|
| القرية الالكترونية
تحدثت في الأسبوع الماضي عن دور وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات حول الجهود المعلوماتية المبذولة في أروقة كلا المؤسستين، وذكرت أن قرار إدخال مادة الحاسب الآلي في الأنشطة المصاحبة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بدءا من العام الدراسي القادم يعني أن هناك نقلة نوعية في تعليم أولادنا وبناتنا، وحيث أن تعليم الحاسب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة قد أقض مضجعي منذ ما يزيد على ثلاث سنوات تقريبا فقد بدأت بالبحث والدراسة كيف ننهض بأبنائنا وبناتنا معلوماتيا فكان أول المطاف زيارة لبعض دول الخليج العربي مثل دولة الكويت وقطر والإمارات وكذلك المملكة العربية السعودية لبحث مالديهم، ثم قمت بإجراء دراسة بتكليف من مكتب التربية العربي بعنوان استخدام تقنية المعلومات والحاسب في التعليم الأساسي بالدول الأعضاء (المرحلة الابتدائية) (دراسةميدانية) وكان من أهم نتائج الدراسة مايلي:
أن جميع دول الخليج العربي لديها خططا خاصة في المعلوماتية الحاسب، وتتركز أهم هذه الخطط في تبني مركز مصادر التعلم بدلا من المكتبة الورقية كما تشمل هذه الخطط تأمين الحاسب وتوظيفه في العملية التربوية إلا أنه ينقص هذه الخطط التكامل فيما بينها حيث أن هناك أحيانا أكثر من إدارة تشرف على هذه الخطط والبرامج الأمر الذي أدى إلى عدم التكامل أحيانا بين تلك الخطط كما أن هذه الخطط بدأت بطريقة تنازلية أي بدأت من المرحلة الثانوية (وخاصة فيما يختص بالمناهج) ثم بدأ تعميم المعلوماتية والحاسب في المراحل الأخرى.
رغم أهمية التعليم الأساسي (التعليم الابتدائي) إلا أنه حتى الآن لا توجد مادة خاصة في المعلوماتية والحاسب في جميع دول الخليج العربي ماعدا سلطنة عمان التي بدأت في عام 1998/ 1999م تجربة في هذا المجال، ومن خلال البحث اتضح أن جميع الدول تنوي إدخال المعلوماتية في تلك المرحلة خلال السنوات القادمة.
بعد ذلك شرفت بالعمل مع منظمة اليونسكو الدولية خبيراً للمعلوماتية وكلفت بوضع خطة مقترحة لإدخال المعلوماتية والحاسب في نظام التعليم العام لدول الخليج العربي وقد قمت بمسح دولي لمناهج المعلوماتية في دول العالم وبناء على هذا المسح خرجت بتصور عام عن كيفية إدخال الحاسب الآلي في التعليم العام وأن هناك ضرورة ملحة لإدخال الحاسب الآلي في التعليم بدءا من الروضة حتى المرحلة الثانوية حيث أصبحت مادة الحاسب من ضمن أبجديات المنهج المدرسي لدى معظم دول العالم، وفي العام الماضي قمت بدراسة مسحية حيث قمت بزيارة لأكثر من 30 مدرسة أهلية في المملكة العربية السعودية وخرجت بنتيجة أن هناك بداية جهود في بعض المدارس الأهلية في المملكة لتدريس مادة الحاسب الآلي ولكن معظم المدارس تركز على تطبيقات الحاسب الآلي فقط دون التركيز على المهارات والمحاور الأخرى.
وخلاصة الدراسات التي قمت بها وبالنظر في محتويات مناهج الحاسب الآلي على المستوى العالمي والمحلي فإن محتويات مادة الحاسب الآلي ينبغي أن تحتوي على المحاور التالية:
محور علوم الحاسب.
محور تقنية الحاسب.
محور تطبيقات الحاسب
محور الحاسب و المجتمع.
محور الحاسب والتعليم.
محور الإنترنت.
محور مصطلحات الحاسب باللغة الإنجليزية.
بحيث يتم تخصيص بعض الدروس في كل صف دراسي لتلك المحاور لنضمن أن تدريس منهج الحاسب الآلي سوف يؤدي إلى تخريج طلاب وطالبات قادرين على فهم المعلوماتية وتطبيقات الحاسب الآلي في جميع المجالات والجوانب أما أن يتم التركيز على التطبيقات فقط فهذا أمر غير صحيح.....
وأخيرا أحب أن أجيب على سؤال قد يقدح في ذهن القارئ قد سئلت إياه مراراوتكرارا وهو لماذا لا تقوم بتأليف كتب خاصة ما دامت الدراسات تؤكد على ضرورة ذلك؟ أقول ومن فضل الله علي فقد بدأت بتأليف سلسلة تتكون من عشرة كتب موجهة للطلاب والطالبات من الروضة حتى الصف الثالث متوسط وآمل أن ترى النور قريبا وبالتحديد مع بداية عام 2002 إن شاء الله تعالى وسوف أقوم بشرح واف لهذه السلسلة مستقبلا بإذن الله تعالى.
عموما أقول إن الخطوة جيدة ورائدة حتى في مجال الأنشطة والذي يجب أن نقوم به هو أن يكون منهج الحاسب الآلي شاملا وكاملا ويحتوي على عدة محاور كما أن توفير البرامج والأجهزة مطلوب لكي لا يكون الكلام نظريا.
وفي الختام أبارك للوزارة والرئاسة هذه الخطوة الطيبة المباركة التي سوف ينعكس أثرها على مجتمعنا السعودي إن شاء الله تعالى.....
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|
