شديدا من الأهالي الذين يطالبون بتسكين أبنائهم في الأقسام الأدبية.
ثم ظهرت أصوات أخرى تنادي بخفض نصاب المعلم بحجة أن مثل هذا النصاب يحد من قدرة المعلم على العطاء والإنجاز (والله وحده يعلم كيف سيكون هذا العطاء لو خفض هذا النصاب إلى عشرين أو ثماني عشرة حصة).
وعندما ظهر من ينادي بإطالة العام الدراسي أو اليوم الدراسي انبرت أصوات ساخطة ترى أن مثل هذا الطرح غير مقبول وأنه يعرض فقط لمجرد الاستهلاك.
وعندما فرضت الجامعات على الطلاب مستوى عالياً من التحصيل، استنجد البعض بالمعلمين الخصوصيين فشهدت السوق المحلية حركة رائجة لمثل هذا النشاط تجاوزت كل الحدود المقبولة، بل وبدأ البعض في البحث عن الطرق الملتوية للوصول (شكلا) الى المستوى الذي تطالب به الجامعة (الغش، تسريب الأسئلة، ابتزاز المعلمين، البحث عن مدارس معينة.. الخ).
وأخيرا، ما هي النتيجة؟ لتعرف النتيجة قم بزيارة لأي كلية أو أي جامعة ثم انظر في أعداد المفصولين من الجامعة، بل انظر في سجل المعدلات التراكمية للطلاب، سوف تجد عجبا، ستجد أن من حصلوا على تقديرات متميزة هم أندر من الشعرة البيضاء في الثور الأسود.
يخيل إليّ أن خيطاً واحداً يربط بين كل تلك الأصوات، ألا وهو ضعف الهمم، والبحث عن الحدود الدنيا للنجاح عبر أقصر الطرق، والأهم من ذلك أن هم الإتقان والإنجاز لا يزال غائبا تماما عن أذهان كثير من الناس.
|
|
|
|
|