| الاقتصادية
ضمن الخطوات الحثيثة التي تقوم بها أمانة مدينة الرياض في سبيل تطبيق قرارات السعودة، وتفعيل عملية إحلال شباب الوطن بدلاً من العمالة الأجنبية المنتشرة في الكثير من الأنشطة التجارية التي لا يحتاج العمل فيها إلى خبرات تقنية أو مؤهلات علمية عالية. بادرت الأمانة خلال الأيام القليلة الماضية وعبر البلديات الفرعية التابعة لها إلى إبلاغ أصحاب البقالات بقرار منع العمالة الأجنبية من العمل فيها والعمل على استبدالها بعمالة سعودية وذلك إنفاذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة، حيث عمدت الأمانة إلى إلزام كافة أصحاب البقالات في مدينة الرياض سواءً تلك التي تقع على شوارع رئيسية أو التي تقع داخل الأحياء، بالتوقيع على تعهد خطي بعلمهم بقرار المنع والذي سيبدأ سريانه إن شاء الله مطلع شهر رجب المقبل، وكذلك علمهم بالعقوبة التي ستوقع بحق المخالف منهم والمتمثلة في إغلاق البقالة وترحيل العامل على حساب صاحب البقالة شهرياً، وقد قصدت أمانة مدينة الرياض من خلال أخذها للتعهد الخطي على أصحاب البقالات قفل الفرصة أمامهم لتقديم الحجج والأعذار التي تمنعهم من التقيد بهذا القرار بمجرد سريان تطبيقه خاصة وأن أمانة مدينة الرياض قد أمهلت أصحاب هذه البقالات مهلة زمنية كافية (ستة أشهر) لترتيب أوضاعهم. الجدير بالذكر أن هذا التوجه المحمود لأمانة مدينة الرياض سيسهم في إيجاد عشرات الآلاف من فرص العمل لأبناء الوطن خاصة إذا ما علمنا بأن عدد محلات المواد الغذائية المرخصة بالمملكة تتجاوز الخمسين ألف محل.
إننا عندما نشيد بجهود أمانة مدينة الرياض على ما تبذله من جهود في مجال السعودة فإن تلك الإشادة تنطلق من أساسين:
1 تميز أمانة مدينة الرياض في وضع الآليات والسبل الفعالة والكفيلة بتطبيق السعودة، وما قيام الأمانة بتوقيع أصحاب البقالات على التعهد الخطي (الذي تم التطرق إليه آنفاً) الا دلالة على حرص المسؤولين في الأمانة على ترجمة قضايا السعودة ووضعها محلاً للتنفيذ الفعلي.
2 تميز أجهزة الرقابة والمتابعة في أمانة مدينة الرياض بغرض التحقق من الالتزام بقرارات السعودة من قبل كافة المعنيين بتلك القرارات. وتأكيداً على ذلك نجد أنه في الوقت الذي نلاحظ فيه عدم وجود أي عمالة أجنبية في أسواق الخضار المنتشرة في مدينة الرياض، نجد أن أسواق الخضار المركزية بمدينة الدمام مثلاً تعج بتواجد ثلاثة آلاف عامل أجنبي يعملون بها (جريدة اليوم الثلاثاء 19/3/1422ه).
معالي أمين مدينة الرياض، جهود معاليكم وكافة الاخوة العاملين في الأمانة في سبيل تفعيل قضايا السعودة هي محل تقدير المجتمع، كما أنها تنم عن إحساس وطني من خلال دعمكم لأبناء الوطن للحصول على فرص العمل المتاحة والمشروعة لهم دون غيرهم من أبناء الجنسيات الأخرى.
رسالة:
على الشاب السعودي الباحث عن فرصة عمل تقدير هذا الجهد المبذول من أجهزة الدولة المختلفة في سبيل توفير الفرص المناسبة للعمل في تلك الحرف التجارية، وبالتالي فإنه يتوجب عليه الالتزام والانضباط بكافة أخلاقيات العمل في علاقته مع صاحب ذلك المحل التجاري الذي أتاح له الفرصة بالعمل. وفي هذا الخصوص فإنني أتوجه بالنصح لأصحاب تلك المحلات التجارية بأن لا يقتصر أجر العامل السعودي على المكافأة الشهرية التي يتقاضاها نهاية كل شهر، حيث من الأجدى أن يخصص له نسبة بسيطة من الأرباح خصوصاً وأن تخصيص تلك النسبة سينعكس إيجاباً على انضباطية العامل السعودي وحرصه على تعزيز ربحية المحل الذي يعمل به. وفي ذلك بلا شك فائدة مزدوجة لكل من العامل وصاحب المحل.
dralsaleh@yahoo.com
|
|
|
|
|