| منوعـات
*
* القاهرة رويترز:
إذا لم يستطع العرب تحدي ارييل شارون فربما تستطيع ذلك أكثر النساء اثارة للفزع في مصر.
فزكية زكريا صاحبة الشخصية الطاغية التي تفرط في وضع مساحيق التجميل تتحدى رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون في عرض مسرحي موسيقي يبرز حالة القلق المتنامي في مصر بسبب عمليات القمع الاسرائيلية ضد الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ نحو عام.
فضغوط الرأي العام بدأت تتزايد على الحكومة لبذل مزيد من الجهود لشعوره بالغضب بسبب مشاهد الهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين التي يعرضها التلفزيون الرسمي كل ليلة. وقتل اكثر من 700 شخص غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين منذ تفجر الانتفاضة.
والآن جاءت زكية زكريا التي يقوم بتجسيد شخصيتها الممثل ابراهيم نصر ببعض السلوى للمصريين حيث يعبر نصر عن كرهه للزعيم الاسرائيلي في عمل مسرحي يحمل عنوان «زكية زكريا تتحدى شارون».
ويتناول العرض قصة طفلة تدعى نضال تيتمت بعدما صادر دكتور هارون الشرير املاك اسرتها وقتل والديها.
وتقول الطفلة نضال التي تمثل المشردين الفلسطينيين للجمهور في بداية المسرحية «نطلق عليه اسم شارون لأنه شرير جدا».
وبمساعدة زكية زكريا واطفال الشارع الذين يمثلون العرب تعود نضال مرة اخرى إلى منزلها في نهاية وردية لمأساة ملايين من الفلسطينيين الذين طردوامن ارضهم وتركوا بلا دولة ويعيشون كلاجئين في اعقاب حربي عام 1948 و1967مع اسرائيل.
وقال نصر لرويترز وهو يضع المساحيق على وجهه قبل بداية عرض جديد «هذا الطبيب الشرير سرق ارض الطفلة وما ورث لها واصبحت هي بلا احد يقف بجوارها فنطالب افراد الشعب والامة العربية ان يساندوا هذه الشخصية».
فبوجهها الذي تغطيه المساحيق الكثيرة وكلامها المعسول وشخصيتها الطاغية يقدم نصر في عرضه الناجح صورة ساخرة يجسد فيها نوعية خاصة من النساء المسنات اللاتي يتمتعن بأمومة متدفقة.
وفي عروض «الكاميرا الخفية» التي يقوم ببطولتها نصر تتعالى ضحكات المشاهدين عندما تنزع زكية زكريا شعرها المستعار امام ضحاياها الذين يكتشفون ان المرأة المزعجة التي كانوا يتحدثون معها لتوهم هي الممثل ابراهيم نصر.
وتحظى شخصية زكية زكريا بمكانة خاصة عند الاطفال الذين يشغلون معظم مقاعد العرض المسرحي الموسيقي.
وقال ابراهيم نصر «يسألني بعض الناس في الشارع هل ستضرب شارون. وأرد عليهم قائلا.. نعم، فينفجرون بالضحك وتبدو عليهم السعادة، الطفل المصري والعربي يفهم ان شارون يجب ضربه».
وقال «جاء الدور الآن لزكية زكريا ان تتحدى شارون وغدا تسالم من يسالم».
وبينما كان ابراهيم نصر يتحدث دلف يوسف داود الذي يقوم بدور هارون (شارون) في المسرحية حجرة الملابس وطلب من نصر ان يرحمه خلال مشاهد المطاردات في المسرحية وقال لنصر «ركبتي تؤلمني، لن استطيع الجري الليلة». ويعكس العرض المسرحي الصورة التي نسجت للجنرال الاسرائيلي في مصر والعالم العربي كرمز للشر.
ويبغض العرب شارون منذ قيادته غزو لبنان عام 1982 ولدوره في مذبحة صبرا وشاتيلا التي قتل فيها اكثر من 800 لاجئ فلسطيني في بيروت.
ويحقق قضاة بلجيكيون فيما إذا كان شارون ضالعاً في جرائم حرب فيما يتعلق بالمذبحة.
ومنذ توليه رئاسة الوزراء في اسرائيل في شهر فبراير تبنى شارون سياسة متشددة تهدف لسحق المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. واصبح شارون من وقتها عدو الشعب رقم واحد في مصر والعالم العربي.
ودأب كتاب الاعمدة الصحفية على الاشارة إليه «بالسفاح «فيما تصوره الرسوم الكاريكاتورية بقرون وانياب وذيل.
وقال نصر «جميع من هنا في مصر في اشد الغضب تجاه هذا الرجل الشرير جدا الذي لا يحترم الانسانية او البشرية».
وقال المحلل محمد السيد سعيد انه رغم ان المسرحية لا ترقى إلى مستوى الفن الرفيع الا انها مع ذلك تعكس مشاعر الاشمئزاز من سياسات شارون.
|
|
|
|
|