أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

على طريقة ابن خلدون
التعليم في القصيم صورة مشرقة لما في المملكة
لا أحد يشك بأن الزحام الهائل والقطاع الكبير من الأقلام التي «تسهر وتختصم» حول هذه البناية الشامخة «التعليم» هو من الايجابيات الكبيرة ونقلة راقية ومتحضرة لتعليمنا ومهما كثرت الكتابات الناقدة والمتغنية على السلبية الا انه يبقى تعليمنا «بخير» وأن هذا الاتساع الكبير والانتشار للمدارس في القرى والهجر والحركة والفاعلية والمشاركات في الجلسات و عقد الندوات والأنشطة والمطاردة الشرسة للأمية وملاحقتها اينما كانت وأنّي توجهت وحلّت لهو دليل قاطع على أننا أمة متحضرة ودولة متقدمة وشعب واع ومتفتح.. لأن التعليم وتفعيله والحرص علية والاهتمام به هو المفتاح الذي يدخلنا الى مصاف الأمم المتقدمة وهو الطريق المضيء الذي يوصلنا الى العوالم الراقية والمتحضرة بل هو «البذرة» التي متى ما حسّنت تربتها وأغنيتها بالعناصر وراقبتها وأكرمتها بالخدمة والماء تفلقت عنها الأرض نبتة سامقة مخضرة.. ترجمت جهدنا وحفظت حرصنا وعنايتنا ثمراً ناضجاً يانعاً، فتأسيس وتأصيل النشء وصنع الأجيال ومسابقة الأمم والشعوب لا يتم إلا بالتعبئة التعليمية والشحن المعرفي المتواصل. وإذا كان ابن خلدون يقول «صف لي الأرض أصف لك أهلها» فنحن نقول «صف لنا التعليم في منطقة نصف لك ثقافة ووعي أهلها» فتقدم التعليم وتطوره في وطن من تقدم وتطور أهل هذا الوطن وتخلفه وتأخره من تخلف وتأخر أهل هذا الوطن. ونحن ولله الحمد والمنة في هذا البلد المعطاء نعيش ثورة معرفية وتعليمية إن جاز التعبير ولكن رغم هذه الثورة التعليمية إلا أن المناهج مافتئت تعيش حالة من الضعف وهي بحاجة ماسة الى التكثيف والتطوير حتى تواكب هذه النقلة وتتزامن مع هذه الحركة الفاعلة النشطة في وزارتنا وتكون زاداً ووقوداً يتكئ عليه الطالب وينطلق من خلال رحلتة التعليمية والمعرفية..
هذه بداية قد تكون مريحة ومقبولة عند البعض وقد تكون مزعجة وغير مقبولة عند البعض الآخر.. ولكنها حقيقة وواقع محسوس وملموس تعيشه بلادنا ولله الحمد. ولو استعرضنا شرائح مجتمعنا السعودي لوجدنا ان غالبيتهم ومعظمهم بين «معلم ومتعلم».. وهي كذلك مداخلة بسيطة سقتها عن رقي التعليم في بلادنا الغالية.. اما هدفنا وغايتنا وصميم موضوعنا وهو التعليم في منطقتنا الغالية والرائعة وكذلك الجميلة «القصيم» وما أدراك ما القصيم.. يتعب القلم ويتضايق الورق وقد يرتفع سعر «الحبر» في الكتابة عن القصيم وأهل القصيم وجماليات وروائع القصيم.. كلام طويل وعبارات لا ترتاح ولا تنتهي ورحلة منهكة ومتعبة.. وتعليم القصيم جزء من التعليم النشط والفاعل في بلادنا.. وفعلاً كما يقال: عندما يتحرك وينشط المركز تتحرك وتنشط الأطراف فإدارة القصيم وإدارة تعليم بريدة «يتمركز» فيها الاستاذ الفاضل صالح التويجري الذي استطاع بحيويته وجديته ونشاطه وأفكاره ورؤاه ان يبعث الحماس ويبث النشاط في أجزاء وأطراف التعليم في منطقتنا الغالية «القصيم» لأن مدارسنا ولله الحمد في هذه البلاد أرضية جاهزة وخصبة لدس «البذار» وزرع الثقة وجني الثقافة والنشاط والابداع.. ولايعني هذا أن المدير العام للتعليم في القصيم جاء «بما لم يستطعه الأوائل» وأن المدارس كانت ثابتة وجامدة حتى أتى وأزال عنها الجمود وحرك هذا الركود.. لا.. ولكنه بفاعليته واتزانيته وعقليته الواسعة ورؤاه الثاقبة استطاع ان يمد التحرك ويدفع الحماس الى سائر اجزاء التعليم في منطقتنا الغالية «القصيم» فالتشجيع والتحريك والاحترام والتقدير وشكر الجهد وتقدير منتجه والثناء على صاحبه أمور بسيطة لاتكلف شيئا ولكنها تصنع وتفعل الكثير.. وتبدع وتنتج وتبتكر الكثير.. هذا مايفعله مدير عام التعليم في القصيم الآن وما تعيش وتحتفل به مدارسنا في القصيم ولله الحمد والمنة..
