|
| الاقتصادية
لقاء: ظافر الدوسري
لانظمة براءات الاختراع أهمية كبيرة كأداة للتنمية التقنية والاقتصادية ويعتبر الاختراع هو الفكرة الجديدة التي يتوصل اليها المخترع وتسمح عمليا لحل مشكلة تقنية معينة.
ولقد أدركت العديد من المراكز «الصناعية» اهمية براءات الاختراع منذ زمن بعيد وبدأ اهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي بأهمية هذا الموضوع وذلك لدفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والزراعة ومجالات اخرى في نشوة تزايد المخترعات الحديثة والعالمية مع اختلافها وتنوعها وفي اطار التعاون السائد بين دول المجلس ضمن الاتفاقية الاقتصادية الموحدة حيث انشأت الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي مكتب براءات الاختراع لضمان حقوق المخترعين الخليجيين والمقيمين حتى لا تنساق في منحدر التآكل ويستفيد منه المجتمع الخليجي خاصة والعالم عامة.
الجزيرة التقت بالاستاذ محمد العلي الرشيد مدير مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لتسليط الضوء على جهود هذا المكتب حيث اكد سعادته بأنه بالرغم من حداثة عهد المكتب الذي بدأ العمل فيه في اواخر عام 1998م الا انه خلال هذه الفترة القصيرة أثبتت مصداقيته من خلال الانتهاء من الاجراءات الطويلة لقبول وفحص الطلبات وبدأ في منح البراءات لبعض الطلبات المسجلة لديه، كما اكد سعادته على ان المكتب يقدم العديد من الخدمات منها توفير الحماية القانونية للحقوق المعنوية والمادية ويعمل على النهوض بالقدرات الابتكارية ونشر نتائجها في المجتمع وتحفيز النشاط الابتكاري والابداعي.
فإلى هذا الحوار:
* ما اهمية انظمة براءات الاختراع، وكيف تنظرون الى واقع الاختراع بدول المجلس؟ وماهي مزايا نظام براءات الاختراع بصفة عامة؟
لانظمة براءات الاختراع اهمية كبيرة كأداة للتنمية التقنية والاقتصادية ولقد ادركت العديد من الدول الصناعية اهمية انظمة براءات الاختراع منذ زمن بعيد فمثلا صدر النظام البريطاني منذ اكثر من 370 عام، وكذلك القانون الامريكي صدر منذ 210 سنة، والفرنسي منذ 209 سنة، ولقد ادرك قادة دول المجلس اهمية هذا الموضوع في دعم القاعدة الفنية ونقل وتطويع التقنية واكتسابها ودفع عجلة التنمية الاقتصادية بدول المجلس، فاعتمدوا اول نظام براءات موحد لدول مجلس في الدورة الثالثة عشرة للمجلس الاعلى التي عقدت في ابو ظبي خلال الفترة 26 / 28 جمادى الآخرة 1413ه الموافق 21/ 23 ديسمبر 1992م ولقد بدأ مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون في استقبال طلبات الاختراع اعتبارا من الثالث من شهر اكتوبر 1998م.
اما بالنسبة لمزايا نظام براءات الاختراع فيمكن تلخيص اهمها بما يلي:
أ يوفر الحماية القانونية للحقوق المعنوية والمادية، ويعمل على النهوض بالقدرات الابتكارية ونشر نتائجها في المجتمع.
ب يجعل المناخ مناسبا للاستثمارات المحلية والاجنبية مما يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ج يحفز النشاط الابتكاري والابداعي.
د يوجد المناخ المناسب لنقل التقنية بالضمانات الممنوحة لاصحاب البراءات من الاجانب.
ه نشر الوعي العلمي والتقني من خلال نشر المعلومات عن الاختراعات والبراءات واتاحة الفرصة لكل من يهمه الامر للاطلاع عليها.
و تؤدي عملية نشر البراءات والاطلاع على الوثائق المتعلقة بها الى تلافي ازدواج الجهود والنفقات عند البحث عن حلول للمشكلات التقنية ويحفز ذلك ايضا الى توفر ابتكارات اضافية تسهم في تقدم العلم والتقنية.
ز يوفر مكتب البراءات المعلومات عن البراءات العالمية الممنوحة مما يعتبر مرجعا مفيدا للحصول على المعلومات التقنية الضرورية للقطاع الخاص.
* ما المقصود بكل من الاختراع وبراءة الاختراع؟ وماهو عدد براءات الاختراع المسجلة حاليا لديكم؟ ومانوعها؟
الاختراع هو الفكرة الجديدة التي يتوصل اليها المخترع وتسمح عمليا بحل مشكلة تقنية معينة لذا ينبغي ان يمثل الاختراع تقدما في التقنية الصناعية يتجاوز ماهو قائم ويشمل ذلك ابتكار منتج صناعي جديد او ابتكار طريقة تصنيع جديدة لمنتج موجود، او تطبيق جديد لوسائل معروفة تحسين في اختراع قائم، اما المقصود ببراءة الاختراع فهي الوثيقة او سند الحماية التي يصدرها مكتب البراءات الوطني التابع لحكومة دولة ما، او المكتب الاقليمي التابع لحكومات عدد من الدول في اقليم معين لصاحب الاختراع او من آلت اليه حقوق الاختراع يمنح بموجبها حقا قانونيا يحظر استغلال الاختراع المشمول بالبراءة عن طريق التصنيع او الاستيراد او البيع او الاستعمال وغير ذلك من اوجه الاستغلال دون موافقة صاحب البراءة لفترة زمنية محددة.
ومن المعلوم ان منح براءات الاختراع يمر بعدة مراحل : المرحلة الاولى مرحلة تقديم الطلب، والمرحلة الثانية مرحلة الفحص الشكلي والتأكد من ان الطلب يتوفر فيه الشروط الاجرائية الواردة في النظام ولائحته، والمرحلة الثالثة مرحلة الفحص الفني للتأكد من شروط الجدة والابتكار وقابلية التطبيق الصناعي، فاذا توفرت هذه الشروط يتم قبول الطلب ويمنح براءة واذا لم تتوفر هذه الشروط فيتم رفض الطلب، لذا فان المدة التي يستغرقها الطلب من مرحلة تقديم الطلب حتى المنح عادة ما تتراوح بين 2 - 3 سنوات في مكاتب براءات الاختراع في الدول المتقدمة، اما في الدول النامية فأحيانا يمكث الطلب اكثر من عشر سنوات بدون اتخاذ قرار حوله بالمنح او الرفض نتيجة لعدم توفر الامكانات المادية والبشرية خصوصا بالنسبة للفاحصين الفنيين الذين يجب ان تتوفر فيهم كفاءة عالية ومهارة وسرعة بديهة وصبر على البحث الطويل للتأكد من توفر هذه المتطلبات السابقة الذكر ومدى مشابهتها مع الطلبات السابقة، لذا فإن قرار الفاحص مهم جدا ويعتمد عليه المكتب في المنح او عدمه فتقرير الفحص الذي يعده الفاحص يجب ان يشتمل على مؤيدات المنح او الرفض.
ومنذ افتتاح المكتب في اكتوبر 1998م تم تسجيل اكثر من 1600 طلب براءة اختراع حتى الآن تركزت في مجالات علمية مختلفة، وكما سبق وان اعلن فإن المكتب قد وافق على اصدار (9) قرارات منح براءات اختراع للطلبات التي اجتازت الفحص الموضوعي وتوفرت فيها شروط المنح المنصوص عليها في نظام براءات الاختراع ولائحته التنفيذية، وهي الدفعة الاولى من مجموع الطلبات التي انتهى المكتب من اجراءات فحصها، ومن المتوقع ان ينتهي المكتب من اجراءات الموافقة على منح الدفعة الثانية من الطلبات في نهاية هذا الشهر، وسوف يقوم المكتب تباعا باصدار قرارات الموافقة على المنح خلال هذا العام حتى ينتهي من البت في جميع الطلبات التي قدمت خلال عامي 98/99م والبالغ عددها 476 طلباً، كما سيتم اخطار مقدمي هذه الطلبات بالموافقة على منح البراءة لطلباتهم ودعوتهم لتسديد رسم المنح والنشر خلال الفترة النظامية بحيث يتم النشر في نشرة المكتب الدورية بعد تسديد الرسوم المقررة، ويجدر ان اذكر هنا بأن لكل ذي مصلحة حق تقديم اعتراض الى لجنة التظلم خلال ثلاثة اشهر من تاريخ النشر قبل تسليم البراءة الى مقدم الطلب.
* في منتصف عام 2000م بدأ تطبيق بعض التعديلات على نظام المكتب ماهي اهمها وما نتائجها حتى الآن؟
النظام المعدل لبراءات الاختراع لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي اقره اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في قمتهم العشرين عام 1999م جاء منسجما مع ما ورد في الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن، ويعتبر نقلة موضوعية لنظام براءات الاختراع نحو العالمية الفكرية لكي يحقق الاهداف المرجوة من المكتب في التشجيع على الاستثمار في المجالات المنتجة، ونقل وتطويع التقنية الحديثة، والمساعدة على التقدم الصناعي والزراعي في المنطقة عن طريق قيام المبدعين والمبتكرين والمخترعين بنشر افكارهم التي تخدم هذه المجالات، وجلب الاستثمارات الاجنبية في مجالات التقنية العالية عن طريق اقامة المشروعات المشتركة نظير حماية حقوقهم بالمحافظة على هذه التقنيات من التقليد او التعدي عليها بالاستخدام غير القانوني، فقد تم تعديل المواد التي كانت متعارضة مع اتفاقية تريبس وهي الاتفاقية المتعلقة بالملكية الفكرية والملحقة باتفاقية التجارة الدولية (WTO) الصادرة في العام 1994م والتي من اهمها تعديل مدة الحماية من 15 عاما الى 20 عاما، وكذلك احتساب مدة الحماية من تاريخ تقديم الطلب وليس من تاريخ المنح.
ومن النتائج التي لمسناها ان النظام الجديد يتميز بالمرونة فيما يتعلق بعمل المكتب من ناحية وتسهيل اجراءات مقدم الطلب من ناحية اخرى بحيث لا يفرض على مقدم الطلب عدم الجمع بين هذا المكتب واي مكتب براءات وطني في دول مجلس التعاون اذ يمنح النظام المعدل لمقدم الطلب الحرية في الابقاء على طلبه الذي سبق وان قدمه في اي من المكاتب الوطنية الاخرى والتقديم في نفس الوقت الى مكتب البراءات بدول المجلس، مما يتيح لمقدم الطلب تحقيق المصلحة والفائدة له.
* ماهي الاختراعات القابلة للحصول على البراءة؟ وماهي الاختراعات غير القابلة؟ وماذا بعد البراءة وكيف يبدأ المجتمع في الاستفادة من الاختراع؟
يسجل المكتب طلبات البراءات ويمنح البراءات لتلك الاختراعات التي تجتاز الفحص الفني التي قد تكون اختراعات لمنتج جديد، او طريقة تصنيع جديدة، او استخداماً جديداً لمنتج قائم، ويشترط لمنح البراءة ان يتوفر في الاختراع اربعة عناصر هي الجدة والخطوة الابتكارية وقابليته للتطبيق الصناعي بالاضافة الى عدم تعارضه مع احكام الشريعة الاسلامية او الآداب العامة في دول المجلس، اما الاشياء التي لا تعد من قبيل الاختراعات وفق نظام براءات الاختراع لدول المجلس فهي الاكتشافات والنظريات العلمية والطرق الرياضية وبرامج الحاسب الآلي، ومخططات او قواعد واساليب مزاولة الاعمال التجارية او ممارسة الانشطة الذهنية المحضة او ممارسة لعبة من الالعاب، وكذلك الاصناف النباتية او الفصائل الحيوانية او العمليات الحيوية المستخدمة لانتاج النباتات او الحيوانات، ويستثنى من ذلك عمليات علم الاحياء الدقيقة ومنتجات هذه العمليات، كما لا تعد من قبيل الاختراعات طرق معالجة جسم الانسان او الحيوان جراحيا او علاجيا وطرق تشخيص المرض المطبقة على جسم الانسان او الحيوان، ويستثنى من ذلك المنتجات التي تستعمل في اي من تلك الطرق.
ويستفيد المجتمع من البراءات الصادرة بأن تكون هذه التقنيات الجديدة متوفرة لديه حيث يتم ضخ استثمارات جديدة لمشاريع جديدة لتصنيع هذه التقنيات خصوصا بالنسبة للتقنيات العالية التي يتردد المستثمرون الاجانب في انشائها اذا لم تكن هناك حماية لهم في هذه الدول خوفا من تسربها، كما ان النظام يفرض على صاحب البراءة استغلالها في دول المجلس خلال خمس سنوات من تاريخ المنح.
* لماذا يقوم المجتمع بحماية الاختراعات، ويتيح الفرصة للمخترعين لوحده لاحتكار السوق لهذا الاختراع، اي بعبارة اخرى لماذا لا تتاح الفرصة لغيره لتقليده ومحاكاة الاختراع ومنافسته وفي هذه مصلحة للمستهلك؟
يقوم المجتمع بحماية اختراعات المخترعين نظير كشفهم عن اسرار اختراعاتهم واتاحتها للجمهور للتعرف عليها لان الانسان بطبيعته حريص على الاحتفاظ بسرية الاختراعات التي يتوصل اليها فلولا الحماية لماتت الافكار الجيدة مع اصحابها لذا فقد نشأت الحاجة الى ايجاد قانون او نظام يحكم وينظم حقوق المخترع والمجتمع بحيث يحق للمخترع او من آلت اليه حقوق الاختراع استغلال اختراعه دون غيره الا باذن منه لمدة عشرين عاما يسقط الاختراع بعدها في الحق العام لأنه خلال هذه المدة يكون قد غطى تكاليفه وحقق ارباحا معقولة، لذا فلا يعقل بأن يكون المخترع قد توصل الى منتج جديد بعد جهد كبير واستثمار اموال ويأتي شخص آخر فيقلده وينافسه في الاسعار لانه لم يتحمل اية تكاليف للبحث والتطوير فهذا الامر يؤدي الى قتل الطموح لدى المخترعين ولا يساعد ولا يشجع على الابتكار، لذا كان من الضروري تقديم الحافز للمخترعين لتشجيعهم على الاختراع وكشف اختراعاتهم لغيرهم من المخترعين لكي يستمر التطور التقني، لذا فإن المجتمع يكافىء المخترع ويشجعه على الاختراع بالحماية لمدة كافية لاسترداد تكاليفه وجني ثمار جهده الفني، وبعد ذلك يصبح الاختراع حقا مشاعا لجميع افراد المجتمع للاستفادة منه، كما ان الافصاح عن اسرار وتفصيلات الاختراع لمكتب البراءات يتيح الفرصة للباحثين والمفكرين والمبدعين للاطلاع على هذه التقنيات وتفصيلاتها بعد منح البراءة او سقوطها مما يتيح الفرصة لهم لتطوير هذه الافكار واختراع مبتكرات جديدة.
* هل من الضروري ان يبادر المخترع الى تقديم طلب لمكتب براءات للحصول على براءة فور توصله للاختراع؟ او الاحتفاظ به سريا لديه حتى تحين الفرصة السانحة له لتقديم طلبه؟
في الماضي كان المخترعون لا يميلون الى الكشف عن اسرار مخترعاتهم ويفضلون الاحتفاظ بها سرية لديهم، ولا يقومون بتسجيلها لدى مكاتب براءات الاختراع، اما في الوقت الحاضر، فقد تطورت وانتشرت الوسائل التقنية الحديثة التي بواسطتها يمكن لشخص متمكن الحصول على اي منتج مخترع في مكان ودراسته عن طريق الهندسة العكسية او غيرها، والتعرف على اسراره ومن ثم محاكاته وتسجيله في اي مكتب والادعاء بأنه هو المخترع الاول، وخصوصا اذا كان متوقعا ان الاختراع سوف يحقق عائدا اقتصاديا مجزيا، لذا فانه في الوقت الحاضر يستلزم الامر ان يقوم المخترع بالاسراع في تقديم طلب للحصول على براءة لضمان احقيته في اختراعه، بحيث يستطيع المخترع عندئذ ان يمنع اي تعد على اختراعه في جميع دول المجلس الست، كما يحق له الحصول على التعويض العادل وفقا لقوانين وانظمة مجلس التعاون، ويجازى المتعدي بالعقوبات الجزائية والمالية المنصوص عليها في تلك القوانين والانظمة.
* هل يقوم المكتب مثلا بتبني ودعم احد الاختراعات وخاصة اذا كان من الاختراعات المتميزة؟
يقتصر دور مكاتب براءات الاختراع في دول العالم بشكل رئيسي على منح البراءة على الاختراعات التي تجتاز متطلبات المنح التي ذكرتها سابقا، اما بالنسبة لتبني الاختراعات فهناك جهات اخرى تقوم بهذا الدور مثل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية، والنوادي العلمية في دول مجلس التعاون، بالاضافة الى الاجهزة والمؤسسات والجهات الحكومية والجامعات وغيرها، من الجهات التي تهتم برسم سياسات واستراتيجيات التطور التقني والاقتصادي والصناعي كما تقوم بعض الشركات عادة بالبحث عن المخترعين وتقديم المبالغ المجزية لهم نظير شراء حقوق اختراعاتهم.
* ماهو نطاق الحماية للبراءات الممنوحة من مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون وما هي مزايا التسجيل فيه، وما هو الفرق بين التسجيل فيه والتسجيل في ادارة براءات الاختراع في مدينة الملك عبد العزيز؟
انظمة وقوانين البراءات هي قوانين اقليمية شأنها في ذلك شأن اي قانون آخر، بحيث لا يطبق الا على اقليم الدولة التي اصدرته وهذا يعني انه على المخترع ان يسجل اختراعه في كل دولة يرغب الحصول على الحماية في اقليمها، ويترتب على ذلك دفع مبالغ مادية في كل دولة، وهذا ما يميز نظام براءات الاختراع لدول مجلس التعاون، اذ انه يكتفي بتسجيل الاختراع لدى مكتب الاختراع لمجلس التعاون ليتمتع بالحماية في دول المجلس الست بموجب طلب واحد مما يوفر على مقدم الطلب الكثير من الوقت والجهد والمال لذا يتضح الفرق بين التسجيل في مكتبنا والتسجيل في ادارة براءات الاختراع في مدينة الملك عبد العزيز، فالبراءة الممنوحة من المدينة تحمي المخترع في المملكة العربية السعودية فقط اما البراءة الممنوحة من المكتب فهي تحمي المخترع من التعدي في جميع دول المجلس الست وهي دولة الامارات العربية المتحدة، ودولة البحرين، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وسلطنة عمان، ودولة الكويت.
* ما وضع الطلبات السابقة التي سبق تقديمها الى مكتب وطني كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟ وهل يمكن تقديم طلب جديد لنفس الاختراع الى المكتب للحصول على حماية في جميع دول المجلس؟
يمكن تقديم هذه الطلبات الى المكتب وفي حال كون الطلب الذي قدم الى مدينة الملك عبد العزيز او غيرها من المكاتب الوطنية الاخرى في دول مجلس التعاون او خارجها ولم يمض على تقديمه اكثر من اثني عشر شهرا، فاننا سوف نعامله بموجب مبدأ الاولوية، وبالتالي سوف نعتبره مقدماً لدينا في نفس التاريخ الذي قدم فيه الى المكتب السابق، وسوف نعامله على هذا الاساس، مما يعطيه افضلية على اي طلب قدم الينا من غيره في حدود الاثني عشر شهرا اذا كان الاختراعان متشابهان.
* ماهي إجراءات تقديم طلبات الاختراع؟
الاجراءات سهلة وميسرة حيث تم تصميم نماذج مبسطة ويتم تزويد من يريد تقديم طلب اختراع بنماذج التسجيل مباشرة من المكتب او من خلال الجهات المعنية والغرف التجارية والصناعية في الدول الاعضاء او من خلال موقع المكتب على شبكة الانترنت (www.gulf.patent.office.o rg.sa) يقوم مقدم الطلب بالاطلاع على نظام براءات الاختراع واللوائح وبعد قراءة ارشادات كيفية اعداد وتعبئة النماذج وكذلك الاطلاع على عينة طلب معبأة للاسترشاد بها عند تعبئة الطلب وعند الانتهاء من تعبئة نموذج تقديم الطلب يتم ارساله للمكتب بالبريد المسجل او تسليمه للمكتب مباشرة في مقره بالامانة العامة لمجلس التعاون بالرياض ويسعدنا تلقي الاستفسارات والمقترحات على هاتف المكتب رقم (4829378 / 4820260).
* هل يحق للمقيم في احدى دول المجلس التقدم بطلب براءة اختراع وهو غير خليجي؟
الانظمة والاتفاقات الدولية المتعلقة ببراءات الاختراع لا تفرق بين مواطن او مقيم، فالجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس المتطلبات فالنظام يحمي المخترع بغض النظر عن جنسيته، فغالبية الطلبات المقدمة للمكتب هي من خارج دول مجلس التعاون وهذا هو الشيء الطبيعي بالنسبة للدول النامية، لذا فلطالب البراءة سواء كان مواطنا او مقيما تقديم طلب الى المكتب مباشرة وممارسة جميع الاجراءات بنفسه وذلك استنادا الى ما ورد في اتفاقية باريس على انه يجب على كل دولة متعاقدة ان تمنح مواطني الدول المتعاقدة الاخرى نفس الحماية الممنوحة لمواطنيها فيما يتعلق بحماية الملكية الصناعية.
* اين يقف مكتب براءات الاختراع بالامانة بين مكاتب الاختراع بدول العالم؟
كما ذكرت فإن مكتبنا الذي بدأ عمله في اواخر عام 1998م يعتبر حديث العهد بالمقارنة مع المكاتب العالمية الاخرى التي لها باع طويل في هذا المجال الا ان مكتبنا وخلال هذه المدة القصيرة من عمره اثبت مصداقيته ولله الحمد في التعامل مع الطلبات المسجلة لديه فخلال مدة زمنية قصيرة لا تتعدى الثلاث سنوات انتهى من الاجراءات الطويلة لقبول وفحص الطلبات من النواحي الشكلية والفنية وبدأ في منح البراءات لبعض الطلبات المسجلة لديه، وهي بالمناسبة نفس المدة التي تستغرقها الاجراءات المماثلة في مكاتب البراءات الاخرى في الدول المتقدمة، وهذا في حد ذاته انجاز لا يستهان به يسجل لصالح المكتب.
* هل تعتقد اننا نستطيع المساهمة في نشوة الاختراعات والابتكارات التي يشهدها العالم اليوم؟ وهل نحن قادرون على استعادة رصيدنا السابق الذي فرطنا فيه وبالتالي اضافة شيء جديد الى العالم؟
كما تعلم ان العرب والمسلمين من المؤسسين لهذه الحضارة التي يعيشها العالم اليوم، فعلماؤنا المسلمون بكل فخر واعتزاز من اوائل المساهمين في ارساء اسس العلوم المختلفة التي تستنير بشعاعها حضارات الامم الى عصرنا الحاضر، وديننا الحنيف يحثنا على طلب العلم، فلا غرو اذن ان يخرج من هذه الامة علماء ومفكرون في كافة الميادين العلمية، ولك ان تقرأ اليوم في مختلف الصحف عن علمائنا ومفكرينا الذين يشاركون في ايداع المزيد من الناتج العلمي لرصيد بني الانسان في مختلف المجالات، وفي ظل الاهتمام الحالي لحكومات دول المنطقة بهذا الموضوع واعتباره من الأولويات وفي ظل توافر الجهود وايمان القطاع الخاص بمسؤولياته في هذا المجال فاننا سوف نكون قادرين بحول الله على استعادة رصيدنا التقني السابق والمشاركة الفعالة في اضافة شيء جديد في هذا العالم.
* ماهو الطريق العملي والامثل لبداية صناعة الاختراع والابتكار في حياتنا؟ وكيف نجعل من الموهوبين الصغار مخترعين كبارا بالاضافة الى ارشادهم الى الاختراعات الجديدة في مجالات تكنولوجية؟
اعتقد ان دول المجلس قد بدأت خطوات عملية وجادة في بناء هذا الطريق من خلال المؤسسات التعليمية والنوادي العلمية المنتشرة في الدول الاعضاء بهدف تبني المواهب ومد يد العون لهم وتوجيههم الى الطريق الصحيح، وقد اسعدني كثيرا ما رأيته اثناء زياراتي لعدد من هذه النوادي وما توصل اليه شباب دول المجلس من افكار جديدة ومخترعات قيمة تدل على قدرة فائقة لهؤلاء المواهب في البحث والتطوير واستيعاب كل جديد، ولكن يجب علينا بذل المزيد من الجهود لتحقيق ذلك.
* يقال إن الحصول على براءة اختراع في امريكا ودول اخرى يتم انجازه بسرعة وبأقل الاسعار بخلاف ماهو موجود لديكم بهذا المكتب ماذا تقولون في ذلك؟
ابدا، فأنا اختلف معك تماما في هذا الطرح، فمكتبنا وكما ذكرت لك سابقا، يسعى بكل جدية الى انجاز فحص الطلبات المقدمة له بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف، فهناك تأكيد ومتابعة من مجلس ادارة المكتب على اهمية العمل على انهاء اجراءات الفحص الشكلي والموضوعي ومن ثم منح البراءات للطلبات التي تجتاز المتطلبات التي ينص عليها نظام براءات الاختراع لمجلس التعاون في حدود المدد المتعارف عليها دوليا والتي لا تتجاوز الثلاث سنوات، والدليل على ذلك ان المكتب بحمد الله وتوفيقه قد بدأ فعلا في الموافقة على منح البراءات رغم انه لم يبدأ عمله واستلام الطلبات الا في اواخر عام 98م اما بالنسبة للتكاليف فتعتبر معقولة جدا اذا ما قورنت بالمكاتب الاخرى واذا ما اخذنا في الاعتبار انها تغطي ست دول وليس دولة واحدة.
* هناك مخترعون مبتدئون يريدون التسجيل والتصديق لكن ليس لديهم المادة فهل يموت اختراعهم في مهده؟
اتفق معك انه يوجد عدد كبير من الافراد المخترعين لديهم افكار جيدة، ولقد لاحظت ذلك ايضا اثناء زياراتي لمعارض الموهوبين بدول المجلس ان هؤلاء الموهوبين والمبدعين يحتاجون الى رعاية اكبر ليس في مرحلة الاختراع فقط، وانما ايضا عند وصولهم الى الاختراع، وفي هذه المرحلة قد يحتاج بعض المخترعين الى مؤسسات تقدم لهم المشورة الفنية والتقنية في اخراج هذه المخترعات بصيغتها العلمية النهائية وكتابة البحوث العلمية عنها بطريقة سليمة وتقديم طلبات اختراع عنهم وتسديد الرسوم المالية التي قد لا يستطيع البعض منهم تسديدها مما قد يؤدي الى موت هذه الاختراعات او انتفاء فائدتها للمجتمع، كما انه من المهم ان يكون لهذه المؤسسات دور فعال في متابعة وتسويق هذه الاختراعات بعد الحصول على وثيقة البراءة وذلك بموجب اتفاقيات بين المخترع وهذه المؤسسات التي نأمل ان تتعاون الجهات الحكومية والاهلية على انشائها او تفعيل الموجود منها لتحقيق الآمال المرجوة في تشجيع المخترعين وزيادة الاختراعات المفيدة.
|
|
|
|
|
