| تحقيقات
*
* استطلاع: إبراهيم المعطش - تصوير علي أبو سنجة:
نقص المياه وشحها اصبح يهدد سكان «حي اليمامة» بجنوب مدينة الرياض بالهجر و ترك بيوتهم بحثاً عن الماء.
«الجزيرة» كانت هناك لتعايش الوضع وبالفعل تحدث الصغار قبل الكبار شاكين سوء الحال منذ بداية الصيف حيث أخذت المياه تنقطع عنهم الى درجة أنها تعمل نصف ساعة خلال ثلاثة أيام، والانقطاع هذا تسبب في مشكلات كبيرة وكثيرة أخذ يعاني منها سكان الحي الذين نقلوا شكواهم الى المسؤولين عبر «الجزيرة»:
بداية تحدث المواطن محمد بن إبراهيم المخيلف احد سكان حي اليمامة حيث بدا عليه القلق حيث يعرض القضية ويقول: منذ بداية الصيف ونحن نعاني من شح المياه وانقطاعها، مما سبب لنا العديد من المشكلات التي أثرت على نفسياتنا، ولأن الماء مطلب ضروري لذلك تبدلت أحوالنا بعد أن أصبح الماء شحيحاً.
ويضيف راشد بن محمد الماجد: بالفعل لقد أصبحت حياتنا صعبة جدا وتصور أن يمر عليك عدة أيام متتالية دون ماء ماذا ستفعل ثم يعود الماء لمدة نصف ساعة لا نعلم متى يأتي، ترى ما هو مصيرك وأنت تعيش من دون ماء. كيف ستكون الحال، إنها حالنا التي ترانا عليها الآن نعم لقد ألقى شح المياه بظلاله على سكان حي اليمامة وعلى شوارعه، لذلك لا تستغرب أن تنبعث الروائح من كل مكان.
مصلحة المياه
هنا يتدخل إبراهيم شاقي الدوسري أحد سكان حي اليمامة ويقول: لم نعد نتحمل انقطاع الماء من حينا والمشكلة الكبيرة أنه لا يوجد أي حل إلا وقمنا به ولم يجد، لذلك خاطبنا «مصلحة المياه والصرف الصحي» لكن لاحياة لمن تنادي.
ويقاطع إبراهيم الجليفي الحديث معترضا على أن مصلحة المياه والصرف الصحي اطلعت على الوضع وأخذت تسير بعض الشاحنات «الوايتات» لكن بشكل عشوائي وغير منظم، لذلك لم نستفد من وجود الوايتات ولم تسعفنا عند انقطاع الماء، ولكي يتم وصول الماء إليك لابد وأن تمر بإجراءات طويلة مملة ومرهقة قبل أن تتمكن من تسجيل طلب صهريج الماء، حيث إنه من الممكن أن تقوم بتسجيل اسمك وبعد ثلاثة أيام يأتيك الصهريج في موعد غير محدد وقد يمر ولا يوجد أحد في البيت فيذهب وعليك مرة أخرى إعادة الكرة.
شروط المصلحة تعجيزية
يقول محمد مبارك الدوسري أحد سكان حي اليمامة: الحي يواجه مشكلة كبيرة في الماء خاصة وأن هناك بعض المناطق مرتفعة وأخرى منخفضة المرتفعة قد لا يصلها الماء أبدا أما المنخفضة فقد يصلها الماء لمدة نصف ساعة كل ثلاثة أيام وهي نسبة ضئيلة جدا لا تفيد الساكنين، ويعلق منصور فرج الجوهر على دور المصلحة قائلا: طالبنا كثيرا من المصلحة أن تحل المشكلة والوقوف على الموضوع عن قرب، وبعد جهد جهيد طلب أحدهم من العاملين في المصلحة تركيب مضخة ماء في الحارة فوافقنا لكن طلباتهم كانت تعجيزية حيث طلبوا مني أن تكون إمدادات الكهرباء من بيتي فوافقت لكنهم أيضا طلبوا مني أن أقوم بحراسة المضخة وأن أكون المسؤول عن أي شيء يحدث للمضخة، والحقيقة كدت أوافق بسبب الحاجة الماسة لكني رفضت لأن ذلك يعني أن أترك جميع أعمالي وأتفرغ للمضخة وهذا ما لا أستطيعه.
ويقول محمد بن إبراهيم المخيليب: ولأن الوضع تفاقم حاولنا استئجار بعض الوايتات لملء خزانات المياه، ولكن أصحاب الوايتات حاولوا استغلالنا لذلك أصبح ثمن «الصهريج» غاليا حتى أنه وصل في بعض الأوقات الى 1000 ريال، ولكن في بعض الأحيان أو الأيام العادية يكون ما بين 500 الى 700 ريال وهذا استغلال واضح لحاجتنا الماسة للماء، ولكن ماذا نقول.
استغلال واضح
وعن اثر عدم وجود الماء وشحه يقول مبارك بن عبدالله الدوسري أحد سكان الحي: أعتقد أن شح المياه واضح ويعلو وجوه سكان هذا الحي فالنظافة تكاد تكون منعدمة.
ويضيف فهد علي طلحة: هذا صحيح وأصبحت الروائح تعلو الأجساد من قلة النظافة وأصبح غسيل الملابس مستحيلا في ظل شح وانقطاع المياه.
ويقول الدوسري: حاولنا إيجاد أكثر من حل لذلك استأجرنا صهاريج لإيصال الماء لكن وقعنا في مشكلة غلاء الأسعار كما أننا وقعنا في مشكلة «صغر» الخزانات المعدة للمياه والتي لو تمت تعبئتها فأنت مضطر لأن تجلب «الوايت» أكثر من مرة ولو استخدمتها مرة واحدة فإنه يحسب عليك حساب استخدام كامل ويرفض بعضهم أن يتم صب باقي الماء في منزل شخص آخر إلا بدفع فرق سعر.
ويؤكد راشد بن محمد بن ماجد: ورغم ذلك فإن «مصلحة المياه» لا تتوانى في إرسال فواتير الماء بانتظام.
ويوافقه منصور فرج الجوهر أن بعض البيوت التي كان الماء يصلها بشكل متقطع يتم فصل الماء إذا لم يتم تسديد الفواتير بانتظام.
سرقة ماء المسجد
ويحكي محمد إبراهيم المخيلب بعض الأمور التي صاحبت نقص المياه حيث إني أعمل في مسجد الحارة لذلك أصبح الاقبال على ماء المسجد بشكل مستمر وكبير الى درجة أنه بعد كل صلاة أقوم بإغلاق دورة المياه خوفا من تهريب الماء.
وهنا يقول إبراهيم بن راشد الجليفي: بالفعل حتى أني رأيت البعض يأخذ الماء من البرادة وينقله الى بيته، من قلة وشح الماء، ويعلق راشد بن ماجد على الموضوع.. ضاحكا: بدأنا لا نلوم بعض الأشخاص الذين تعلو روائحهم لأننا نعلم أن «الاستحمام» أمر صعب جدا.
وأخيرا:
بالفعل لقد كانت ملامحهم تتحدث عن واقعهم فالقلق ينتاب أهالي وسكان حي اليمامة الذين ضاقت بهم الحيلة ولم يعد يعلموا ماذا يفعلون لذلك فهم يتقدمون الى المسؤولين بسرعة حل هذه المشكلة لكي يعيشوا حياتهم دون قلق أو تفكير.
مجموعة من «كبار السن» و «شبابهم» ارتسم على ملامحهم الارهاق والتعب من هذا الموضوع، فهل من مجيب يا مصلحة المياه؟!
|
|
|
|
|