والشيء الجميل والذي يشكر عليه مدير عام التعليم في القصيم هو هذه البداية وهذا التقدم والرقي والذي يعتبر نقلة كبيرة ورؤية متحضرة وواعية في تعليم مملكتنا الحبيبة.. وهي فكرة المتفوقين والممتازين واحتضانهم في مدرسة واحدة تجمعهم وتجمع تفوقهم وتقوم برعايتهم وتقدم لهم البرامج والأنشطة التي تتناسب مع عقولهم وتفوقهم وتقدمهم وهذا الاجتماع «التفوقي» ان صح التعبير للطلاب وكذلك المعلمين في مجمع الأمير سلطان باقسامه الثلاثة الابتدائي والمتوسط والثانوي سينتج ويقدم لنا طلاباً ممتلئين بالمواهب وممتلئين بالابداع وهذا التجمع سيفرز التمايز ويخلق التنافس ويجعل هذا المجمع شعلة من النشاط وقطعة راقية من الابداع بل ان هذة الفكرة الرائدة والتجربة التي هي حقاً ناجحة ستحفز المنطقة وتدفع جل مدارسها للمساهمة والمنافسة والمشاركة والابداع تنافس على المستوى المدرسي والطلاب وكذلك المعلمين.. وانا من بين سطور وساحات هذه الورقة اتمنى من وزيرنا الكريم ان يزيد من مساندته ورعايته ودعمه لهذه التجربة ويدفع هذه الفكرة ويرقى بها وينقلها الى سائر المناطق التعليمية لانها فعلاً فكرة راقية وثقافة ومعرفة واسعة وهذه النقلة النوعية التي يشع بها مجمع الامير سلطان باقسامه المتنوعة لاتكتفي بجمع المتميزين وانتقائهم وحصرهم في مكان واحد بل هي بحاجة الى الشيء الكثير.. بحاجة الى الرعاية المتواصلة بين المسؤولين في الوزارة والادارة.. وبحاجة للشكر والثناء والتشجيع الممتد طوال العام الدراسي لان الانسان مهما كان ومهما وصل تبقى نفسه ومعنويته عطشى وظمآى الى هذا الوقود وهذا الزاد «النفسي» من الدوافع والحوافز والتشجيع وبحاجة كذلك الى تهيئة الجو الدراسي «الراقي» المترع بالمعرفة والثقافة والمعطر بالرؤى والأفكار والمزود بأحدث الوسائل والتجهيزات حتى نجد في النهاية البذرة التي زرعنا والشجرة التي راعينا وتابعنا والثمرة الناضجة التي طالما انتظرنا.. شكراً للوزير الكريم من الاعماق على تفاعله مع هذا المشروع «التفوقي» وهنيئا للاستاذ الكريم ومعلمنا الفاضل صالح التويجري المدير العام للتعليم بمنطقة القصيم على هذا التقدم والطموح وهذا التطلع الجميل.
خالد عبدالعزيز الحمادا
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved