| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
اطلعت على مقال الأخ عبدالعزيز الدباسي تحت عنوان «النخلة الباسقة وأعداء النجاح» فتذكرت قول الشاعر:
لو كان ذمك نصحاً قبلت به
لكن ذمك محمول على الحسد |
فأعداء النجاح لا يعدم الزمان منهم، فتجد ان هذه الفئة من البشر قد كتب لها الفشل في هذه الحياة بسبب تصرفاتهم الحاقدة فكما انهم كذلك فهم لا يريدون لغيرهم النجاح.. ولو ان الواحد منهم تذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله:
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه
ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
ولو كان ذا افضل لما عاب غيره
وفيه عيب لو رآه به اكتفى |
لما اقدم على فعلته الشنعاء فما احوجنا لامتثال هذه الأبيات ولو ان الإنسان وضع أمام عينيه هذه المفردات لما اقدم على ذم غيره ولكن هناك فرق بين ذلك وبين المثل القائل: «صديقك من صدَقك لا من صدّقك» والقائل: «المرء مرآة اخيه» فالإنسان دليله قلبه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك» والإنسان على نفسه بصيرة فهو يستطيع ان يفرق بين من يريد نصحه لمجرد النصح ويكون هدفه ساميا ونبيلاً وبين من يريد النيل منه واحباطه والوقوف في طريق نجاحه، ولكن كما يقال:« دع الكلاب تنبح والقافلة تسير.. «وما يضير السحاب نباح الكلاب».. ويقول الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل |
ولكن فكما ان هناك اعداء للنجاح فكذلك هناك أناس فضلاء كرام قد وهبهم الله مع حسن الاخلاق ودماثة الخلق ثقافة واسعة وافقاً واسعاً جعلهم يشركون غيرهم في هذا النجاح الذي يتمتعون به، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإني اذكر ان احد الكتاب الأعزاء في هذه الصحيفة العزاء قبل أكثر من عشر سنوات قد ارسل عاتباً على مشرف الصفحة في عدم نشر مقاله الذي قد يكون ضل طريقه وقد كتب البيت التالي:
إذا كنت رباً للذلول فلا تدع
رفيقك يمشي خلفها غير راكب
أنخها واركبه فإن حملتكما
فذاك وان كان العتاب فعاتب |
ولأن هدف المشرف على هذه الصفحة سام ونبيل ولم يكن له قصد في عدم نشرها أو تأخيرها فقد كان له ما أراد إذا كان المقال مطابقاً لشروط النشر وبعد ذلك توالت هذه المقالات لهذا الكاتب الفاضل الذي تميز اسلوبه بالهدوء والرصانة والبساطة في الطرح بل ان الجريدة الموقرة قد خصصت له عموداً يكتب فيه فترة من الزمن، ولعل الذين كتب لهم النجاح في طرح مقالاتهم ونشر كتاباتهم كان لهذه الجريدة الغالية والقائمين عليها قصب السبق والفضل الكبير في شق طريقهم إلى النجاح فهم أي الجريدة والقائمون عليها هم أصدقاء النجاح بل النجاح نفسه.
نسأل الله ولهم التوفيق والسداد.. والله الموفق
عبدالله حمود البيضاني
دار التوجيه الاجتماعي بالقصيم
|
|
|
|
|