أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th September,2001 العدد:10573الطبعةالاولـي الأحد 21 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

نوافذ
العنصرية
أميمة الخميس
في البداية خفضت الولايات المتحدة من مستوى تمثيلها في مؤتمر «ديربان»، كاحتجاج على موقف المؤتمر من دولة اسرائيل، ثم لوحت بالانسحاب اذا كان نص البيان الختامي يحمل اي نبرة معادية لإسرائيل، وأخيرا انسحبت كموقف نهائي وأخير تجاهر به العالم عامة والعالم العربي على وجه الخصوص.
وهذا المؤتمر الذي ابتدأ التحضير له منذ عام 97 يعجز عن ايجاد صيغة موحدة ومقنعة للقرارات النهائية تجعل المشاركين يلتزمون بها..!! وقد تكون القضايا الرئيسية الأربع التي طرحت مثالية، وغير قابلة للتطبيق العملي، فقضية «الرق» هي قضية قديمة وتغور عميقا في التاريخ بحيث يبدو من الصعب دفع تعويضات للمتضررين من الرق، من قبل الدول المتسببة لأسباب شتى أهمها من هم الذين سيعوضون؟ وفي أي حقبة تاريخية؟ فتاريخ الرق ينغرس عميقا في التاريخ وصولا الى زمن الدولة الرومانية بل قبلها بكثير، وتبقى القضايا الثلاث الأخرى وهي العنصرية، والهويات الثقافية وعنصرية اسرائيل تصدم بحاجز منيع تجيش له الولايات المتحدة جميع نفوذها بغرض منع ان يحتوي البيان النهائي على اي موضوع يخدش حياء اسرائيل ويتهم سلوكياتها الديمراطية.
ويوما اثر الآخر تتبنى الولايات المتحدة مواقف مجحفة تفقدها مصداقيتها تماما كراعية رسمية للسلام في العالم العربي!!
يذكر الكاتب «إدوارد سعيد» في كتابه الاستشراق ص «321»، ما يثبت سطحية الرؤية التي تنظر بها الولايات المتحدة الى المنطقة، مما يقودها الى العديد من المواقف التي تفقدها مصداقيتها كبلد متقدم يدعو الى حرية الشعوب ويحولها الى عدو مكروه بشدة من الشارع العربي ويذكر سعيد في هذا الخصوص «للولايات المتحدة توظيفات هائلة حاليا في الشرق الأوسط تفوق في حجمها ما هو قائم في اي بقعة اخرى على وجه الارض، مع ذلك نجد ان الخبراء في شؤون الشرق الاوسط الذين يقدمون المشورة الى صانعي السياسة مشبعون واحدا واحدا دون استثناء بالاستشراق، لذلك يظل الجزء الاعظم من هذه التوظيفات مبنيا على الرمال، لأن الخبراء يقدمون توجيهاتهم لصنع السياسة استنادا الى تجريدات رائجة، مثل النخب السياسية والتحديث والاستقرار التي لا تتعدى في معظمها، كونها القوالب الاستشراقية القديمة مطروحة بلباس مصطلحات علم السياسة، وقد برهنت معظم هذه المصطلحات على عجزها الكامل عن وصف ما جرى مؤخرا في لبنان أو ما جرى قبله على صعيد المقاومة الشعبية الفلسطينية لإسرائيل».
لذا نجد ان هذا الفهم السطحي والمبتور عن سياقه للشرق الاوسط، يساهم بدور كبير في صناعة تلك المواقف الظالمة والمجحفة التي تتبناها الولايات المتحدة ضد الشرق الأوسط، قد يكون آخرها وأوضحها موقفها الاخير في مؤتمر «ديربان» الذي يقدم موقفا متعجرفا متسلطا وغير مبالٍ ابدا بالهموم الحقيقية بالمنطقة وأهلها، هذا على الرغم من فقدها مقعدين من مقاعدها في الأمم المتحدة الأول المتعلق بحقوق الانسان والثاني ما له صلة بمكافحة المخدرات، ولكن يظل ولاؤها لإسرائيل يتجاوز كل العقبات!!!!
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved