أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

محليــات

الأمير عبد العزيز في كلمته بملتقى خادم الحرمين الثقافي الإسلامي بكوبنهاجن:
تنظيم الملتقى حرص من خادم الحرمين في السعي لتحقيق عزة الإسلام ورفعة المسلمين .. ومساهمة في تكريس دور المملكة الإقليمي والعالمي في شتى النواحي
الإسلام أفضل وسيلة لإصلاح أحوال الإنسانية وتحقيق التعايش بين الأمم والشعوب
عقد المناشط والملتقيات النافعة له اثر بالغ في إيصال حقائق الإسلام الناصعة وتعاليمه المشرقة
* كوبنهاجن الجزيرة:
نقل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود المشاركين في ملتقى خادم الحرمين الثقافي الإسلامي الخامس المنعقد في كوبنهاجن بالدنمارك.
وأوضح سموه في كلمته أن إقامة وتنظيم هذا الملتقى يأتي حرصا من خادم الحرمين الشريفين حفظه اللّه للسعي إلى تحقيق عزة الإسلام والمسلمين مؤكدا سموه في هذا السياق أن ذلك ليس بمستغربا منه أيده اللّه الذي لم يسمع بمعضلة أو قضية أو نازلة صغرت أو كبرت ذات تأثير على الإسلام والمسلمين كافة وعلى البشرية عامة إلا وسعى جهده في حلها أو المساهمة في ذلك كما يأتي ذلك تكريسا لدور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي في شتى النواحي وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز.
كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء في ملتقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الثقافي الإسلامي في كوبنهاجن بالدنمارك.
«الحمد للّه رب العالمين القائل في الكتاب المبين: «قل يا أيها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا باللّه ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن باللّه وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون»، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد اللّه القائل «بلِّغوا عني ولو آية» وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب السمو الأمراء
أصحاب المعالي والفضيلة
صاحب المعالي وزير الأديان في حكومة مملكة الدنمارك
معالي عمدة مدينة كوبنهاجن
أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، أما بعد:
فإن من دواعي السرور أن أتحدث إليكم في افتتاح هذا الملتقى المبارك «ملتقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الثقافي الإسلامي في كوبنهاجن بالدنمارك» شاكرا ومقدرا للاخوة العلماء والدعاة الفضلاء المشاركين إسهامهم فيه بأبحاثهم المفيدة وأحاديثهم ومناقشاتهم السديدة.
أيها الأخوة الأفاضل:
لقد امتاز ديننا الحنيف بأن رسالته عالمية تتخطى الأبعاد والحدود الإقليمية فقد بعث رسولنا محمد صلى اللّه عليه وسلم للناس أجمعين «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وجاءت شريعته صلى اللّه عليه وسلم مصدقة لما قبلها من الشرائع ومهيمنة عليها متضمنة الدعوة إلى توحيد اللّه وإخلاص العبادة له وحده وهذه هي خلاصة دعوة الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام.
أيها الأخوة الكرام:
في ظل الإسلام تتلاشى العنصريات وفي محيطه تضمحل الفوارق «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم» فهو يدعو إلى إقامة جسور التواصل بين الحضارات ليتعرف الناس من خلال هذا التواصل على حقيقة الإسلام وسمو مبادئه وليطلعوا على محاسنه وفضائله وما جاء به من قواعد وأحكام عادلة فيها صلاح البلاد والعباد فمن مبادئ الإسلام تحقيق المصالح ودرء المفاسد ومن أهدافه إشاعة الفضائل ومحاربة الرذائل ومن مقاصده حفظ الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الشرائع السماوية وهي حفظ دين الإنسان ونفسه وعقله وعرضه وماله. وتلك المبادئ والأهداف وهذه المقاصد تمثل طوق النجاة لما تعيشه البشرية اليوم من إهدار للقيم ولهث وراء الماديات وبذا يعتبر الإسلام أفضل وسيلة بل الوسيلة الحقيقية الممكنة لإصلاح أحوال الإنسانية وتحقيق التعايش بين الأمم والشعوب وإرساء دعائم السلام الحقيقي القائم على أساس من المحبة والوفاق. والوصول إلى هذا الهدف يتطلب جهودا متواصلة لبيان حقيقة الإسلام وأنه دين الرحمة والسماحة والسلام والوئام.
أيها الأخوة:
من هذه المنطلقات يأتي حرص مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه اللّه ونصر به دينه على السعي إلى تحقيق ما فيه عزة الإسلام ورفعة المسلمين وقد وجهني بأن أبلغكم سلامه وتحياته وأنه من منطلق هذا الحرص جاءت رغبته الكريمة في أن يلتقي العلماء والباحثون من شتى أنحاء العالم لا سيما القائمون على شؤون المؤسسات الإسلامية في الدول غير الإسلامية ليتحقق التعاون البناء والتواصل المثمر بين الجميع وخاصة فيما يتعلق بالنهوض بالدعوة الإسلامية وعرض الإسلام في مجتمعات غير المسلمين كما جاء في الكتاب والسنة بالحكمة والموعظة الحسنة وعن طريق المجادلة بالتي هي أحسن.
وهذا ليس بمستغرب من مولاي خادم الحرمين الشريفين أيده اللّه الذي لم يسمع بمعضلة أو قضية أو نازلة صغرت أو كبرت ذات تأثير على الإسلام والمسلمين خاصة وعلى البشرية عامة الا وسعى حفظه اللّه جهده في حلها أو المساهمة في ذلك، ويأتي ذلك كله تكريسا لدور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي في شتى النواحي.
أيها الحضور الكريم
لقد قامت بلادكم المملكة العربية السعودية بفضل اللّه ومنته منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز طيب اللّه ثراه على كتاب اللّه وسنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم واهتمت عبر عهودها بالدعوة إلى اللّه والاهتمام بالجاليات الإسلامية والعناية بقضاياهم حريصة على ما يوحد صفوفهم ويلم شتاتهم معتنية بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة عليها. ولا زال هذا أحد اهتماماتها الرئيسية في ضوء توجيهات سامية من مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه اللّه وبمتابعة كريمة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزارء ورئيس الحرس الوطني أيده اللّه انطلاقا من مكانة المملكة وواجبها تجاه الإسلام والمسلمين وهي في هذا تحرص على التفاهم الإيجابي مع مختلف الأمم والشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة من الدول وإنما العمل في إطار من التنسيق والتعايش السلمي مع الجميع. وهذا ما جعل جميع الدول بحمد اللّه ترحب بجهودها وتنظر بتقدير واعتزاز لمناشطها في إقامة المراكز الإسلامية والصروح الحضارية في مختلف أنحاء العالم.
ومن هذه المناشط عقد الملتقيات النافعة التي كان لها أثر بالغ في إيصال حقائق الإسلام الناصعة وتعاليمه المشرقة. حتى أدركت كثير من بلاد العالم أن الإسلام دين ومحبة ووئام وأنه بريء مما ألصق به من تهم الإرهاب والعنف. لهذا بادرت إلى الاعتراف به دينا رسميا ضمن منظومة الديانات في تلك البلاد ومملكة الدنمارك واحدة من هذه البلاد. مما يدل على حصافة رأي قيادتها وبعد نظرها وقد استضافت مشكورة عددا من المسلمين لعقد هذا الملتقى المبارك على أرضها إدراكا منها لأهمية هذه الأعمال الثقافية والمناشط الإسلامية وآثارها على الأفراد والمجتمعات.
أيها الأخوة الكرام:
يعقد هذا الملتقى في هذا العام ليناقش موضوعا في غاية الأهمية ويمس حياة المسلمين في هذه البلاد وغيرها ألا وهو موضوع «المؤسسات الإسلامية في بلاد الغرب.. نظرة مستقبلية» فكثير من المسلمين قد استوطن هذه البلاد لأسباب متعددة لكنهم عملوا على إنشاء هذه المؤسسات حفاظا على هويتهم واضطلاعا بمهمة الدعوة الإسلامية وتنشئة الأجيال المسلمة تنشئة صحيحة هادفين إلى تربية الأفراد وتهيئتهم ليصبحوا اعضاء نافعين في مجتمعاتهم. ولا شك أن اختيار الموضوع كان موفقا ليسهم هذا الملتقى بإذن اللّه في حل المشكلات التي تواجه المسلمين ويبين واجباتهم ويوضح الحلول والوسائل التي يمكن من خلالها تجاوز المعوقات والعقبات التي تواجههم ، ويشخص الداء ويصف أحسن الدواء مع الاعتصام بالكتاب والسنة والابتعاد عن دواعي الشقاق والنزاع.
وكما نجحت الملتقيات السابقة وللّه الحمد وكان آخرها ملتقى بودابست في العام المنصرم فنرجو أن يكون النجاح حليف هذا الملتقى وأن يكون الإخلاص رائدنا والتعاون هدفنا والحكمة أسلوبنا حتى يتحقق لنا بإذن اللّه جميع ما نصبو إليه. متطلعين إلى أن نتبع الأقوال الأفعال والحديث العمل والتطبيق المتابعة، ولكم جميعا أيها المشاركون في هذا الملتقى المبارك الشكر والتقدير، وللقائمين عليه شكرنا وتقديرنا على جهودهم الموفقة في تنظيمه وحسن الإعداد له وعلى رأسهم معالي الأخ الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، واللّه أسال أن يجزي مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء خيرا على جهودهم واهتماماتهم البالغة لإقامة هذه الملتقيات النافعة وعلى خدمتهم للإسلام والمسلمين في كل مكان إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
وكان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى مدير الرابطة الإسلامية في الدنمارك الدكتور محمد فؤاد البرازي كلمة عبر فيها عن سعادته وسروره بعقد هذا اللقاء المهم في كوبنهاجن بالدنمارك، رافعاً الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لدعمه الكبير لهذا الملتقى الإسلامي، ثم الشكر الموصول لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود لرعايته الكريمة له، كما شكر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، والمسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية الذين سهروا وعملوا بالتعاون مع الرابطة الإسلامية في الدنمارك على تنظيم هذا الملتقى المهم.
وقال: لقد كنا نتطلع منذ فترة طويلة لقيام مؤتمر إسلامي يضم أصحاب الفعاليات في المجتمع ، فوفق الله تعالى لانعقاد هذا الملتقى في هذه المرحلة التي نحن في أشد الحاجة فيها إلى التعاون والتلاحم، والتناصر والتراحم، لا سيما في العصر الحديث الذي فتحت فيه حدود بين دول كانت في الأمس القريب متحاربة، وتوحدت سياسات كثير من الدول كانت إلى عهد قريب متنافرة، وانتهت الحرب الباردة، بين قطبي العالم منذ سنوات عديدة، مؤكداً على أن عدد الجاليات الإسلامية في الدنمارك يبلغ تعدادها«170000» هي في أشد الحاجة إلى التماسك والترابط والتعاون.
وقال: إن انعقاد الملتقيات والمؤتمرات يعتبر وسيلة من وسائل هذا الترابط الذي يقرب بين المشارب المتباينة، ويحقق التعاون بين الشرائح المتعددة، كما أنها تفتح قنوات، وتوثق صلات، وتربط علاقات مع حكومات الدول التي تعيش على أراضيها تلك الجاليات، وأصبحت لغة الحوار ضرورة من ضرورات العصر الحديث، وهو هدف من أهداف هذا الملتقى، كما كانت الأهداف الأخرى التي حملتها دعوتنا إلى المسؤولين تقف الحكومة الدنماركية إلى تحقيقها غير عابئة بالاعتراضات التي توجه في هذا السبيل إليها.
وأشار إلى أن من ثمرات سياسة الحكومة الدنماركية التي باتت معروفة لدى جميع الجهات ذلك التعاون الذي لقيناه من المسؤولين الدنماركيين وخصوصاً وزير الأديان الذي القى كلمته بأسم الحكومة الدنماركية، وكذلك محافظ العاصمة الذي ساعدنا فذلل بعض العقبات التي اعترضت طريقنا، وقال: إن الرابطة الإسلامية في الدنمارك لتغتنم فرصة إنعقاد هذا الملتقى الذي يشارك فيه شخصيتان سياسيتان كبيرتان لتأمل من الحكومة الدنماركية مواصلة هذا الدعم الطيب فتحقق لهذه الجالية مطالبها التالية: الاعتراف القانوني الرسمي بالإسلام الذي بات الديانة الثانية في الدنمارك، من حيث عدد المعتنقين له، والانتهاء من الإجراءات المتعلقة بالأرض التي خصصت كمقبرة لموتى المسلمين.
واختتم مدير الرابطة الإسلامية في الدنمارك الدكتور محمد فؤاد البرازي كلمته قائلاً: إن من مطالب المسلمين من الحكومة الدنماركية كذلك تخصيص أرض للمسلمين ليبنى عليها مسجد ومركز إسلامي بفن معماري ممتاز يكون بيتاً للعبادة وصرحاً حضارياً تفاخر به الدنمارك، ليكون إلى جانب أعمالها الأخرى درساً في الديموقراطية تقدمه للآخرين.
بعد ذلك ألقي عمدة مدينة كوبنهاجن يانس كراما كلمة قال فيها: إن عقد هذا الملتقى سيهدف إلى تعزيز التعاون فيما بين الشعوب المختلفة والأديان المختلفة، وكذا سيؤدي إلى المزيد من الاندماج للمسلمين في المجتمع الدنماركي، معرباً عن سعادته البالغة بهذا اللقاء الكبير في كوبنهاجن الذي يأمل الجميع منه أن يحقق أهدافه في التقريب بين المجتمع المسلم والدنماركي.
ودعا المشاركين في الملتقى إلى دعم الحوار بين الأديان المختلفة والثقافات المتباينة لتقريب وجهات النظر والتعايش بسلام في جميع أنحاء العالم، معرباً عن سعادته بموافقة الحكومة الدنماركية على بناء مقبرة خاصة للمسلمين في ضواحي المدينة وستبدأ الحكومة قريباً تنفيذ المشروع.
وفي ختام كلمته شكر عمدة كوبنهاجن المسلمين في الدنمارك على روح التعاون الإيجابية التي تؤدي بنا إلى مزيد من التفاهم والتعارف على بعضنا البعض، متمنياً للملتقى أن يحقق أهدافه وغاياته للوصول للخطط المرسومة له لفائدة المسلمين في الدنمارك.
ثم ألقيت كلمة المشاركين ألقاها بالإنابة عنهم الأمين العام لمجمع الفقهي الإسلامي الدولي الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة عبر فيها عن سعادته بانعقاد هذا اللقاء الإسلامي الثقافي، رافعاً الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على اهتمامه بأوضاع المسلمين كافة.
وقال: إنها لمناسبة عظيمة وغالية تجمعنا، وأعمال جليلة تنتظرنا في هذه الأيام التي شرفنا الله بحضورها ومكننا بذلك من الإسهام في هذا الملتقى الخامس لخادم الحرمين الشريفين أدام الله عطاءه وبره وجزاه عما أنجز وينجز من خدمات لأمته إن شاء الله أبرزها حماية الدين والحفاظ على الملة وصيانة هوية الأمة الإسلامية جماعات وأفرادا.
وأثنى معاليه على الجهود الكبيرة المتضافرة والمتوالية التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بحسن إدارة ورشيد توجيه من معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، منوهاً في هذا السياق بما قامت وتقوم به الوزارة من عمل دائم ودؤوب من أجل النهضة بالأمة الإسلامية ورفعتها التزاماً منها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله .
بعد ذلك ألقى معالي وزير الأديان في مملكة الدنمارك«يوهانس ليبينغ» كلمة عبر فيها عن سعادة الدنمارك حكومة وشعباً بانعقاد هذا الملتقى الثقافي في بلادهم، وقال: يسعدني ويشرفني أن تتاح لي الفرصة في الحضور في حفل افتتاح هذا الملتقى الكبير الذي سيكون محاولة العمل من أجل الحوار البناء بين الديانات وبين الثقافات، كما أنه علينا أن نرسي قواعد التكامل والانسجام في المجتمع الدنماركي، والدفاع عن مبادىء التعايش السلمي والحوار.
وأكد الوزير الدنماركي على أن حكومة بلاده تمنح وتتيح للمسلمين ممارسة دينهم بكل حرية وإنشاء المؤسسات الخاصة بها، والتمتع بالحريات الأساسية مثلهم مثل بقية الشعوب التي تدين بديانات مختلفة في الدنمارك، مشيراً إلى أن جميع المواطنين في الدانمارك لهم الحق في أن ينعموا بحياة آمنة مبنية على الحوار البناء، حتى يعم الازدهار والتقدم في جميع المجالات دون استثناء.
عقب ذلك ألقى معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ المشرف العام على الملتقى الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله آمن به الصادقون، ووحده المؤمنون، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً:
معالي وزير العدل د. عبدالله بن محمد آل الشيخ.
معالي وزير الأديان بمملكة الدنمارك يوهان ليبك
معالي عمدة كوبنهاجن ينس كراما
معالي الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة
أصحاب السعادة السفراء،
أصحاب المعالي والفضيلة، الإخوة رؤساء المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية
أيها الحفل الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وإني لأعبر لكم جميعا عن سروري البالغ بانعقاد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الإسلامي الثقافي الخامس في كوبنهاجن عاصمة مملكة الدنمارك الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع الرابطة الإسلامية بالدنمارك ليكون لبنة في التواصل الثقافي والإسلامي بين العلماء والباحثين والمهتمين بالدراسات حول الجاليات والأقليات، ولذا حمل هذا الملتقى اسم: «المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات نظرة مستقبلية » لدراسة مايهم العاملين الإسلامي والعربي نحو الأقليات المسلمة وما تحتاجه مستشرفة المستقبل آخذه وسطية الإسلام ومنهج الاعتدال والعبادة الحقة لرب العالمين.
وإني بهذه المناسبة لأشكر مملكة الدنمارك على دعمها المعنوي بانعقاد هذا الملتقى وأشكر معالي وزير الأديان وعمدة كوبنهاجن على ماقدماه من تسهيلات وحضورهما هذا الحفل.
أيها الإخوة:
إن الإسلام يدعونا إلى العلم والمعرفة والبحث، ويحث على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، قال الله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» وقال: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون».
هذا المنهج الذي ينشأ من أساس تحري الحقيقة والبحث عن المعرفة الصائبة في العقيدة وتوحيد الله، وفي أنواع التعامل بين البشر، وفي حكمة الله العظيمة إذ داول الأيام بين الناس
وان المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله لتساند المسلمين أفرادا ومؤسسات، ومن أساس رعايتها للحرمين الشريفين اهتمت بالمسلمين وسعت اليهم بما ينفعهم بتعميق الصلة بالقرآن الكريم وسنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم وفق منهج مؤصل على أسس علمية صحيحة تتحرى تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فأسهمت في بناء العديد من المراكز الاسلامية والمؤسسات والجمعيات وقدمت يد العون والمساندة لكل عمل نافع آخذة بقول الله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» هذا التعاون الشرعي الذي يبعدنا عن الفرقة والاختلاف وتتحقق معه المصالح الكثيرة للجاليات الاسلامية.
الإخوة العلماء:
ان الجاليات الاسلامية أمانة في الأعناق فوجهوها الى ما ينفعها وتعاونوا فيما بينكم على اساس الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، والفتوى امانة فاحرصوا عى براءة الذمة فيها باتباع النصوص ومراعاة القواعد والاخذ بالتيسير ما لم يكن اثما.
ولنحرص على الحوار البناء الذي نحترم فيه آراء الآخرين ما دام ان طلب الحق هو الغاية.
وان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى الرفق في الامر كله قال تعالى: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ان الشيطان ينزغ بينهم» وفي الحديث الصحيح : «إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه»و «إن الله يحب الرفق في الأمر كله».
ان الرفق قاعدة شرعية في التعامل يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم، الرفق في تعاملنا مع أنفسنا ومع غيرنا، الرفق في ابداء آرائنا واختلافاتنا والعلماء والدعاة اولى من اتصف بهذا الخلق.
الإخوة الباحثون:
نرجو ان يكون بحثكم وحواركم في محاور الملتقى المتعددة مفيدا لكم وللمؤسسات الاسلامية، محققا ما تصبون اليه ان شاء الله.
وأؤكد لكم ان القيادة في المملكة العربية السعودية تسعى فيما يكون قوة لكم نافعا لمؤسساتكم.
واشكر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين الامير عبد الله بن عبد العزيز وسمو الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية على دعم المؤسسات والمراكز الاسلامية ولراعي هذا الملتقى الامير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز الشكر والتقدير على جهوده الخيرة.
ولكم جميعا ايها العلماء والباحثون شكرنا الوافر على اجابتكم للدعوة وحرصكم على نجاح هذا الملتقى.
وللرابطة الاسلامية في الدنمارك ممثلة في رئيسها د. محمد فؤاد البرازي التقدير والشكر على تعاونها المثمر في انجاح عقد هذا الملتقى.
ولجميع زملائي في وزارة الشؤون الاسلامية رؤساء وأعضاء اللجان العاملة تحية شكر على جهودهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved