| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
أصبحت الندوات والحملات المرورية وحملات التوعية وحملات ربط الحزام والأسابيع المرورية وما إلى ذلك من تلك المناسبات شيئاً عادياً وموسمياً وأداء واجب فقط، ومفترض أن تكون طول السنة اسابيع مرور ومع هذا لم يزد من مستخدمي المركبات إلا مخالفة الأنظمة وخاصة الشاب الذي لا يشعر بأدنى مسؤولية وهو يرى ولي أمره والده أو ما شابه ذلك يتفانى في توفير سبل الرفاهية. وحرص وزارة الداخلية الشديد ممثلاً في الإدارة العامة للمرور والدوريات الامنية وتكثيف الدراسات لايجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة العظمى بل الظاهرة الخطيرة التي يذهب ضحيتها عشرات الآلاف سنوياً وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين.
هذا النزيف البشري الخطير الذي رمّل النساء ويتم الأطفال واغلق بيوتاً كانت عامرة وآهلة أصبحت خراباً بسبب الحوادث، وأن هذا الخطر الداهم الذي لم ندرك حتى الآن حجمه الذي أصبح بشكل يومي وكل يوجه أصابع الاتهام على الآخر.
ونقول: إذا كان السبب المراقبة المرورية على الخطوط السريعة وغير السريعة فأين هي هذه النقاط لماذا لا يكون دورها اكثر فعالية بالتوعية والارشاد وتوضح خطر السرعة عند كتابة المخالفة.
وإذا كان السبب قلة الوعي المروري لدى قائد المركبة فلماذا يمنح رخصة قيادة خلال يوم واحد ولماذا يكون هنا السؤال. ماذا يستفيد من يوم واحد لماذا لا تكون الدراسة اقل شيء شهرا واحدا ولماذا لا يكون هناك أداء قسم حيث يسلم رخصة القيادة على احترام الأنظمة المرورية.
وإذا كان ضمن الأسباب سبب تقني بحت اي ضعف في المواصفات فأين هيئة المواصفات من التشديد في الرقابة على كل مستورد ومصنّع داخلياً وخارجياً وأين هم من الضعف التقني المؤدي إلى الهلاك والتلفيات الشديدة. إن المشكلة ليست مقصورة على جهة واحدة بل تقع على الجميع. لو بدأنا بالأسرة التي هي مركز التدريب والتعليم وعلى سبيل المثال تجد رب الأسرة يخالف بعض الأنظمة المرورية ومعه أولاده فينشأ الولد على التساهل وعدم احترام انظمة المرور، وبعد رب الأسرة نجد المعلم، رجال التعليم الذين هم أداة توجيه التي لا يشغل كثير من رجال التعليم في نشر الوعي المروري وشرح اضرار مخالفة الأنظمة وعدم اتباع سبل السلامة ونشر اللوحات في المدرسة عن الحوادث وأسبابها .
وهناك جهات اخرى لا تقل اهمية بل هي الاهمية بذاتها وهم خطباء المساجد حيث تقع عليهم امانة عظيمة خاصة في خطبة الجمعة وكثرة التوجيه وتوضيح موقف الشرع من المخالفة والتشديد عليه وما ينتج عن ذلك من مصائب ومآس نراها يومياً.
وهناك حلقة مفقودة بين تلك القطاعات ألا وهي الأمن العام عموما ووزارة المعارف ووزارة الشئون الاسلامية وعدم وجود تنسيق بين تلك الجهات.
ختاما نشكر اجهزة الامن، امن طرق، مرور دوريات امنية على ما يبذلونه من جهد ملموس ولكن يبقى علينا نحن اولياء الامور واجب عظيم هو ان نقف مع رجل الامن جنبا لجنب.
وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدي الجميع ويقينا شر انفسنا.
بدر بن صالح محمد الوهيبي
القصيم بريدة
|
|
|
|
|